حينما اقترح علي ذ. المعطي منجب المشاركة في هذا اليوم الدراسي عن التربية وقيم التسامح وحقوق الإنسان، ذهب ذهني إلي أن ما يمكن أن أساهم به شخصيا هو تقديم شهادة حينما أضرب بنفسي المثل علي ما أنتجته المدرسة المغربية في فترة ما. فانا قد ولدت وتعلمت وعشت في القرن الماضي. وما قد ينفع من تقديم الشهادة هو التعرف علي مثل معين كما قلت، باعتبار أن المدرسة الوطنية لما بعد الاستقلال، هي بنت المدرسة الوطنية لفترة الحماية. سأروي كيف انفعلت بما تلقيته في المدرسة.
وأقول ذي بدء إن أول تمرد قمت به في حياتي، أنني رفضت أن أحمل الشمعة إلي زاوية سيدي بنعيسى بالحي الذي نسكنه في مدينتنا، وذلك في موكب كنت أتقدمه بوصفي الإبن البكر، حاملين هدية العائلة إلي الزاوية، وهي عبارة عن قصعة ملأى بالكسكس. شاركت في ذلك الموكب سنة واحدة، وفي التالية رفضت. وكان الرفض عملا إراديا معبرا عن ذهنية خاصة أخذت تتكون عندي، بتأثير من التكوين الذي تلقيته في المدرسة. وصادف ذلك التحاقي بمرحلة الدراسة الثانوية، وهي مرحلة نتقمص فيها الشعور بأننا بدأنا نكبر. وتتكون لدينا أثناءها أفكار ومشاعر وميول خاصة.
لم يكن في المنهج المدرسي ما يحمل علي ذلك التصرف الذي أقدمت عليه. ولكن قل إنها الروح العامة، التي انتقلت إلينا نحن أبناء التعليم الحديث. فبمجرد أنني من أبناء المدارس فانا انتمي إلي العصر. وكان رائجا في المجتمع، و كنا نسمع من أساتذتنا، ما يخلق النفور من الطرقية، التي اقترنت عندنا بالتأخر والشعوذة. وكانت تلك الروح العامة مدخلا لمناهضة الرجعية، وبابا لارتياد الحداثة.
وتمثل ذلك التوجه العام في جملة مفاهيم وقيم تشربناها من خلال المدرسة. هناك فكرة أولى قوية تلقيناها هي السلاسة بين العقيدة والعصر، و تجلى ذلك في أكثر من مجال، كتطور المرأة، وتقبل الفنون من مسرح وسينما وموسيقى. وأذكر أن الأغاني التي تذوقناها منذ الصغر، كانت تتميز بتفاعل سلس وخلاق بين النغمة الشرقية والأنماط الغربية، وأذكركم هنا بمقطوعة سهرت منه الليالي التي يتم فيها الانتقال من الطانغو إلي السيغا بسلاسة كبيرة. وعلي غرارها كانت جل أغاني ذلك الزمان. وهكذا تربى ذوقنا.
الفكرة الثانية القوية التي تلقيناها هي الوطنية. وقد تضافرت المدرسة والروح العامة التي كانت تتبلور في المجتمع، في توجيه أفكارنا إلي أن المغرب يجب أن يستعيد سيادته، وذلك في ظل دولة عصرية. كان المجتمع يحبل بمشروع الاستقلال.
وأدلكم الآن علي مادة الدين كما درسناها نحن في المعهد الرسمي للدراسة الثانوية بتطوان، في الخمسينيات. نص الظهير المؤسس للباكالوريا في الشمال، ( 20 فبراير 1948) فيما يخص منهج " الدين والأخلاق " – هكذا كان اسم المادة – علي تلقين آيات من القرآن و أحاديث نبوية، تصب كلها في التعمق في الوحدانية والاتصاف بالأخلاق الحميدة، ومنها السماحة وإعمال العقل. وفي السنتين الأخيرتين كان يضاف إلي ذلك ما يصلح تمهيدا للفقه والشريعة، من بنود تحث علي العقلانية والاعتدال والاستقامة. (1)
وكان هذا هو الشأن في معهد رسمي، أنشئ بالذات لمواجهة التأثير الكبير الذي كان من قبل لكل من المعهد الحر ومعهد مولاي المهدي. وكان المعهد الرسمي هو المؤسسة التعليمية الوحيدة في مستواها بكامل المنطقة الخليفية. وهي أول مؤسسة من مستواها أنشأتها الإدارة.
