الرئيسية / كتاب البديل / عن ذكرياتي بمنطقة الفضالات : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي الحلقة السابعة

عن ذكرياتي بمنطقة الفضالات : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي الحلقة السابعة

الحلقة 7 من سلسلة ذكرياتي:
بالرجوع لنمط العيش لم يكن لدينا بئر وكنا نذهب لعدة كلمترات لجلب مياه الشرب على ظهور الحمير بواسطة قلال من الطين ، او ركوات من الكاوتشوك او براميل من القصدير على ظهور البغال اما من عين بوسطيلة او العين الحمراء. اما بالنسبة لمياه الغسيل ونسميها ماء منطر فكنا ناتي بها من المجرى او من براميل ماء الشتاء .
فمع شح المياه كان اغلبية الناس يغتسلن مرة واحدة في الاسبوع و حمام العوم او التحميم كان حكرا على النساء وهو عبارة عن عشة من القصب وتغطى باللعابن والكواش ، ويوضع بداخلها سطل من الماء الساخن او المغلى لتسخينها وهي لا تتسع الى لفرد واحد وعند الحاجة تنادي المتحممة على من تحك اليها ضهرها حيث لا تدخل الا يديها للقيام بعملية الفرك ، اما بالنسبة للاطفال والبنات فاغلبهم يغتسلون في البستيلية من طرف الامهات، اما الرجال فيغتسلون في المجرى ، قرب البئر او من العين وخاصة في الصيف .
خلال فصل الصيف والخريف كان الاطفال يسبحون في الضايات او المكلت almaglate بحيت انهم يحبسون مجرى المياه بالحجر والطين ويجعلونه على شكل سد صغير وينتظرون حتى يمتلء ويصبح كالمسبح ثم ينطلقن في مهرجان العوم والقفز والغطس في جو من الفرحة والمرح .
من المؤسف ان اغلبية المنازل لم تكن تتوفر على مرحاض او كنيف و السكان يمشون الى الخلاء او وراء السور او الاشجار لتلبية حاجياتهم والغريب في الأمر أن حتى الورق او الكاغط كان ناذر وبالتالي يتم استعمال الحجر او القش او الربيع للمسح او التنظيف ،ولم تدخل ثقافة بيت الماء او الطواليط الى المنازل الا في نهاية السبعينات.

 


المساكن كانت تتشكل اما من خيام من وبر الجمال بالنسبة الرحل والفقراء ، او نوايل من الغلل اما دائرية او ظهر حمار بالنسبة لمتوسطوا الحالة ،او البراريك من الخشب ومغطاة بالكرطون وبيوت مسقفة بالقصدير بالنسبة اللي لا باس عليهم وأخيرا بيوت مسقفة بالاسمنت المسلح بالنسبة للميسورين.
للاشارة فالبلاستيك كان شبه منعدم وعند هطول المطر يضع الناس خناشي الشمرتل فوق رؤوسهم واكتافهم و من بعد ادخلت اكياس الفسفاط من البلاستيك و بدء الناس يستعملونها للوقاية من الشتاء و يصنعون منها الشكاير والمحافظ ونا الى ذلك.
اما بالنسبة للغطاء فكان يتكون من اللعابن مصنوعة من الصوف في المنزل وعن طريق المنجج وكل مراحل النسج من غسل الصوف وصباغتها وغزلها ونسجها كانت حكرا على النساء وكن يتباهين بعدد ونوعية وزركشة اللعابن اللواتي اكملن.
اما بالنسبة للفراش فكان يتكون من تساريح مصنوعة من السمار او حصيرة من الحلفى او زرابي يتم نسجها في المنزل مع جلب اليد العاملة من الدواوير المجاورة و مع قلة الشيء فكانت الامهات يلجأن الى عملية اصطفاف وتستيف الاولاد و البنات على فراش واحد وتغطيتهم بغطاء واحد وهذا يتسبب في صراع بينهم للظفر بمكان في الوسط لتجنب عملية التعرية و غالبا ما ينتظر الطفل او الطفلة المغلوبة حتى ينام باقي الاطفال للظفر بالغطاء .
يتبع الحلقة 8 من ذكرياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *