قضت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا، كدرجة ثانية من التقاضي، قبل قليل من ليلة اليوم الأربعاء، بإعدام المتهمين الأربعة في جريمة قتل السائحتين الاسكندلافيتين بمنطقة جبلية بجماعة أمليل بإقليم الحوز.
وزكت المحكمة الحكم الابتدائي القاضي بإعدام المتهمين الرئيسيين الثلاثة في جريمة القتل، وحولت حكم المؤبد الذي اتخذ في حق شريكهم الرابع، إلى الإعدام.كما أيدت الأحكام بالسجن الابتدائية المتراوحة ما بين 5 و30 سنة. في حق 20 متهم آخر، مع رفع عقوبة أحدهم من 15 إلى 20 سنة سجنا.
كما تمت متابعة المتهمين وضمنهم اسباني وسويسري بتهم تتعلق بتكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية بالمغرب. والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص. مع سبق الإصرار والترصد. وارتكاب أفعال وحشية، وحيازة أسلحة نارية، ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون، في إطار مشروع جماعي يستهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف.
حُكِم على كل من عبد الصمد الجود (25 عاما) ويونس أوزياد (27 عاما) ورشيد أفاطي (33 عاما) ابتدائياً بالإعدام، في يوليو (تموز)، لإدانتهم بتهم منها «القتل العمد وتكوين عصابة إرهابية».
ووقف الجود، اليوم (الأربعاء)، أمام القاضي محاطاً برجال الشرطة قائلاً: «إذا كنتم ستحكمون عليّ بالإعدام فأنتظر منكم أن تطبقوه. دعونا من حقوق الإنسان فقد كفرنا بكم وكفرنا بقوانينكم».
وتابع شريكه يونس أوزياد بنبرة تحدّ: «براء منكم، كفرنا بكم وبيننا وبينكم العداوة والبغضاء»، مثيراً ذهول الحاضرين الذين استنكر بعضهم ما سمع، ليتدخل القاضي مذكراً بضرورة التزام الهدوء داخل القاعة، ومعتبراً أن للمتهم «الحق في التعبير عن وجهة نظره»، وقال رشيد أفاطي: «أيها الكافرون لكم دينكم ولي ديني».
وكان الثلاثة جددوا أمام الاستئناف في محكمة خاصة بقضايا الإرهاب بسلا، قرب العاصمة الرباط، اعترافاتهم بذبح الضحيتين في منطقة جبلية خلاء ضواحي مراكش (جنوب) حيث كانتا تمضيان إجازة، وتم تصوير الجريمة التي خلفت صدمة في المغرب ليبث التسجيل المروع على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما ظهروا في تسجيل آخر بُثّ بعد الجريمة يعلنون فيه مبايعتهم زعيم «داعش» السابق، أبو بكر البغدادي.
وكان معهم شريك رابع هو عبد الرحمان خيالي (33 عاما) الذي تراجع قبيل التنفيذ، وحُكِم عليه ابتدائياً بالسجن مدى الحياة، وأكد في كلمته الأخيرة أنه «بريء» من كل ما نُسِب إليه، لكن ممثل النيابة العامة طلب في جلسة سابقة رفع عقوبته إلى الإعدام، كما طلب تنفيذ حكم الإعدام في حق القتلة الثلاثة.
وتصدر المحاكم المغربية أحكاماً بالإعدام لكن تنفيذها معلق عملياً منذ 1993.
وإلى جانب المتهمين الرئيسيين حكم ابتدائياً على 20 متهماً آخر، تتراوح أعمارهم بين 20 و50 سنة، بالسجن ما بين خمسة أعوام وثلاثين عاماً لإدانتهم بتهم منها «تشكيل خلية إرهابية» و«الإشادة بالإرهاب» و«عدم التبليغ عن جريمة».
وأكدوا جميعاً في كلماتهم الأخيرة براءتهم وتبرؤهم من القتلة وأفكارهم المتطرفة، وانهار بعضهم باكياً.
في حين سبق لبعضهم أن صرح في جلسات علنية خلال المرحلة الابتدائية بتأييد «تنظيم داعش».