وأما في التعليم الحر، وقد سبق التعليم الرسمي بأشواط، فقد كانت هناك جرعة أكبر من التوجيه، المشبع برؤية مسيسة لأحوال المجتمع المغربي وتاريخ البشرية. وكان الأساتذة أكثر تدخلا في الوقت الثالث للتلاميذ، إذ كانت الأنشطة الموازية، مثل الأناشيد والحفلات المدرسية، والرحلات المنظمة، والحركة الكشفية، وتمرينات أخرى ترسخ في نفوس التلميذ قيم الوطنية والالتزام بقضايا البلاد.
وكانت وظيفة التعليم الحر في الشمال، كما في الجنوب، هي تلقين المعارف بطبيعة الحال، وأيضا تهييئ الأطر القيادية للحركة السياسية. وإذا رجعنا إلي تاريخ الحركة الوطنية نجد أنها تغذت باستمرار في هياكلها التسييرية بالتلاميذ الذين كانوا يعبرون مدارس التعليم الحر.
وأما في الحياة العملية فلم تكن هناك آفاق كثيرة أمام المتخرج من المدارس الرسمية أو الحرة. في أحسن الحالات كانت وظائف مثل موزع البريد أو كاتب في إدارة أو معلم. لم تكن أمامنا أمثلة كثيرة لأفراد حققوا ارتقاء ماديا بعد عبورهم المدرسة، خاصة بالنظر إلي انعدام التعليم العالي.
في غمرة ذلك ظهرت في المجتمع رؤيتان إلي مسألة التعليم. رسمية وشعبية. وكان التعليم يحتل مركزا أساسيا في تفكير الحركة الوطنية وعملها علي مر السنين. لأن الإدارة الاستعمارية في الشمال والجنوب كانت متلكئة في الوتيرة، وشحيحة في فتح أبواب التكوين العالي.
ونجد في وثيقة " مطالب الشعب المغربي "، في ديسمبر 1934 التي قدمتها كتلة العمل الوطني في الجنوب، تركيزا علي المطالبة بالاستثمار في التعليم، باعتباره الوسيلة الأولية لبلوغ مناصب التسيير(2). ومثله كان في الشمال كما يظهر من تقرير كان قد حرره الحاج عبد السلام بنونة في 1 يوليو 1930، وهو يحتوي علي مضمون مشابه، ويزيد علي ذلك المطالبة بتوزيع العتاد المدرسي مجانا، والاعتراف بالشهادة التي تمنحها المدرسة الأهلية علما بأن تلك الشهادة كان معترفا بها في المشرق. (3)
لكن إدارة الحماية كان لها تصورها الخاص، لمسألة التعليم، وكانت تتتبع المسألة بحذر كبير. ولنرجع إلي التقرير الشهير الذي حرره روبير مونطاي (4) في عام 1929 عن توجهات الشباب المغربي في العشرينيات، وفيه يوضح كيف أن العملية التعليمية التي قامت بها إدارة الحماية فيما بين 1915 و1925 كانت تهدف إلي تكوين نخبة جديدة " علي أمل تجنب أن يعرف المغرب تطورا سريعا مثل الذي حدث في البلدان الإسلامية في الشرق ". وكان يقصد فكر حركة النهضة. وطالب مونطاي بأن يقع تهييئ تلك النخبة لتكون " قادرة علي تفهمنا والمساهمة في عملنا الإداري الكبير "، وذلك عبر مدارس أبناء الأعيان.
