إنها لمن أكبر الفضائح أن تجد سكان منطقة حضرية بجوار مدينة المحمدية وتابعة لجهة الدار البيضاء/سطات، يعانون العطش ويئنون تحت أزمة النقل والبينة التحتية المتدهورة، ويجدون صعوبة في العلاج والتعليم والترفيه. إنها لمن أكبر المهازل أن تجد جماعة تابعة لإقليم ابن سليمان، وجزء كبير من ترابها تحت رحمة مسؤولي الدار البيضاء، وأن يتم تزويدها بالماء الشروب من طرف شركة لها عقد تدبير مياه الدار البيضاء الكبرى، وليس إقليم ابن سليمان. وأن يجد السكان أنفسهم ممنوعون من الحصول على خدمات من مدينة المحمدية التي يفصلها عن جماعتهم قنطرتين صغيرتين على طول وادي النفيفيخ… إنها لمن أقبح المشاهد، أن تخرج أسر بسيطة بكل أفرادها (نساء، رجال ، أطفال، وشباب)، إلى الطرق و قبالة مقري باشوية وبلدية المنصورية لتصرخ بأعلى أصواتها المبحوحة. للمطالبة بحقوق يضمنها لها الدستور المغربي، وتعتبر من أولويات الخدمات اللازم توفرها… وأن يترك الطلبة والطالبات كلياتهم و معاهدهم، من أجل الدخول في وقفات ومسيرات، للمطالبة بالنقل المدرسي والجامعي الذي هو حق من حقوقهم. وعلى الجماعة والعمالة ورئاسة الجامعة توفيره لهم… وإلا وجب معاقبة هؤلاء على هذا التقصير ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر…
غريب أمر هؤلاء من نصبوا أنفسهم مسؤولين على مصالح قاطني الجماعة الحضرية على الورق، والقروية على أرض الواقع…. هؤلاء المنتخبون والسياسيون الذين وثق بهم السكان، وضنوا لفترات أنهم قادرين على إنصافهم، وتحقيق أبسط مطالبهم في النقل والصحة والتعليم والسكن والتزود بالماء والكهرباء والتطهير. هؤلاء الذين جعلوا من تلك المنطقة خزانا انتخابيا، مستغلين فقر وضعف معظم السكان. والذين لم ينتبهوا إلى أن المنطقة أصبح لها أعمدتها من الشباب والشابات، والرجالات والنساء… الذين قرروا وقف سلسلة النهب والاستغلال والتهميش التي واكبت تدبير الشأن المحلي للجماعة.
إنها لمن أكبر الفضائح، أن يركب منتخبون وسياسيون نافذون على مآسي سكان المنطقة، ويعدونهم بإنصافهم، ثم يخذلونهم… بعد أن ينالوا أصواتهم الانتخابية. الكل بالمنطقة يتذكر وعود الرجل القوي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري نائب الأمين العام للحزب، والذي طمأن السكان بأنه سيحل جميع مشاكلهم قبل متم شهر يونيو. العماري الذي قال إن شخصيات ثرية تحول دون تمكين سكان بلدية المنصورية البسطاء من التزود بالماء والنقل العمومي والطرق. وإن هذه الفئة الغنية تسعى إلى جعل إقليم ابن سليمان منتجعا لها للإصطياف وتشييد الضيعات (الفيرلمات). وتابع ( ما بغاوش يديرو ليكم الماء والنقل وتوسيع الطريق باش تمشيوا فحالكم). وطلب الهداية لحكومة بنكيران، مشيرا أن الله رحم الشعب المغربي بالأمطار، التي خففت عنه من معاناة الزيادات المتكررة للحكومة في المواد الاستهلاكية، وتابع (جاب الله الشتاء ما كيعطيهاش البشر)… وهي تصريحات جعلت السكان البسطاء يصفقون بحرارة له، ويعتبرونه المنقذ والمنجد لهم… صاحبنا وعد في مداخلة له خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته الأمانة الإقليمية للحزب بتاريخ بمعقل رئيس الجماعة (ميموزا)، بحل مشكل النقل العمومي في اتجاه المحمدية في ظرف أقل من شهرين، مؤكدا أنه في حال استعصى عليه ذلك، سيحل الأمانة الإقليمية بالمحمدية، وإن عاد إلى المنصورية، طلب رشقه بالحجارة. لكن وبعد مرور حوالي السنة، تبخرت وعود الرجل، واتضحت أكاذيبه. وبخصوص رفض شركة ليديك تزويد دواوير بالمنصورية بالماء الصالح للشرب، قال العماري رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات داخل (البام)، إن هذه الشركة تذكره بأن الاستعمار الفرنسي لازال قائما، وأن أموال المغاربة تذهب إلى الفرنسيين،عوض استثمارها بالمغرب. وأضاف أن (حزب فرنسا) لن يعجبه تصريحه. والتفت إلى زميله أحمد بريجة نائب عمدة البيضاء (سابقا)، وطلب منه أن يجمع كل منتخبي الحزب بمجلس المدينة، والضغط على الشركة من أجل تزويد تلك الدواوير بالماء…. وطبعا لا شيء تحقق ماعدا أن رفيقه في الحزب امبارك العفيري احتفظ بكرسي الرئاسة. هذا الأخير (العفيري) المنسق الإقليمي للحزب قال حينها إن الشركة (ليديك) رفضت التوقيع على لوائح المستفيدين الشرعيين، الذين انتقتهم الشركة وفق معاييرها، وذلك في إطار مشروع ملكي يدخل في إطار برنامج إنماء لتزويد المساكن غر المنظمة بالماء. وأن الجماعة قامت بكل التجهيزات اللازمة. موضحا أن الشركة بررت رفضها بكون العملية ستساهم في استفحال ظاهرة البناء العشوائي. .
الرئيسية / نبض الشارع / فضائح المسؤولين والمنتخبين بجماعة المنصورية … سكان يعانون العطش وأزمة النقل وصعوبة العلاج والتعليم