ألقت أمواج المحيط الاطلسي على مستوى شاطئ النحلة بالبرنوصي صباح أمس الاثنين أربعة جثث أخرى لضحايا حادث انقلاب زورق الهجرة السرية، بعد العثور صباح السبت الماضي على سبع جثث، بشاطئ زناتة (بالوما) بالمحمدية. ليرتفع عدد الموتى إلى 11 ضحايا ضمنهم فتاة. فيما يصل عدد الشباب الذين كانوا على متن الزورق المطاطي، 56 مهاجرا سريا.
وأفاد مصدر بديل بريس أن الفرقة الوطنية للدرك الملكي دخلت على خط الفاجعة، باستعمال التقنيات الرقمية والبحث في الخطوط الهاتفية، حيث تمكنت من إيقاف سبعة أشخاص ما بين منظمين ومسهلين لعملية الهجرة السرية، التي كانوا يتقاضون من أجل مبلغ مليوني ونصف سنتيم لكل مهاجر سري.
وقد تم إيقاف ثلاثة منظمين بمدينة البروج، ومنظم واحد بمدينة قلعة السراغنة، كما تم إيقاف مسهلين اثنين للهجرة والنقل الداخلي في اتجاه الزورق، بدوار حربيلي بمنطقة عين حرودة، ومسهل واحد من مدينة مديونة. كانوا يقلون الراغبين في الهجرة السرية على متن وسائل نقل متعددة منها (شاحنة، سيارة، تريبورتور). و قد حجزت العناصر الدركية شاحنة بالبروج، وسيارة بقلعة السراغنة.
وبخصوص الناجين أفادت مصادرنا أنه لا يمكن حصر عدد الناجين، رغم أنه تم إنقاذ ثلاثة منهم على مستوى شاطئ بالوما. لأن هناك فرضية اختباء واختفاء ناجين عن السلطة والأمن والدرك، وحتى عن أسرهم، لأن هناك من بادر إلى المشاركة في العملية بدون إخبار أفراد أسرته. موضحا أنه حالة الاستنفار ستضل قائمة بمعظم الشواطئ، وانتظار أن تلفظ بعض الشواطئ جثث لضحايا آخرين.
وعلم بديل بريس أن كل الشباب المشاركين في العملية ينحدرون من مناطق قروية بإقليم قلعة السراغنة، وأن المنظمين الذين استطاعوا إقناعهم بالهجرة إلى الديار الأوربية من أجل الشغل. حذروهم من كشف العملية إلى الأهل والأقارب.
وبرز بجلاء حالة الاستنفار والتدخل القوي لعناصر الدرك الملكي بقيادتها الوطنية والجهوية. حيث تم توظيف ثلاثة مروحيات، وقاربي للدرك الملكي، وسبع سيارات، بالإضافة إلى مشاركة سبعين دركي، تحت الإشراف المباشر لقائد جهوي برتبة كولونيل، رفقة أربع دركيين آخرين بنفس الرتبة. لكن بالمقابل أثار غياب عامل عمالة المحمدية عن يوم الفاجعة، جدلا كبيرا. حيث لم يظهر له أثر طيلة يوم الفاجعة.