الرئيسية / السياسية / قراءة في الفشل والإحباط الذي عاشه حزب العدالة والتنمية بإقليم ابن سليمان على مستوى الانتخابات الجماعية والإقليمية

قراءة في الفشل والإحباط الذي عاشه حزب العدالة والتنمية بإقليم ابن سليمان على مستوى الانتخابات الجماعية والإقليمية

 

أحز في نفسي مسلسل الإحباط والفشل الذي انتهى إليه حزب العدالة والتنمية بإقليم ابن سليمان، خلال الانتخابات الجماعية والإقليمية الأخيرة، رغم الثقة التي وضعها فيه معظم شرفاء الإقليم… أحز في نفسي كيف خيم بعض مسؤوليه آمال وانتظارات السكان الذين تركوا مشاغلهم وأعمالهم وهبوا للتصويت لفائدته مرشحيه. … أحز في نفسي أن أرى كيف دس مرشحون لا علاقة لهم بالحزب وأهدافه ولا بأخلاق مناضليه، وسط مرشحين شرفاء تطوعوا للمساهمة في التغيير والتنمية. وكيف شجع بدوره الترشيحات العائلية، وكيف أن مجموعة كبيرة من الناخبين والناخبات صوتوا بمضض على هؤلاء وأولئك احترام للحزب وحفاظا على ضوء المصباح الذي بات خافتا بالإقليم.

فشل على مستوى النتائج  

بقراءة بسيطة لحصيلة الحزب بالأرقام، نجد أنه حصل على 25 عضو مستشار من أصل 309 بكل الجماعات القروية والحضرية بالإقليم. وطبعا كان لافتا للعيان العمل الجبار الذي قام به المكتب المحلي لمدينة بوزنيقة، والذي مكنه من الحصول على 13 مقعد من أصل 29. كما اتضح أن هناك نهضة بالحزب داخل جماعة المنصورية (الجماعة القروية والحضرية على الورق)، حيث انتزع خمسة مقاعد من داخل قلعة (الدولة العفيرية). وحصل على 3 مقاعد بجماعة مليلة (الدولة المباركية). لكن فشل الحزب كان بارزا بمدينة ابن سليمان، بحصوله على خمسة مقاعد فقط من أصل 35. تلك المدينة التي عرفت صراعا قبليا بارزا بين آل الدهي وآل الزيادي من أجل انتزاع الرئاسة. وهو الصراع الذي استفاد منه الحركي (ممول الحفلات)، واكتسح الانتخابات بحصوله على 12 مقعد. وتسلل في صمت ليتربع على كرسي الرئاسة. وفشل الحزب الإسلامي كان واضحا في عدم تمكنه من تغطية الجماعات القروية بالإقليم، إذ لم يوفق في الحصول على أي مقعد بالمجالس القروية لثمان جماعات قروية وهي (موالين الواد، الردادنة أولاد مالك، أولاد يحى لوطا، سيدي بطاش، بئر النصر، أولاد علي الطوالع، الشراط، الزيايدة). ومقعدين بجماعة أحلاف، ومقعد واحد بكل من جماعتي عين تيزغة و الفضالات.

 

فشل على مستوى التحالفات

إذا كان من الواجب الإقرار بصعوبة تدبير تحالفات بمدينة بوزنيقة من أجل انتزاع الرئاسة، بالنظر إلى عدد الأحزاب التي حصلت على مقاعد داخل المجلس البلدي. والتي لم تتعدى 3 أحزاب. وبالنظر إلى واقع مر يصعب تدبير مطالبه وشروطه داخل الحزب. وإذا كان باقي الأعضاء المستشارين الفائزين ببعض الجماعات القروية، تعذر عليهم التحالف المرغوب فيه، من أجل المشاركة والتأثير في تدبير الشأن المحلي لجماعاتهم. فإن بصمة الفشل والإحباط كانت جد بارزة في طريقة تعامل مسؤولي المكتب المحلي للحزب بمدينة ابن سليمان. وإليكم التفاصيل:

