أصبحت مدينة المحمدية في عهد المجلس البلدي الحالي في قبضة الأعيان والأثرياء، بعد أن تبث بالملموس أن مجلسها عاجز على تدبير حتى خلافاته الداخلية، وأصبح في حالة موت سريري، لا نحس ولا نلمس منه سوى تدوينات بعض أعضاءه، وفي مقدمته دماغ المجلس حسن عنترة (بن شداد) الذي فقد جواده وسيفه. أغلبية منفكة ومشتتة وفريق الحزب ربان السفينة أكثر تشتيتا. ورئيسها (ولد باسو) مهووس بنشر الخزعبلات على صفحته الرسمية. حيث تجد أنه وضع مكان الصورة المفروض أن تتضمن صورته الشخصية، ليمونتين إحداهما مشطرة نصفين (جوج حامضات)،عوض الصورة السابقة لرئيس الحكومة السابق وأمين عام حزبه عبد الإله بنكيران. ووضع في صورة الغطاء لصفحته، قنطرة مولاي الحسن التي شيدت مؤخرا لمد الطريق السيار الجديد في اتجاه شمال المملكة. وهي قنطرة تأكد رسميا أن عدة تصدعات برزت بها.. ولو فرض عليك الفضول تصفح صفحته بهدف العثور على ما يفيد تدبيره للشأن المحلي للمدينة، لن تجد سوى مواضيع لا علاقة لها بهموم ومشاغل سكان المحمدية. صور له رفقة زعماء ومناضلي حزبه. منهم من قضى نحبه، ومن أعفي، ومنهم من زكي رئيسا لحكومة (الستاتي) نسبة إلى عدد الأحزاب المشاركة فيها. وصور لأغراس. أو صور له وهو يتفقد مشاريع لا ندري كيف تمت الموافقة عليها، في ضل فرض الأولويات. فالبنية التحية لمدينة الزهور تنذر بالكارثة. سواء على مستوى شبكات الصرف الصحي والماء والكهرباء، وعلى مستوى الأزقة والشوارع التي تحولت ما يشبه (الكولف) بالنظر إلى عدد الحفر التي برزت هنا وهنا سواء على مستوى عالية المحمدية أو سافلتها.. يضاف إليها العفن، بسبب انتشار الأزبال، وعدم التزام الشركة بدفتر التحملات، لا على مستوى الأسطول المسخر، ولا على مستوى عدد العمال..ولا على مستوى طرق حمل النفايات وكيفية تهيئتها قبل الذهاب بها إلى مطرح النفايات المشترك بجماعة بني يخلف. إذ أنه من المفروض أن يكون للشركة مطرحا أوليا لإخضاع النفايات للمعالجة الأولية ووزنها قبل نقلها من أجل إتلافها. أكثر من هذا فعمليات احتلال الملك العمومي والأرصفة زادت انتشار وتوسعا. وعمليات إضافة الطوابق العشوائية وفتح المحلات والنوافذ والأبواب تفشت بدورها. بسبب عدم تمكن المجلس البلدي من تسوية مجموعة من العقارات والتجزئات على وجه الخصوص (حي الوحدة كنموذج). وعدم تمكن المجلس البلدي من فرض تواجده كمسؤول أول عن تلك التراخيص، بدلا من الإنصات للمثلي السلطة المحلية. التي مهمتها تكمن في مراقبة الوضع، ووقف كل ما هو غير مرخص من طرف المجلس البلدي. ولا علاقة له بالترخيص أو عدم الترخيص بالبناء أو الاحتلال..
ما بات واضحا للعيان أن أعيان وأثرياء المدينة هم من يفرضون أمنهم الخاص، وهم من ينفذون برامجهم على كل المستويات بما فيها الرياضية والعمرانية والبيئية و..وأن المجلس البلدي لم يعد قادرا على الصمود في وجوههم. ومجابهتهم بواقع الحال، الذي يتطلب من الأعيان (ديال بصح) أن يبتعدوا عن السياسة، وأن يعملوا من أجل خدمة الصالح العام، كما كان يفعل من سبقوهم ورحلوا تاركين الناس تدعوا لهم بالمغفرة والجنة .. وما عدا ذلك ف(لي عيان يمشي للسبيطار).. كما يتطلب من الأثرياء والذي غرفوا من عقار وعرق ودماء السكان المال الكثير. أن يدعموا مشاريع تنموية للمدينة. لا أن يشلوا نموها… فالمدينة وضواحيها في حاجة إلى من يهتم بقطاعات الصحة والشغل والتعليم والرياضة والثقافة و .. وإلى من يقول (كفى ) في وجه من لوثوا سماء وأرض وبحر المدينة. وأحالوا سكان على مستشفيات المغرب والخارج بإصابات مختلفة، أغلبها خطيرة ومزمنة… والمدينة في حاجة إلى وقف العبث بفضاءاتها. واستغلالها بدون تراخيص لإقامة معارضها التجارية. وفي حاجة إلى النظر إلى ما يحتاجه روادها ومبدعوها في كل المجالات من أجل دعمهم.. وفي مقدمتها ملاعب القرب، وملعب العاليا) الذي تبين أن من سهر على تهيئته لا علاقة له بكرة القدم. بدليل أنه باستثناء أرضية الملعب المعشوشبة اصطناعي. فإن باقي مرافقه لا تناسب حتى ملاعب الطوب والتيرس. ولا قيمة وتاريخ فريقين بحجم شباب واتحاد المحمدية.