يعيش سكان مدينة ابن سليمان خلال الأيام الأخيرة تحت رحمة المنحرفين واللصوص والذين في معظمهم من مدمني (قرقوبي) والماحيا). هذه الفئة زادت غليانا وحدة وعدوانية إلى درجة أنها بدأت ترض أمنها الخاص بازقة وشوارع المدينة. ضحايا العنف والسرقة والاعتداء بالأسلحة البيضاء في ارتفاع مستمر. والمنحرفون واللصوص بدئوا يشكلون عصابات، منهم من يستعملون دراجات هوائية أو نارية. ومنهم من ينفذون جرائهم علنا وجهارا ويهددون بحالات العود في التبليغ عنهم. يسرقون المارة، ويعتدون على النساء، ويسرقون السيارات، ويكسرون كلما احتكوا به. ويخربون أملاك الدولة (مواقف الحافلات، علامات التشوير..).
يقع كل هذا في غياب أدنى فعاليات للجهاز الأمني. عدة جرائم الاعتداء والسرقة ارتبكت هنا وهناك بعدة أحياء سكنية. جعلت السكان يعيشون رعبا لم يسبق أن عاشوه. وجعلتهم يطالبون بتدخل وزير الداخلية من أجل وقف نزيف الانفلات الأمني. ولم يرجع لتواطؤ بعض الأمنيين مع تجار المخدرات والماحيا. والذي تم إيقاف بعضهم في وقت سابق. ولازال البحث جار مع آخرين. وفي ضل قلة الموارد البشرية العاملة في الأقسام الأمنية المعنية بالشارع العام (المرور، الشرطة القضائية…). يضاف إليها ضعف الأحكام القضائية الزجرية. والتدخلات والوساطة التي يسلكها بعض النافذين بالإقليم من منتخبين وموظفين وغيرهم. هؤلاء الذين يضغطون بقوة من أجل الإفراج على بعض المجرمين، أو التخفيف من التهم الموجهة إليهم.
وكشفت مصادر بديل بريس أن الاستياء الذي يخيم على السكان، يسدي بضلاله كذلك على بعض الأمنيين الجادين، الذي لا يجدون من يدعمهم ويحميهم لمزاولة مهامهم بجدية ونزاهة. كما كشفت نس المصادر أن شهر رمضان كان بالنسبة لبعض مروجي القرقوبي والماحيا والخمور والمخدرا، فرصة للانزواء بمنازلهم أو بضواحي المدينة أو منطقتي مليلة والكارة من أجل صناعة خمر (الماحيا). هذا السم الذي كشفت مصادرنا أنه يصنع من كل شيء متعفن (صراصير، فئران، مياه الوادي الحار، مياه الغسيل…). كما كانت فرصة للبعض من أجل السفر على مناطق أخرى من أجل جلب الأقراص المهلوسة (القرقوبي) المهرب من الجزائر. وأن معظم المروجين هم أشخاص معروفون بالمدينة… فهل سيتحرك الجهاز الأمني من أجل تنقية المدينة من المجرمين. وهل ستتحرك السلطة والحكومة من أجل فتح مستشفيات لعلاج الأطفال والمراهقين والشبان من الّإدمان. وإنقاذ المواطنين وأسر المدمنين. الذين يعيشون الجحيم مع أبنائهم المدمنين. هؤلاء المدمنون الذين لا يترددون في الاعتداء على آبائهم وأمهاتهم وأشقائهم وشقيقاتهم..بل منهم من يعتدون على أنفسهم.. لأنهم ببساطة مرضى وفي حاجة إلى العلاج.
رجاء … أوقفوا ترويج القرقوبي والماحيا إن أردتم إنقاذ الطفولة المغربية
حولت أقراص القرقوبي والماحيا العشرات من أطفال ومراهقي عمالة المحمدية وإقليم ابن سليمان وباقي أقاليم وعمالات المملكة (ذكورا وإناثا) إلى مجرمين وقنابل موقوتة، تزرع الرعب في صفوف السكان. وتحد من تحركات النساء والشيوخ والأطفال، بسبب ما ينفذونه من هجومات عنيفة عليهم، باستعمال أسلحة بيضاء. المدينة في حاجة إلى الوقاية والعلاج، قبل الحديث عن العقاب والسجن. فإذا كان من حزم وعزم يجب أن يبتدئ بتشكيل لجنة أمنية إقليمية على مستوى كل عمالة تنبثق من خلال الإجتماعات الأمنية الأسبوعية، مهمتها تسطير برنامج دقيق بتعاون كل الأجهزة العمومية (أمن، درك، سلطات، استخبارات، منتخبين … )، وبدعم وتنسيق مع المجتمع المدني ، من أجل محاربة مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة والخمور غير المرخصة ، وخصوصا (الماحيا). وحتى لا نعطي للقضية أكثر من حجمها، وندعي صعوبة هذا الإجراء الوقائي. فالشارع العام مفتوح، والحديث لا ينقطع عن فلان يبيع الخمر وفلان أو فلانة … يبيع أو تبيع الماحيا أو القرقوبي.. ولا أظن أن أعوان السلطة (مقدمين وشيوخ)، ومخبري الأمن والدرك يجهلون هويات هؤلاء الذين يتناوبون على الترويج ودخول السجن و… فهؤلاء موجدون بكل الاحباء الهامشية والأحياء الميسورة وحتى داخل الفيلات والضيعات … كما هم موجودون بعدة دواوير وقرى وكاريانات . وداخل الغابات ومنازل الاصطياف… ويكفي مراقبة المستهلكين والترصد لهم للإطاحة بالمروجين. هذا هو العمل الوقائي المفروض البدء به. كما يجب الاهتمام بعلاج المدمنين، بتنسيق بين أسرهم وجميع المعنيين بشؤون المجتمع (منتخبون، سلطة، وزارات…). بما فيهم الفعاليات الجمعوية. بالإضافة إلى سجون المملكة، التي لم تعد إصلاحيات، بل تحولت إلى معاقل لاحتراف الإجرام والإدمان. والدليل هو حالات العود التي يعرفها الشارع العام. علما أن أكثر الفئات انحرافا وإجراما هي فئة الأطفال والمراهقين… ولكي لا نقطر العسل على الأمن الوطني والدرك الملكي، فإنه ورغم تواجد عدد كبير من عناصرهم شرفاء ونزهاء. فإن هناك آخرون متواطئون ومقصرون في مهامهم. كما أن للمحاكم دور كبير في تزايد عدد المنحرفين والمشاغبين والمجرمين. بالنظر إلى الأحكام غير الرادعة.