يظل الهذر المدرسي (الفشل المدرسي)، و(التخلف الدراسي)، و(الانقطاع المدرسي)، و(عدم التكيف الدراسي) … إحدى الخصائص الهيكلية التي تطبع النظام التعليمي المغربي ، وهي ظاهرة مركبة تشمل مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. و الدراسات المنجزة في الموضوع ترى أن الهذر المدرسي ينتشر أكثر بالوسط القروي والأحياء الهامشية والفقيرة بالوسط الحضري .وقد كشفت الأرقام الرسمية أن ظاهرة الهذر المدرسي في تصاعد متزايد، في السنوات الأخيرة. وهي آفة تسائل الدولة وتسائل السياسة التعليمية بالبلاد. لأن لها أثرا سلبيا كبيرا في تنمية مجتمعنا، حيث أظهرت دراسة أنجزت من طرف (المجلس الأعلى للتعليم) أن التلاميذ الذين ينقطعون عن الدراسة بعد أربع سنوات يؤولون إلى الأمية، مما يشكل استنزافا للموارد البشرية والمادية للبلاد، كما أن تكلفة عدم التمدرس والانقطاع عن الدراسة تتجاوز نسبة 2%من الناتج الداخلي الخام،. كما أن تقرير منظمة (اليونسكو)، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، والصادر سنة 2015، أكد أن المغرب احتل المرتبة ما قبل الأخيرة عربيا في عدد الخريجين. كما أن 10% من الأطفال لا يلتحقون بالمدرسة، و حوالي 34.5 % فقط هي نسبة التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم بالثانوي.
أما عن أسباب الهذر المدرسي، فتتنوع بين أسباب اجتماعية، وثقافية، واقتصادية، ونفسية، وتربوية، وجغرافية. كأمية الآباء ورفض تعليم الفتاة – الخوف بسبب الانحراف الأخلاقي – وضعف الموارد المالية للتكفل بدراسة الأبناء. – تشغيل البعض منهم لأطفاله في أعمال الفلاحة وغيرها – ارتفاع تكاليف الأدوات المدرسية بالنسبة للأسر المغربية ، إذ إنها تستنزف 10% من الدخل الأسري أي 1200 درهم للطفل الواحد في السنة.- غياب النقل المدرسي أو محدوديته في الوسط القروي. – صعوبة اندماج التلاميذ في المحيط المدرسي، – وضعف قدرة بعض التلاميذ على مواكبة وتيرة الدراسة؛- تعدد المستويات الدراسية في القسم الواحد خاصة في العالم القروي، – الاكتظاظ، -عدم ملاءمة المقررات مع خصوصيات الفئات المستهدفة، – غياب الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية؛- – عدم تعميم التعليم الأولي وخاصة بالوسط القروي- عدم جاذبية الفضاء المدرسي وقلة الأنشطة المدرسية والترفيهية؛- ضعف البنيات التحتية المدرسية، إذ لا تزال العديد من المدارس بالمناطق القروية بالخصوص غير مرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب أو لا تتوفر على مرافق صحية ، أو تفتقر للكهرباء. وقليلة هي المؤسسات التعليمية التي تتوفر على سكن مخصص للمدرس ، ومن ثم فإن عددا مهما من المدرسين يزاولون عملهم في ظروف غير ملائمة للعملية التربوية .- الغياب المتكررة لدى بعض المدرسين، والتي تعود في الغالب إلى ظروف العمل الصعبة ولاسيما بالوسط القروي (البعد، السكن، النقل، التجهيزات).- بعد المؤسسات التعليمية عن سكن التلاميذ -وتشتت السكن- وصعوبة المسالك وانعدامها أحيانا، – الظروف المناخية خصوصا بالمناطق الجبلية.بطالة الخريجين التي تجعل البعض يقتنع بان التعليم مضيعة للوقت . وما تبقى ستجهز عليه حذف المجانية.
علاقة بالموضوع أعلاه انظر آسفله فإن تقرير دولي يصف واقعنا : (المدرسة المغربية الأسوأ في العَالم). فقد كشفت منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية الدولية لائحة بالبلدان التي تتوفر على أحسن مدارس في العالم. وتصدرت الدول الآسيوية الترتيب، بينما تذيلت القارة الأفريقية القائمة.وجاءت الدول العربية في مراتب متأخرة، حيث احتل المغرب المرتبة 73 من أصل 76 دولة شملها التقرير.واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيا (45 عالميا)، بينما صنفت المنظمة المغرب كآخر دولة عربية في اللائحة (73 عالميا من أصل 76 دولة معنية بهذا التصنيف آخرها غانا).