وذكر كيف أنه كان مقررا تدريس الدين الإسلامي واللغة العربية وإقامة الصلاة وارتداء الزي المغربي. وأشار إلي نشوء الحركة المسرحية في أحضان المؤسسات التعليمية التي أنشأتها الإدارة، وقال إن الغرض كان عند منشئيها هو التعلق باللغة العربية النبيلة. وقال إن كل الجهود التي بذلت كان يشينها تورط الإدارة في الدفاع عن الممارسات العتيقة لأعوان المخزن. (5) ولابد أن ننتبه إلي مسألة لغة التلقين والحجم الذي احتلته من الاهتمام عند مختلف الأطراف.
ولا يفوتنا أن نسجل أن الرواد الأوائل للتعليم العالي، وكان متاحا إلي حد ما، في فرنسا وفي إسبانيا، قد التقوا بنظرائهم من أبناء باقي المستعمرات الفرنسية في شمال إفريقيا، وأسسوا جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا، التي عقدت في تونس مؤتمرها الأول سنة 1931 والثاني بالجزائر في 1932، وفيه تدارس المؤتمرون جدول أعمال حافلا ضم علي الخصوص مايلي:
- تعليم اللغة العربية في شمال إفريقيا
- تعليم التاريخ
- الأبواب المفتوحة في أوجه الخريجين
- التعليم والتربية بالمدارس الابتدائية.
وهذا يشير إلي أهم انشغالات الشبيبة المغاربية إذ ذاك وهي تتمحور حول صيانة الشخصية العربية الإسلامية لشعوب المنطقة، والتخلص من التوجيهات الاستعمارية المفروضة. وحرص فرحات عباس الذي ترأس المؤتمر، علي أن يندد بمحاربة اللغة العربية في الجزائر مقارنا محاربة اللغة بقتل الأمة (6)
لقد كان غرض الوطنيين في مجال التعليم مزدوجا، إذ كان تلقين المعرفة مقرونا بتلقين تصور عن مغرب الغد الذي لن يكون إلا منفتحا علي الغير، وخصوصا الأمم الأوربية. وسجل علال الفاسي في " الحركات الاستقلالية " (أنظر ما بين ص 475 و479) أنه لدى انعقاد اللجنة الملكية لإصلاح التعليم في آخر الأربعينيات، وكانت مؤلفة من مغاربة وفرنسيين، وقع استقطاب مصطنع حول مسألة اللغة، إذ مال الأعضاء المغاربة بالإجماع إلي إحلال اللغة العربية في مكانها المستحق، وأيدهم في ذلك ثلاثة خبراء فرنسيون أتوا من باريس، وانحاز ضد ذلك المطلب الفرنسيون الذين عينتهم إدارة الحماية محليا، وادعوا أن اللجنة معادية للغة الفرنسية، وكان هذا زعما باطلا. ولكن بسبب موقف ممثلي الإدارة تعطلت أعمال اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، وبقي محمد الخامس طيلة سنين يرد علي المقيم كل مشروع يخالف الميثاق الذي طرح في اللجنة الملكية.
ونشأ منذ وقت مبكر تنافس بين التعليم الرسمي والتعليم الحر، وكان الداعي إلي إنشاء التعليم الحر،، كما نجد في الكتاب السنوي لمعهد مولاي المهدي بتطوان أن التعليم التقليدي اختصر العلم في كتابين:الفقه والنحو، وان التعليم الرسمي اقتصر علي اللسان الأجنبي لتلقين المعارف. (7)
وانتشر التعليم الحر لأنه لقي قبولا قويا من لدن الشعب. وفيما كانت إدارة الحماية في الجنوب تتقبل ذلك الانتشار علي مضض، فإن الظروف السياسية في الشمال، سمحت بأن يحظى التعليم الحر بدعم مادي رسمي. وحدث في الشمال أيضا أن كل المواد كانت تلقى بالعربية ما عدا مادة اللغة الإسبانية، بينما كان الأمر بالعكس في الجنوب.
