صحافتنا… هدفها مصلحة الوطن …الآن … وغدا..
اقتنع أصحاب القرار ببلادنا أن الصحافة المستقلة هي المحرك الأساسي لكل ملفات الفساد، وأن رموز الفساد أصبحوا الشغل الشاغل لطاقمها الصحفي الذي بات مساندا من غالبية الشعب، في الوقت الذي توالدت فيه الأحزاب السياسية، وعزف الشباب والكبار عن ولوج مقراتها وحضور ندواتها… تأكدوا أن شخصيات وازنة في عالم السياسة والاقتصاد والقانون … بدأت تتساقط كأوراق الخريف، بعد أن ذاب جليد البعض وانكشفت حقيقة نضالات بعضهم..وأن على البقية المتبقية الانسحاب في هدوء…تفاديا لافتضاح أمورها، وطمعا في (ستر ما ستر الله) … عليها جمع حقائبها، فح المجال للشباب الواعد، وطلب اللجوء المخزني من أجل حمايتها من المتابعات القضائية، حاملة شعار(عتقونا و لا نفضحوكم … ). ولو أن بعضهم لا يترددون في التهديد بالانسلال إلى دول الجوار حيث ركنوا أرصدة التقاعد في انتظار الحصول على الجنسية التي أدوا ثمنها تجسسا وخضوعا ومدحا لمسؤوليها إبان فترة اغتصابهم للوطن.
هؤلاء …. رأوا من جملة ما رأوا في منامهم وعند محاولتهم اليائسة لليقظة من سباتهم أن الوطن الآن في حاجة إلى (قرصة) لتحذير أو تخدير أبنائه وبناته، وإلزامهم بالاعتراف وفي زمن الإنصاف والمصالحة، أن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ولو بجرة قلم صحفي مستقل، هدفه مصلحة الوطن …الآن… غدا… وحتى نهاية المسيرة البشرية فوق بساط الكون.
خطوط حمراء رسموها لحماية أرصدتهم المالية ومصالحهم… ورأوا أن رصاصة (فرشية.. فيشينغ ولا ديال بصاح ) أو طعنة بواسطة سكين بلاستيكي أو حقيقي، كافية لجعلها خطوط رسمية قانونية، وردع سيل المقالات اللاذعة للعابثين في الأرض والذي صبته الأقلام الصادقة في منابر مستقلة، خوفا من أن تجر حكايات النهب والسطو واستغلال النفوذ … رؤوسا أثقلت كواهل الشعب بالمحاضرات والندوات والتصريحات الفارغة، والتي استطاعت أن توهم العديد من النفوس الفقيرة اليائسة وتخمد صيحاتها لسنوات خلت.
لم يعلم هؤلاء و أولائك أن الصحفي المستقل والمسؤول جنديا في ساحة المعركة، لن يهاب من القرطاس ولا من القلم، وأن هدفه الأسمى هو مصلحة البلاد التي يسعى إلى إخراجها من الوحم الوهمي والانتقال الديمقراطي الممزوج بطموحات ومصالح شخصية نخبوية، ليجعل منها امرأة حامل بديمقراطية حقة.
كتبنا بالأمس.. ونكتب اليوم… ولنا من سوائل الدنيا من مداد وماء و دماء وعرق… ما يمكننا من نشر كل فضائح المفسدين… لسنا في حاجة إلى مكاتب مكيفة ولا غرف مريحة لنسج حكايات وروايات تجلب قراء ألف ليلة وليلة، فكلماتنا وجملنا ننسجها من واقع معاش، نريد جعله واقعا معاشا لكل المغاربة، ولن نكف عن عزف كل ما يؤرق المفسدين داخل منازلنا أو في الخلاء أو في إحدى غرف السجون، ولو أن المكان الأخير أفضل فضاء للتفكير والتعبير بأحاسيس مجتمعة وخلوة مريحة دون أدنى إزعاج.
أطلقوا سراحا أقلامنا من أجل وطننا… فكوا قيود الشعب ودعوه يطرب فإن في عزفه ما يؤمن لنا مملكة حرة نقية… ووجوه مسؤولة تقية… ومستقبل يليق ( بيك أوبيا)