مرة أخرى تتنفس أزقة وشوارع مدينة ابن سليمان وأحياءها السكنية الهامشية تحت الماء وتغرق السيارات والعربات ومعها الراجلين وسائقي الدراجات الهوائية والنارية في البرك المائية المتعفنة. والسيول الجارفة في اتجاه بعض المنازل والمدارس.. مرة أخرى يتضح أن الغيث (الأمطار) الذي ندعو الله ليلا ونهارا من أجله.. لا نعم له على سكان المدينة. بل إنه يتحول إلى نقم على مجموعة من السكان الذين تغمر المياه المتعفنة منازلهم وحتى غرف نومهم… وتشل حركتهم…كما وقع صباح اليوم بمدخل الحي الحسني على مستوى ما تبقى من (سينما المنزه) وقبالة مدرسة الفرابي.. وكذا قرب ما تبقى من المحطة الطرقية المتعفنة… وبأزقة مختلفة بحي لالة مريم والنجمة والقدس والمحمدي وأدراب والفرح و…
مرة أخرى يضطر رواد العالم الأزرق السليماني إلى سلك طرق التنديد والسخط والغضب على السلطات والمنتخبين. عوض الشكر لله والتهليل بأمطار الخير التي تساقطات على المدينة بعد طول انتظار.. وتنشط هواتفهم الذكية في اقتناص النقط السوداء بالمدينة، وإفراغ غضبهم في تدوينات وتعاليق..عوض الخروج إلى الأزقة والشوارع ورفع أكفهم إلى السماء من أجل ترويض ألسنتهم على الحمد والشكر لله..
… لا غرابة إذن في ضل تشكيلة المجلس الحالي لبلدية ابن سليمان، الذي لم يفرز لا أغلبية ولا معارضة. وفي ضل تواجد رئيس لا يستطيع أن يضيف شيئا لهذه المدينة، باستثناء ابتسامته العريضة وتواضعه الزائد، وترحباه الدائم (مرحبا) بكل من سأل أو استفسر أو حتى إن كان فقط عابر السبيل وألقى التحية فإنه سيحمل معه ود وسماحة الرئيس…
…لا غرابة أن يبقى التدبير بمدينة ابن سليمان تحت رحمة العشوائية. حيث الأزبال المتناثرة هنا وهناك، وحيث الأزقة والشوارع التي تحولت إلى ما يشبه الكولف بالنظر إلى كثرة الحفر بها.. حفر ما إن ترمم إلا لتعود كما كانت باعتبار أن عمليات (الترقيع) التي يجريها المجلس البلدي…والأرصفة التي احتلت بدون وجه حق.. وعلامات التشوير عشوائية ومنعدمة في بعض أزقة بعض الأحياء السكنية، وخصوصا تلك الرابطة بين شارعي الحسن الثاني أو الجيش الملكي… علامات التشوير الضوئية دائمة الأعطاب… الحيوانات تتجول إلى جانب السكان، وتعترض السائقين. وتقضي الليل في التجوال والبحث عن الغذاء داخل حاويات الأزبال والحدائق العمومية والخاصة…المئات من رؤوس الأغنام والماعز والحمير والبغال والخيول، ومعها أسراب الكلاب والقطط الضالة… بات تواجدها عاديا هنا وهناك… فلا غرابة أن تضل المدينة تعاني من أزمات ومشاكل الصحة والنقل والتعليم الجامعي والسطو على العقار … ولا غرابة في أن تضل المنطقة الصناعية بدون جدوى.. وأن تضرب البطالة في عمق الأسر السليمانية وتحبط شبابها وشاباتها….
ضريبة 200 درهم