ويتعرض ع. هـ. الشرايبي في كتابه " ثمن الحرية " في فصل خاص عن مدرسة " الأمير مولاي الحسن " بالدار البيضاء فقال إنها غيرت وجه الحياة في المدينة. وأن حضور ولي العهد لحفلتها السنوية كان عيدا وطنيا. وأقبل الآباء علي تسجيل أبنائهم فيها، حتى أن الذي لم يكن يلقى مكانا لابنه فيها يعتبر ذلك نقصا في قيمته المعنوية. (8)
وطرح علي المدارس الحرة أن تتبع المنهج الرسمي لكي يشارك تلامذتها في الامتحانات الرسمية، و يذكر أ. ب. القادري في كتابه " قصة (مدرسة) النهضة " أن المدارس الحرة كانت تضيف إلي المنهج الرسمي بعض المواد، وخاصة القرآن. وأورد في الكتاب رسالة منه إلي الصدر العظم بتاريخ 24/11/1951، و جوابا من هذا الأخير بتاريخ 12/1/1952، حول إضافة بعض المواد إلي ما هو مقرر في المنهج.
قام النموذج الفرنسي علي أساس مدارس مغربية متعددة كل منها موجهة إلي فئة من السكان. فكانت هناك مدارس أبناء الأعيان، والمدارس الفرنسية البربرية، والمدارس ذات التوجيه الفرنسي المحض. بينما كانت الحركة الوطنية تعمل من أجل مدرسة مغربية موحدة لكل أبناء المغاربة، باستثناء المدارس العبرية ذات الطابع الخاص. وهذا ما ورد في دفتر المطالب المغربية، المشار إليه.
ولهذا أفرزت المعركة الثقافية منذ وقت مبكر شعار توحيد التعليم. كما طرحت منذ وقت مبكر مسألة التعريب التي قدمت خطأ علي أنها تعبير عن الانغلاق. وهذا زعم باطل كما قدمنا، لأن التعليم الحر في الشمال كما في الجنوب لم يفرط في تعلم اللغتين الإسبانية والفرنسية. بل إنه كان واضحا أن أقرب بلدين لتلقي التعليم العالي هما إسبانيا وفرنسا، وبالتالي لابد من الانفتاح علي لغتي البلدين.
ويوضح م. ع. الجابري في كتابه " أضواء علي مشكل التعليم بالمغرب "، المطبوع سنة 1973، وضع اللغة العربية في المدارس الرسمية في الجنوب بالإشارة إلي أنه " قبل 1944 (أي 32 عاما في ظل الحماية) كانت اللغة العربية والثقافة الإسلامية ممنوعة أو شبه ممنوعة إلا ما كان من بعض الدروس الدينية في مدارس أبناء الأعيان. أما في الثانويات الإسلامية فقد كانت اللغة العربية لغة أجنبية مثلها مثل الألمانية والإنكليزية بل إنها كانت تعتبر أحيانا لغة ثانية مثل الدارجة المغربية التي كانت تقبل كلغة ثانية بدلا من العربية الفصحى. (9)
وقد سجل مؤلف كتاب حياة المرحوم مبارك البكاي، وهو ليس سوى إبنه، أنه وهو ضابط في الجيش الفرنسي المرابط بدمشق، توجه إلي البريد، فملأ استمارة الإرسال باللغة الفرنسية. فنبهه موظف البريد بلباقة إلي وجوب إعادة تحرير الاستمارة بالعربية علي غرار كل المعاملات الإدارية في ذلك البلد. ومثل ذلك التنبيه درسا لا ينسى – يقول المؤلف – و أيقظ في أعماق الضابط الشاب حسا ثقافيا ووطنيا عميقا، وقرر منذئذ أن يعلم ابناءه اللغة العربية مهما كلف الأمر. (10)
من هذا الاستعراض حول المدرسة الوطنية المغربية، والمعارك التي دارت بشأنها في عهد الحماية، واستمر بعض تلك المعارك فيما بعد الاستقلال، يمكن إجمال إن ركائز عمل المدرسة الوطنية المغربية في تلك الفترة كانت تتمثل في الإسلام والوطنية والتقدم.