اعتاد حزب العدالة والتنمية التحالف مع حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار. وضل الاتفاق جاريا حتى خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة من أجل انتخاب خليل الدهي رئيسا للبلدية. بل إن الاتفاق ضل حتى بعد الإعلان عن النتائج. وطيلة فترة المفاوضات من أجل إعداد الأغلبية. علما أن محمد بلهلالي المستشار الفائز باسم التجمع الوطني للأحرار، كان قد ترك التحالف وانضم لفريق البرلماني التقدمي كريم الزيادي والحركي محمد اجديرا. فيما كان أحمد الشرقي عن لائحة الحركي اجديرا انسل بدوره وانضم إلى تحالف الدهي. حيث كان عدد مستشاري تحالف الدهي (17 عضوا)، وكان تحالف اجديرا يضم (18 عضوا).  أكثر من هذا فإن المكونين لتحالف الدهي اجتمعوا كلهم في فيلا بعين تيزغة، وأدوا القسم على استمرار التحالف، وتلا مستشار من العدالة والتنمية آيات من الذكر الحكيم. لكن ما لم يكن في الحسبان، أن وكيل لائحة المصباح لم يكن وحده من يتفاوض، فهناك مفاوضات سرية كان تدور بين ثلاثة من مستشاريه وأعضاء تحالف اجديرا. وطبعا كان يقودها البرلماني كريم الزيادي. والتي انتهت بالركوب على أسطوانة رئيس الحكومة، الذي أمر بالتحالف مع أحزاب الأغلبية المشاركة في الحكومة. وبالتالي إجهاض التحالف مع حزب الاستقلال. وهو ما تم قبل سويعات قليلة من موعد التصويت. ليس المهم بالنسبة إلينا تحالف الإسلاميين مع هذا الطرف أو ذاك. لكن المهم هو أن التحالف الجديد، بدا وكأنه تحالف مشبوه، وكأنه تم وفق تعليمات أو مساومات غريبة. إذ أن الحزب لم يتمكن من انتزاع أي مهمة داخل المكتب باستثناء مهمة النائب الخامس التي منحت لوكيلة اللائحة النسائية للحزب. وهو ما يعني أن حزب العدالة أصبح محسوبا على الأغلبية الحاكمة محليا، لكنه لا يشارك وليس له أي قرار مؤثر. وطبعا كل ما يتم داخل المجلس سيحسب عليه سواء كان إيجابيا أو سلبيا. علما أن هناك مصادر تحدثت غضب داخل مكونات الحزب محليا، وأن وكيل لائحة الحزب محمد القادري ووكيلة اللائحة النسائية، يفكران في تقديم استقالاتهما.     

 

 

الغموض يلف أسباب عدم ترشيحه للمجلس الإقليمي

ويبقى حرمان الحزب من الترشيح للانتخابات الخاصة بأعضاء المجلس الإقليمين أكبر غموضا. ويبقى مبرر التأخر في وضع ملف الترشيح ببضعة دقائق بقسم الشؤون الداخلية بعمالة ابن سليمان غير مقنعا. إذا ما اعتبرنا أننا بصدد حزب أجمل ما فيه تنظيمه الداخلي ومصداقية وشفافية هياكله ومسؤوليه. إذ كيف يعقل أن تعطل اللائحة بسبب مستشار ما، لم يسلم الوثائق اللازمة. علما أن الحزب يتوفر على 25 مستشار، واللائحة كانت تتطلب فقط 15 عضوا. فعدم وضع اللائحة، التي كانت تضمن مسبقا أن يصوت عليها 25 عضوا إسلاميا. وبالتالي الفوز على الأقل بمقعدين. إذ فازت لائحة سعيد الزايدي بمقعد واحد، ولم تحصل إلا على 18 صوت فقط. فهل عدم وضع اللائحة له علاقة باتفاقيات سرية مسبقة، من أجل دعم لائحة التقدم والإشتراكية، إذ صوت لها 18 مستشارا إسلاميا. وإن كان ذلك، أليست أولوية التصويت للحزب نفسه. الذي خرج من الانتخابات الجماعية والإقليمية خاوي الوفاض.           

ترشيحات عائلية

في الوقت الذي انتشرت فيه الترشيحات الفردية والجماعية العائلية بعدة جماعات محلية داخل وخارج الإقليم، كنا نأمل أن يخرج حزب العدالة والتنمية عن هذا القاعدة التي تعتب إهانة للحزب ومناضليه قبل أن تكون إهانة للناخبات والناخبين. إلا إسلاميي إقليم ابن سليمان، ساروا على نفس الدرب ورشحوا الأزواج وزوجاتهم وإخوانهم. كما تم ترشيح أشخاص لا علاقة لهم بالحزب، بل إن أحد المرشحين بلائحة حزب العدالة والتنمية بابن سليمان، تم رفضه من عدة أحزاب بالنظر إلى أخلاقه. وطبعا يبقى السؤال الطويل العريض، كيف أن حزب المصباح المعروف باستقطاب الأطر والكوادر نساء ورجالا، ومعروف بالديمقراطية الداخلية في توزيع المهام والمسؤوليات، أن يقوم بترشيحات عائلية ويقبل بمرشحين دون المستوى. كما يبقى التساؤل حول عشرات الشخصيات التي كانت بالأمس القريب تؤثت الحزب محليا وإقليميا ؟؟؟؟. واختفت خلال الانتخابات الأخيرة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *