يعد الخطاب الملكي لثورة الملك والشعب ملحمة حقيقية من أجل استرجاع الاستقلال والحرية. يمثل صرحا حقيقيا في التضامن بين المغفور له الملك المجاهد محمد الخامس الذي رفض الخضوع و الخنوع والتنازل عن حقوق المغرب والمغاربة. ضحى بملكه ومنزلته. فاغضب المستعمر الفرنسي الذي قرر نفيه الى كورسيكا سنة 1953 و منها الى مدغشقر سنة 1955. اعتبارا منه انه سيعمل ماي يبدو له. إلا أنه واجه شعبا مقداما مخلصا لملكه ومقدسات بلاده وتوابته وشعاره الخالد (لله الوطن الملك). و اتبت بالملموس انه لم ولن يتنازل عنها مهما حصل.
واليوم تشكل هذه الذكرى التي بلغت سنتها ال 69 . محطة اساسية في تاريخ المغرب الحديث. هي فرصة للوقوف على ماقام به ملوك المغرب (بداية بالمغفورين لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني رحمهما الله. وخلفهما الملك محمد السادس اطال الله في عمره ومتعه الله بالصحة والعافية). في الدفاع والصمود من أجل استقلال المغرب ووحدته الترابية جنبا إلى جنب مع الشعب المغربي الذي أظهر نمودجا قل نظيره في الإخلاص والتفاني والتضامن والالتزام والالتحام بين الشعب والعرش العلوي المجيد. بين ملك أدى الأمانة وصانها وبين شعب عبر عن شجاعة منقطعة النظير في الدفاع عن وحدة بلاده ومقدساته. مبرزا للعالم اجمع بسالته والتحامه بملوك بلاده فأثبت بكل مكوناته الامازيغية و العربية واليهودية لملكه . أبرز مدى وحدته وانصهاره في كيان وشعب واحد : شعب المغاربة البواسل.
هؤلاء المغاربة بكل اطيافهم اكدوا للعالم وطنيا اقليما ودوليا تفانيهم في الدفاع عن بلادهم وتنميتها واستعدادهم للتضحية بانفسهم وابنائهم واموالهم من أجل ملكهم ووطنهم . هم يؤثثون لثورة جديدة للملك والشعب . نسخة أخرى لثورة الملك والشعب من اجل التنمية والنهضة واستكمال وحدتنا الترابية. بثوب جديد و بطعم الأخوة والتلاحم والترابط الوثيق بين الشعب والعرش المجيد.
ولايسعنا هنا الا ان ندكر بما جاء في خطاب جلالة الملك للذكرى 69 لتورة الملك والشعب بما قام به المغاربة المقيمين في الخارج من مسلمين ويهود عبر كل المنابر من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية ووفائهم اللامتتاهي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يعتزبهم كثيرا لما اتبثوا من جهد ووفاء وتضحيات بجانب إخوانهم داخل الوطن،مقررا مضاعفة الاهتمام بقضاياهم ومشاكلهم وتعديل التشريعات والقوانين لزيادة ادماجهم في تدبير شؤون بلادهم والاستثمار فيها وتهييء الظروف المناسبة لهم وتتبع كفاءاتهم التي تتوفر على مستوى عالي عالميا من مسلمين ويهود.
وتجدر الإشارة إلى أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال هذا الخطاب لم يفوته الإشادة والتنويه بدور الدول الصديقة الأجنبية منها والعربية والتعبير لها عن كل التقدير لما ابدوه من مواقف ايجابية تجاه قضيتنا الوطنية. وياتي علي راس الدول الأجنبية كل من الولايات المتحدة الأمريكية التي كان موقفها واضحا وشجاعا والذي تبتت عليه الإدارة الأمريكية الجديدة معبرة عن اواصر الصداقة القوية وجارتنا الاسبانية التي تعرف اصل المشكل المفتعل معبرا لجارتنا الاسبانية عن تقديره لهذا الموقف الايجابي وبعث شراكة جديدة مبنية على التعاون وحسن الجوار. رافعا شعار رابح رابح. منوها كذلك بالموقف الايجابي من وحدتنا الترابية لكل من ألمانيا وهولندا وبلغاريا والبرتغال وغيرهما من هذه الدول الصديقة.
ولم يفوت أمير المؤمنين حفظه الله ورعاه ان يعبر للدول العربية الشقيقة ودول مجلس التعاون الخليجي عن موقفها الجاد والايجابي من قضية الصحراء المغربية ومقترح الحكم الذاتي والذي لا بديل عنه في اطار السيادة الكاملة للمغرب على كامل ترابه. داعيا الدول الأخرى الى توضيح موقفها من القضية الوطنية وأن المغرب ينظر إلى العالم انطلاقا من قضية الصحراء المغربية.
حفظ الله جلالة الملك أمير المؤمنين نصره الله وأيده وأدام عليه موفور الصحة والعافية والعمر المديد وادامه دخرا لكل المغاربة ووطننا الحبيب.
من تحليل الدكتورالمصطفى قاسمي استاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية كلية العلوم القانونية والسياسية
جامعة الحسن الأول
سطات
.
حفظ الله المملكة المغربية ملكا وشعبا، ووحد ترابها من وجده إلى الداخله، ووفقك الله دكتورنا الفاضل مصطفى القاسيمي