لقد ورث الجيل المؤسس للحركة الوطنية، عبئا ثقيلا هو المغرب المتخبط في الاحتلال، والمنهزم من جراء تأخره الكبير عن اللحاق بتيار النهضة. وكان علي المدرسة وهي رأس الرمح في المعركة، أن تهيئ لاستعادة الدولة علي أن تكون غير الدولة المتخلفة التي لم تقو علي صيانة الاستقلال، وخلق مجتمع جديد بديلا عن المجتمع المتخلف الذي فقد مقاليد أموره في 1912.
أوضح ما لقنتني إياه المدرسة هو أنني يجب أن أنتمي إلي وطني وإلي عصري وأن أتطلع دائما إلي الأمام. لم أنتبه إلي أنني سني أوشيعي. قرأنا شيئا ذلك في التاريخ كأنه شيء من الماضي.
تلقيت أيضا أنني أنتمي إلي المغرب بمجموعه. وأن الفرد لا يستمد قيمته من مدينته أو قبيلته، أو من لقب موروث، بل بما يتميز به من مؤهلات، وبكده الخاص وباعتراف المجتمع بالنبوغ والابتكار والتميز.
وحدث لن كثيرا من أبناء الفقراء نبغوا وتصدروا الصفوف الأمامية، لأنهم علاوة علي مؤهلاتهم المكتسبة، مروا من السجن.
لذا كان بالنسبة لي طبيعيا أن يترشح المرحوم بوعبيد في القنيطرة، ثم في أكادير في السبعينيات. بل إنني صدمت حينما لم ينجح هناك، في وسط الكلام الذي أثير بالمناسبة.
* عضو قيادي في حزب الاستقلال ووزير للإعلام سابق
( 1) نص المقرر علي البنود التالية:
- مزايا الدين الإسلامي، يسره وصلاحيته لكل زمان ومكان.
- الحرية والمساواة والإخاء في الإسلام
- إكثار الإسلام من وسائل إبطال الرق
- المرأة في الإسلامز حقوقها/الزواج والطلاق/الحجاب
- الشورى في الإسلام
- حث الإسلام علي العمل والكسب
- نهي الإسلام عن المبالغة في الترف
- تبرج النساء
وكان يتم التطرق لهذه البنود علي امتداد السنة الثالثة. وفي السنة الرابعة كان يتم التطرق في مادة الدين والأخلاق إلي ما يلي:
- الحكومة في الإسلام
- التداين في الإسلام
- الربافي الإسلام
- الميسر وأوراق النصيب
- السباق والرماية
- البدع المخالفة للدين
- استنباط الأحكام الشرعية ونشأة الفقه الإسلامي
- تعريف المذاهب الأربعة مع العناية بمذهب مالك وعرض مسائل فقهية من مذهبه.
أنظر "منهج التعليم الثانوي". نشر وزارة المعارف العمومية. المنطقة الخليفية بالمغرب. 1949. مطبعة المخزن.. تطوان.
(2) جاء في الفصل الخامس من دفتر المطالب، في مقدمة المطالب المتعلقة بالإصلاحات الاجتماعية:
4 – توحيد برامج التعليم الحديث لجميع الرعايا المغاربة المسلمين دون اعتبارات محلية ولا تفريق بين مختلف الطبقات الاجتماعية. ( العبري كان موحدا )
5 – جعل التعليم الابتدائي إجباريا في البوادي والحواضر ابتداء من 6 سنوات إلي 12 سنة.
6 – جعل تعليم القرآن، واللغة العربية، والديانة الإسلامية، والتاريخ المغربي، والجغرافيا المغربية، أساسا للتعليم الابتدائي الحديث، ومنحها في الامتحانات الاعتبار الذي لغيرها من المواد.
7 – جعل التربية البدنية إجبارية في جميع المدارس الابتدائية.
11- إحداث باكالوريا مغربية مساوية للباكالوريا الفرنسية والأجنبية.
