أجمعت الفعاليات الجمعوية والسياسية المشاركة في اللقاء التواصلي الذي نظمه عامل إقليم ابن سليمان، مساء أول أمس الأربعاء بدار الثقافة، على مظاهر الانحراف و(التشرميل)، استفحلت بسبب استثمار القاصرين في (الدوباج) وقرب مروجي المخدرات المرابطين داخل غابات الإقليم. كما أجمعت على أن المدينة، مستهدفة من طرف تجار المخدرات والأقراص المهلوسة المرابطين في تحدي صريح لكل الأجهزة الأمنية، بالمناطق الغابوية على طول وادي الشراط ومنطقتي الخطوات وغابة المنصورية وسيد بطاش. وكذا بائعي الماحيا بمنطقة الكارة، ومحل بيع الخمور بالمدينة، الذي يبيع الخمور للأطفال. ورأت أن الحل الوحيد من أجل وضح حد لمظاهر (الانحراف والتشرميل)، هو تنقية تلك المناطق، ووقف عمليات الترويج التي عادة ما تتم داخل الغابة. وكشف بعض الجمعوين في مداخلات متفرقة أمام عامل الإقليم، على أن ظاهرة (الدوباج)، والتي تمكن الأطفال واليافعين من تدبير موارد مالية مهمة انطلاقا من عمليات القرصنة الالكترونية استفحلت بالمدينة، وأن المدينة تصدرت كل المدن المغربية، باعتبار عدد الأشخاص الممتهنين لها. وهي ظاهرة، جعلت مجموعة من القاصرين يحصلون على أموال طائلة مكنتهم من الاستغناء عن أسرهم، وعن دراستهم، والانشغال باقتناء دراجات نارية باهضة الثمن، وألبسة وأحذية نفيسة. ومنحتهم استقلالية تامة عن ذويهم. علما أن من بين الممتهنين لهذه الظاهرة أبناء شخصيات معروفة بالمدينة. كما تحدث رؤساء جمعيات سكنية وأخرى ثقافية واجتماعية ورياضية، عن معاناة الساكنة من السرقات والاعتداءات المتكررة وخصوصا بالحي الحسني وحي الفرح ولالة مريم. وأكدوا أن البنية التحتية في بعض الأماكن يسرت للمنحرفين فرص الاعتداء والسطو، مشيرين إلى النقص الكبير في الإنارة العمومية وعدم تهيئة بعض الحدائق المهملة، وغياب ملاعب الأحياء وفضاءات للترفيه. كما تمت الإشارة إلى ضرورة زيادة العنصر البشري الأمني، وتوفير العتاد اللازم (سيارات ودراجات نارية)، والأمن بالزي المدني، وتوسيع نطاق عمل الأمن الوطنين ليشمل المناطق المحاذية للغابة والمحيطة بالمدينة، وخصوصا عين السفيرجلة ودوار أولاد امحمد بن سليمان.
من جهته ثمن عامل إقليم ابن سليمان الصراحة التي تحدث بها الجمعويون، مؤكدا على أن اللجنة الأمنية الإقليمية ستعالج كل القضايا المطروحة. وستراقب سير المقاهي ومواعيد فتحها وإغلاقها، وكذا أصحاب المأكولات الخفيفة الجوالين. واستعرض مجموعة من المشاريع الجارية والمرتقبة (منطقة صناعية على مساحة 155 هكتار بجماعة عين تيزفة، ومركب الصناعة التقليدية قرب المطار بنفس الجماعة على مساحة 40 هكتار، ومركب ثقافي وملاعب القرب وحدائق ومسبح نصف أولمبي….). مشيرا إلى أنه سيعمل على الاستجابة لمطلب إحداث مركز لعلاج المدمنين، وتوفير الشغل، والسكن وفرض استثبات الأمن، كما ينقل تدمر الساكنة من بعض الأحكام القضائية. كما وعد بتشكيل لجن بمشاركة الفعاليات المحلية من أجل مناقشة كل القضايا التي تهم الإقليم، والبحث عن حلول لها في إطار توافقي.