بقلم أحمد زايد
يشتكي كثير من الموظفين من مدراءهم ومسؤوليهم ،تشير بعض الاحصائيات إلى أن 75 بالمائة منهم يضطرون الى ترك وظائفهم او تغييرها بسبب مدير سيكوباتي ومتسلط…
لايشكل هؤلاء المرضى فصيلا واحدا ،بل يتدرجون في الاضطرابات النفسيه من السيكوباتية الى الانحراف النرجسي الحاد… هؤلاء ينتعشون في إثارة الصراعات الفوق تحتية…. صراعات تتغذى على السلطة المخولة لهم بل يتجاوزونها ليحيلوا حياة موظفيهم الى جحيم…
أحب الفراءس إلى قلوبهم الموظفون العاطفيون وفاقدوا الثقة والمصابون بمركب عقدة الضحية…( Complexe victimaire ) وهذا لاينفي تعرض الآخرين للضغط النفسي الحاد …..هذا التكتيك المرضي يرمي إلى استعباد النوع الضعيف من الموظفين..واحالتهم الى عبيد إدارة …
Incidences psychopathologique de la condition de bonne a tout faire
نلاحظ هذه الظاهرة للأسف في أغلب المؤسسات، موظف يجلب السجائر والقهوة والأدوية ويقضي (حوائج) المسؤول الإدارية ….يتودد المنحرف النرجسي إلى الموظف الجديد بشكل غير متوقع، بل يسبغ عليه المديح (le flatteries) ثم يستدرجه تحت مسمى التواضع المقنع ( تواضع استراتيجي)
إلى أن يقع الموظف في براثنه،. بعد ذلك يغير التكتيك الى سلوك مضاد …..نقد ممنهج ويشمل التشكيك في قدراته المهنية، ولباسه ومشيته…ويصل إلى إستخدام ماعرف من أسراره الشخصية ضده…. تزداد ضراوة المدبر المريض كل ما أبدى الموظف تأثرا ولن يتركه الا اذا دمره ليمر الى ضحية اخرى ….من مثالب المنحرف هذا البارانويا (جنون الارتياب)
مما يزيد من معاناة الموظفين فكل واحد منهم في نظره هو عدو محتمل(ennemi potentiel) خصوصا اذا كان الموظف متفوقا…. أعرف من خلال تجربتي غير واحد ممن تركوا العمل دون المطالبة بحقوقهم رغم الحاحي عليهم …لكن كونهم يعيشون حالة صدمة بعدية (état post-traumatique,,) يفضلون القطع مع كل ما يمت الى المدير المريض بصلة …وقليلون منهم يدخلون مرحلة العلاج النفسي للأسف. المدراء السيكوباتيون يكبدون البلاد خسائر اقتصادية مهمة بسبب تراجع الإنتاجية وتزايد الإرهاق النفسي داخل المؤسسات…. الحاجة ملحة في بلادنا الى إجراء فحوصات وتقييم نفسي (évaluation psychologique,) قبل تعيين كبار المسؤولين والمديرين…
لقد وقفت على هذا التقليد المهني في الولايات المتحدة، لكل واحد ملف سيكولوجي من الجامعة الى الوظيفة … بالاضافه إلى خضوع المسؤولين إلى تقييم سيكولوجي دوري دائم… خصوصا في المناصب الحساسة …. ويجمع الاطباء والمختصون النفسانيون في مجال العمل ان هامش التحرك ضد الشخصيات السيكوباتية المسؤولة يبقى ضيقا ، وهو حل من إثنين، تحريك متابعة إدارية داخلية ( وهذا شيء قد يكون صعبا ) نظرا لسلطته وإما تغيير المؤسسة أو العمل بشكل نهائي.