12- تخصيص وقت كاف للغة العربية والثقافة الإسلامية والتاريخ المغربي والجغرافيا المغربية في برامج الباكالوريا المغربية
المطالبة بالتعليم العالي بدءا بالحقوق والآداب والصيدلة
المطالبة بالتعليم الفلاحي/ والتجاري/ والصناعي/ والفنون الجميلة( وقبول المغاربة في المدرسة الفنية المحدثة في الرباط والمحظور فيها قبول المغاربة الآن )التعليم العسكري (إدخال اللغة العربية والثقافة الإسلامية إلي مدرسة مكناس للضباط المغاربة) وتعليم البنات/ التعليم الديني/ التعليم الحر/ محاربة الأمية.
(3) أنظر النص في " أب الحركة الوطنية المغربية " الجزء الأول من ص 393 إلي ص 398 .
(4) أنظر جريدة الاتحاد الاشتراكي بتاريخ 3 و4و 5 يناير 2007 . ترمجة الحبيب البكوش وتقديم مصطفى فنيتير
(5) ويشرح مونطاي أن خريجي تلك المدارس الإسلامية التحقوا بوظائف دنيا لدى المخزن. بينما أصبح خريجو معهد الدراسات العليا مترجمين في مختلف المصالح الإدارية. وسجل من جهة أخرى قيام نزاع بين تلاميذ تلك الثانويات الإسلامية والشيخ عبد الحي الكتاني، كما أشار إلي انتقال ثلاثة من تلاميذ تلك المدارس إلي مصر، وآخر التحق بالثورة الريفية، بينما وجه تلاميذ مدرسة الأعيان بالبيضاء برقية تحية إلي مصطفى كمال أتاتورك. وسجل أيضا نشوء حركة إنشاء مدارس قرآنية عصرية، قال إن عدد تلاميذها كان في سنة التقرير أكبر من عدد الملتحقين بالمدارس الرسمية.
(6) أنظر ص 49 و50 من كتاب " نشرة أعمال المؤتمر الثاني ". وقد شغلت مواد المؤتمر كتابا في 144 صفحة، احتوى علي نصوص التقارير والمناقشات والتوصيات وهي كلها تصب في إحلال اللغة العربية في مكانها كلغة أصلية للشعوب المعنية. وشارك في المؤتمر الطريس والشرايبي من المغرب، ومن الجزائر فرحات عباس، وعلي الزواش، ومفدي زكرياء، ومن تونس المنجي سليم والحبيب ثامر وعلي الباهلوان وآخرون.
(7) صحيفتنا التذكارية الأولى 1939/1940. مطبعة الوحدة المغربية . افتتاحية الكتاب وهي بعنوان: لماذا انشأنا معهد مولاي المهدي. ص 3
(8) ثمن الحرية ص 183 وما بعدها. ويذكر المرحوم الشرايبي أن أحد كبار مفتشي التعليم استغرب من النتائج التي تحصل عليها المدرسة المذكورة فجاء بنفسه يستقصي وسأل التلاميذ مباشرة، ومحص الدفاتر، ولم يسعه إلا أن يطرح السؤال: ما هو السر؟ فقال له المدير إنه يكمن في اختبار أحسن الأساتذة، وتمتيعهم بوسائل العيش الكريمة، واجورهم تضاعف أجور أساتذة التعليم الرسمي.
(9) ص 46 وما بعدها من كتاب " أضواء علي مشكل التعليم ". محمد عابد الجابري. وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف كيف أن مسألة التعليم هي في جوهرها سياسية، " لأن التعليم أحسن مطية تطرح من علي متنها قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ويعكس التعليم اختيارات تخص هذه الميادين نفسها ". وهي في نظره مسألة مزمنة، لأنها مرتبطة بتطور تاريخي معين، بحكم أن " تيار النهضة لم يصل إلي المغرب إلا متأخرا " كما يقول نفس الكاتب.
(10) Achour Bekkai Lahbil : Si Bekkai, Rendez-vous avec l’Histoire. page 27