أكبر جريمة ترتكب في حق أطفال وشباب مدينة ابن سليمان، بعد حرمانهم من مجموعة من المرافق الرياضية، بدعوى الدخول بالمقابل المادي. وانعدام مرافق رياضية مجانية، تتمثل في الإهمال الذي طال مجموعة من المنشئات الرياضية والترفيهية. نذكر منها على الخصوص نادي كرة المضرب (التنس) والمسبح البلدي اللذان تحولا إلى وكرين لترويج المخدرات والمنحرفين ونقطة تجمع اللصوص والمتربصين بالسكان ليلا. وأصبحا أكبر نقطة سوداء بحي الحدائق (الجرادي)، بالقرب من مقري المجلس البلدي والباشاوية، ومقر الدرك الملكي وسكن عام الإقليم.
المسبح البلدي، بدون حراسة، وقد تحول إلى اسطبل وملجأ للمنحرفين ومعاقري الخمور والمخدرات. وتم تدمير المسبح وملعب كرة السلة، وحرمان نادي رياضي لكرة السلة، من الاستفادة من مرافقه. والتسبب في حله. ومشروع إعادة تهيئة المسبح البلدي لمدينة بنسليمان التي قيل أنه رصد لها مبلغ ستة ملايين درهم (600 مليون سنتيم) من ميزانية المجلس الإقليمي، وفق اتفاقية بينه وبين المجلس البلدي (يتوفر بديل بريس على نسخة منها)، لم يرى النور..
أما بنادي كرة المضرب، فإن ما يجري ويدور بخصوصه يوحي وكأننا تحت رحمة قانون الغاب. فلا المجلس الجماعي والسلطة المحلية ومديرية الأملاك المخزنية (المحمدية/ ابن سليمان)، سارعت إلى تسوية وثائقه. وإعادة تهيئته. ولا مكتب الجمعية الرياضية الذي جدد عدة مرات، تمكن من الحصول على وصل الجمعية لمزاولة نشاطه رسميا. ولا الشباب والأطفال استفادوا من مرافقه الترفيهية والرياضية وبنياته (مقهى، مطعم وقاعات، و…)، التي تتعرض يوميا للتلف.. نادي متعفن يعج بكلاب الحراسة وفضلاتها.. وحارس مغلوب على أمره مكلف بسقي ما تبقى من المساحات الخضراء.. ويصعب المرور بمحيطه.
نادي كرة المضرب ومعه المسبح البلدي، تم بناؤهما بطرق غير قانونية ومعهما بناية (الأشباح) المتواجدة قبالة بلدية وباشوية المدينة. التي صرف عليها أموال كثيرة سوداء في عهد الزمن الغابر (سنأتي على ملفها في حلقة أخرى). وبدون أدنى وثيقة. ومديرية الأملاك المخزنية مالكة الأرض التي يتواجد عليها المرفقين. لا لم لها تلك البنايات. وتعتبر الأرض عارية خلاء. ولا أحد سارع إلى تسوية الوضعية القانونية للمرفقين. والسكان ينتظرون عن الإفراج عن تلك المشاريع، وإعادة الحياة إلى المرفقين.
سبق وأن تم إغلاق النادي، بعد دخول السلطة المحلية في مواجهة مع مكتب الجمعية المشرفة الذي تعتبره السلطة غير شرعي. لكون المكتب الذي شكل سنة 2001 لم يعقد أي اجتماع له منذ سبع سنوات، ولم يعقد جمعه العام العادي سنة 2004 من أجل تجديد أعضاءه، الذين انتهت ولايتهم بمرور ثلاث سنوات حسب القانون الأساسي للنادي. كما أن النادي كان يستغل بطرق غير قانونية حتى حدود سنة 2007، حيث تم تشكيل مكتب جديد رفضته السلطة المحلية.
النادي بني سنة 1982 فوق أرض تابعة للأملاك المخزنية على مساحة بلغت حوالي هكتار. عملية البناء والتجهيز ساهم فيها كل من مندوبية الإنعاش الوطني وعمالة ابن سليمان وبعض كبار الجيش، والمحسنين، وأن المكتب المسير الأول شكل يوم 30/09/1983 برئاسة ضابط سامي في الجيش (كولونيل الصقلي)،و ضمت تشكيلة باقي أعضاءه بعض أعيان المدينة (14 عضوا).وتناوب على تسيير النادي أربع مكاتب، جدد آخرها يوم 15/04/2001 وهو المكتب الذي انتهت صلاحيته سنة 2004 ولم يتم تجديده في الوقت المناسب. ويتكون النادي من بناية مكونة من طابقين بها مقهى وقاعة للندوات وحديقة وفضاء لألعاب الأطفال وملاعب لممارسة رياضة التنس. تدهورت أوضاع النادي مباشرة بعد وفاة محمد بيش رئيس النادي حينها، والرئيس السابق للمجلس البلدي للمدينة ونادي حسنية ابن سليمان لكرة القدم. وخصوصا بعد سحب رخصة بيع الخمور من داخل النادي.