ازدادت أوضاع المستشفى الإقليمي بابن سليمان تدهورا وتأزما، وازدادت معها معاناة المرضى الذين هم في حاجة إلى عمليات جراحية، وخصوصا المستعجلة منها. بعد أن انتزع كل من الطبيب المخدر (البناج)، وطبيب العظام استقالتهما بحكمين قضائيين. وطبعا لم يعد لغرفة العمليات الجراحية (البلوك)، أية قيمة. الطبيبان اللذان كانا ناذرا ما يحضران إلى المستشفى. سبق وقدما استقالتهما إلى وزير الصحة. وتم رفض الاستقالتين، مما جعلهما يلجآن إلى المحكمة الإدارية باعتبار أنهما قضيا أزيد من ثمان سنوات خدمة عمومية. وهو ما تمكنا من الحصول عليه من أجل العمل بالقطاع الخاص. مصدر مسؤول من داخل المستشفى، أكد أنه سيتم الاجتماع بالأطر الطبية المتبقية، من أجل تدبير كيفية استعمال غرفة العمليات، في ضل غياب الطبيب المخدر. وأنه سيتم السماح لبعض الممرضات والمولدات بإجراء بعض العمليات الجراحية المستعجلة والمقدور عليها من طرفهم. علما أن مثل هاته الإجراءات غير قانونية. وأن الضحايا هم المرضى المرغمين على الخضوع لعمليات جراحية غير محسوبة العواقب. وكذا الممرضات والمولدات اللواتي قد يخطئن في بعض العمليات، ويتعرضن لعقوبات مهنية أو قضائية هن في غنى عنها. فقد تحول المستشفى الإقليمي بابن سليمان إلى مجرد محطة طرقية، يحج إليها مرضى الإقليم، من أجل إحالتهم على متن سيارات الإسعاف إلى مستشفيات المدن المجاورة …منهم من يتمكن الشفاء. ومنهم من يصابون بمضاعفات بسبب التأخر في تقديم الإسعافات وتعب التنقل. ومنهم من يتم رفض علاجه داخل المستشفيات الجامعية بالرباط والبيضاء بمبررات واهية.
الغريب في الأمر أن المرضى ليست وحدهم من يعانون من تدهور الأوضاع داخل هذا المستشفى المعروف لدى البعض ب(سبيطار الشينوى). لكن المعاناة امتدت حتى إلى الموتى المسلمين. حيث أنه وإلى حدود الليلة السبت، لازال مستودع الأموات الذي تتسع ثلاجته لستة جثث. يحتوي على ستة جثث مجهولة ( xبنx)، ستة تعود لذكور وواحدة تخص أنثى. حتى أن جثة الدركي الذي ذبحه الصيدلاني من الوريد إلى الوريد، وجد المساعد التقني صعوبة في الاحتفاظ بها. وطبعا لم يجد من حل سوى جعل جثتين في صندوق واحد. هذا المساعد التقني الذي يشرف على المستودع بدون وثائق قانونية. بعد أن أحيل نهاية السنة الماضية على التقاعد. حيث تم الاحتفاظ به، بعد أن تلقى وعودا بإعادة إدماجه مقابل أجر شهري تدبره عمالة ابن سليمان من ميزانية الإنعاش الوطني. لكن المسكين حرم من الدراجة النارية التابعة للبلدية. والتي كان يتنقل عليها ليل نهار. مما جعله عرضة للمنحرفين واللصوص ليلا.
إدارة المستشفى حملت شعار … لي تهرس را الكرارس … ولي تفرم يبقى تما …