يبدو أن الغلاف المالي لمشروع غرس أشتال الرمان في الجماعة القروية الزيايدة بابن سليمان ، والمقدر في 13.115.000 درهم ، بدأ يسيل لعاب عدد من الجهات على مستوى الاقليم ، فبعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الفلاحون ضحايا هذا المشروع في الثاني من شتنبر 2016 ، والتي عددوا فيها أوجه النصب والخديعة التي وقعوا فيها ، وبعد اجتماعات ماراطونية ترأسها رئيس الدائرة باقليم ابن سليمان ، خرج الفلاحون الغاضبون بقناعة أكيدة هي أن جميع الادلة والتصريحات التي قدموها للسلطات المحلية وأمام مدير الفلاحة لم تشفع لهم في إقناع المسؤولين عن المشروع باتخاذ قرار توقيف المشروع والإعلان رسميا عن فشله ، فقد ضغطت كل الجهات في اتجاه الاستمرار في المشروع رغم ان اشتال الرمان قد ذبلت ويبست ، ورغم أن الفلاحين اقتلعوا تلك الاشتال وقاموا بحرث اراضيهم ، معلنين في اشهادات مصححة الامضاء وموجهة الى كل من مدير الفلاحة وعامل اقليم ابن سليمان انهم قرروا الانسحاب من مشروع الوهم ، وأنهم وقعوا ضحية الاحتيال ، لكن المسؤولين يناورون تحت ذريعة عدم التفريط في المشروع بغلافه المالي ، لاجل تنمية الاقليم .
الى ذلك أشهر الفلاحون الغاضبون عددا من الشكايات التي وجهوها الى الوكيل العام للملك بغرفة الجنايات بالدارالبيضاء حول تكوين عصابة اجرامية من اجل الاستيلاء على المال العام وتزوير وثيقة رسمية وعرفية والنصب وخيانة الامانة واستغلال النفوذ والغدر وتواطؤ موظفين ، اضافة الى خمس شكايات امام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان تتعلق بالتزوير وخيانة الامانة والنصب واستغلال اوراق موقعة على بياض ، وكل ذلك لم يجد آذانا صاغية لدى كل من رئيس الدائرة ومدير الفلاحة بابن سليمان حتى يتخذا معا قرار ايقاف المشروع ، والابقاء على نفس التعاونية حاملة له رغم ان هذه التعاونية تم تاسيسها بوثائق مزورة ، وهي موضوع عدد من الشكايات التي فتح فيها الدرك الملكي بابن سليمان تحقيقا استمع فيه لعشرة ضحايا و 12 شاهدا ، على ان اخطر ما في الامر ان كلا من رئيس التعاونية الحاملة للمشروع ، وكذا امين مالها لا علاقة لهما بممارسة النشاط الفلاحي ، وأنهما يمتهنان النقل السري ، كما رفع ذلك المحتجون في وقفتهم الاحتجاجية ( الصورة ) .
الى ذلك قررت عدد من الجمعيات الناشطة باقليم ابن سليمان عقد سلسلة اجتماعات قصد تدارس مقترحات من اجل حماية المال العام ، ومخطط المغرب الاخضر الذي استباحه اصحاب النقل السري " الخطافا" بتواطؤ مع مدير الفلاحة السابق الذي جرى تنقيله او عزله عقب تورطه في مشروع غرس الزيتون في نفس الاقليم .
لم تصرف منها سوى اعتمادات في حدود تجهيز 34 هكتار من أصل 340 هكتار فقط من الرمان .فالخبر له قدسيته و يبقى التحليل حر ولكن اذا كان الخبر كاذبا ، فما مال التحليل ؟