لقد صار من الأكيد تجاوز مصطلح ( العزوف ) عن القراءة بالحديث عن معنى ما نقرؤه، فنحن بطبيعتنا البشرية نبحث عن كتب ممتعة، لأن القراءة في مخيلتنا مرتبطة بمبدأ الاستمتاع، من المؤسف أن تظل أمهات الكتب التي نظرت لمعظم العلوم الحديثة، حبيسة الرفوف، شبه مغيبة قراءة ومدارسة، فمبدأ المتعة ليس دوما متشرطا، هناك كتب يحتاج المرء قراءتها ليستوي نضجه العقلي ، واكتساب منهج نقدي، قد لا تكون ممتعة لكنها مفيدة وبناءة. فالقراءة ليست هواية، لأن هوايتنا مقترنة بالمتعة، مع التقدم التكنولوجي أصبحت مسألة القراءة بمفهومها الواسع، نازلة لا عذر شرعيا لها. وجب بطبيعة الحال التفكير الجدي في تنويع قراءتنا و خلق ذات موسوعية ومتخصصة في أن واحد. فإذا ظل السياسي مرهون بكتب ميكيافلي و ابن سينا وهوبس وغيرهم من رواد عصر الأنوار . وظل المعتكف وفيا لإصدارات سيد قطب و الغزالي وغيرهم من رواد الإصلاح و التجديد. وظل التافه يلاحق إخبار الحوادث و كلام الأسواق. فإنه لا يبدو أن العالم سيكون مع موعد لتحقيق الأمن و الأمان . نحتاج أن نقرأ لنشرق ونتفتح . نحتاج أن نقرأ في ظل إحصائيات تؤكد أن أمة أقرأ أصبحت لا تقرأ . نحتاج أن نقرأ لنخرج العالم من عالم التوحش و الدمار ، إلى عالم الحضارة و العمران . ونعيد ما فعل أجدادنا في العصور الوسطى