بات من الواجب والضروري على سكان إقليم ابن سليمان والمغاربة أجمعين، أن يعيدوا فتح سجل تاريخ ومسار الطبيب الطيب الراحل بنسليمان الفسريري. وأن يلزموا أنفسهم وأبنائهم بضرورة الخوض في سيرة ومسيرة هذا الرجل الذي كان قيد حياته القدوة والقائد في عمل الخير ومصاحبة ودعم الفقراء. أعطى فأوفى، وأخلص فأقنع وطنيا ودوليا. حمل اسم المدينة الخضراء في قلبه وعلى بطاقة التعريف الوطنية الخاصة به. وعاش الراحل المزداد بتاريخ 13 يناير 1956، جنديا في خدمة كل سكانها. وزاد من ثقل مهامه، بتمثيل المغرب عربيا وإفريقيا ودوليا، بعد أن انتخب رئيسا للجمعية المغربية للطب الشرعي، وبعد أن سار قيد حياته مستشارا عالميا في داء السعر. وممثلا للمغرب في عدة ملتقيات ومؤتمرات إفريقية ودولية. ومستشارا طبيا لوزارتي الداخلية والصحة. لكن القدر شاء أن يتوفاه الأجل بتاريخ 28 ماي 2015. على بعد أشهر من تقاعده المهني كطبيب بدرجة خارج السلم. حيث كان من المفترض أن يتقاعد غدا الثلاثاء 12 يناير 2016. قال الدكتور جمال العباسي نائبه على رأس الجمعية المغربية للطب الشرعي، إن الجمعية والمغرب والعالم، فقدت طبيا ناذرا، وشخصية عظيمة، كان لها وزنها في مجال الطب الشرعي ومحاربة داء السعر. وأضاف أن الراحل كان يسارع الزمن من أجل إنهاء مشروع (العمر)، ويتعلق بمشروع مستودع الأموات، الذي كان وراء إحداثه بابن سليمان، والذي كان يسعى إلى أن يحوله إلى قطب للتشريح الطبي بالمغرب. وكان سيفتح المستودع في وجه عدة مدن وأقاليم. ويخفف من معاناة سكان إقليم ابن سليمان، الذين يرغمون حاليا على نقل بعض موتاهم إلى مستودع الرحمة بالدار البيضاء من أجل التشريح الطبي. موضحا أن الجمعية لازالت مهتمة بالمشروع، وأن أطباءها لازالوا يرغبون في دعم المشروع، لكي يرى النور. كما أشار إلى أن الراحل كان رفقته يسعيان إلى تنظيم مؤتمر بمدينة ابن سليمان حول الطب الشرعي. وختم الدكتور العباسي بالإشارة إلى أن أخر جملة وجهها له الراحل الفسريري، كانت عند رحيله للعلاج على الديار الفرنسية، وهي الرحلة (الوداع)، التي عاد بعدها جثة هامدة. حيث أوصاه الاهتمام بأموات المدينة والإقليم، والدفاع على مشروعه (مستودع الأموات) والقطب الوطني للتشريح. موضحا أن الراحل كان صديق الفقراء والمعوزين، وخادمهم. وأنه كان لا يتعب في سبيل عمل الخير والبحث العلمي. كما كانت له أحلام كبيرة.
لقد كان شغل الراحل الشاغل قضاء حوائج الناس، وكان يتغذى بابتساماتهم وفرحهم. ويزداد عزما وكرما بتزايد مطالبهم وتوافدهم عليه من أجل مساعدتهم في العلاج والاستشارة. ولا يبخل عليهم بالنصيحة والإرشاد. وكان لا يهاب الموت، ولا يخشى الأمراض والأوبئة والجراثيم في محاربته لها لدى الإنسان والحيوان. فقد استحق أن يكون في فئة من خصهم الرسول الكريم بالجنة. وقال فيهم صلى الله عليه وسلم : يحشر قوم من أمتي على منابر من النور يمرون على الصراط المستقيم كالبرق الخاطف،نورهم تخشع له الأبصار .ماهم بالأنبياء ، ماهم بالصديقين ، ماهم بالشهداء .إنهم قوم تقضى على أيديهم حوائج الناس .
في انتظار بديل أو بدائل لك …
تغمدك الله أيها الطبيب الطيب بمغفرته وثوابه. وألهمنا وأهلك الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون …
رحمة الله عليه لا انسى كيف كان يواظب على المجىء الى مكتبي بالصندوق المغربي للتقاعد من اجل تسوية ملف الاطباء المتعاقدين من اجل انخراطهم في تظام المعاشات المدنية. بدل النظام الجماعي.وبفضله تمت تسوية الاطباء المتعاقدين على صعيد المغرب.فله الرحمة والغفران