حجاج أبي يعزى بين مطرقة الخرافات وسندان المشعوذين وأكلة اللحوم النيئة
حمارة تحولت إلى بغلة وعملت ساعية البريد بين مولاي بوعزة ومولاي بوشعيب
الصخرة والحصيرة جهازين للكشف بثمن رمزي عن (مسخوط) و(مرضي) الوالدين
قبل أن تعقد العزم على زيارة موسم مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، وتبدأ رحلة (الركب) رفقة الأهل أو الأصدقاء إلى جبال الأطلس، من أجل الاستماع بالطبيعة العذراء التي لم تطأها بعد أيادي ملوثي البيئة والحياة، تسلح بنصائح من سبقوك في الزيارة، وتذكر أن طبيعة جبال الأطلس، التي شاء القدر أن تحتضن قبر أحد أولياء الله الصالحين مولاي بوعزة (أبي يعزى آل لنور بن ميمون)، داستها منذ القدم أقدام الخير، خليط من الصالحين والطالحين… شرفاء وصالحين يتعبدون بما تعلموه من آبائهم وأجدادهم، وبينهم أشباههم ممن ابتدعوا طرقا بعيدة عن الشريعة الإسلامية، من أجل الاسترزاق ونهب أموال السذج والجهلة الأميين دينيا من الحجاج الوافدين من قبائل مختلفة. وهنا وهناك المشعوذون والمشعوذات والدجالون والدجالات يقتنصون النساء الرجال المحبطين والأميين، والفتيات اليائسات… وبين هؤلاء و أولائك، تطوف أسراب من الأطفال والشباب المنحرفين والشواذ جنسيا والعاهرات والوسطاء في الدعارة خارج وداخل محيط الضريح … وتبقى فئة المتسولين والمشردين و(سجناء الضريح )، كائنات بشرية من الدرجة الثانية، تتجنبها المارة، وناذرا ما تجد من يلقفها درهما أو درهمين… ليعيش هؤلاء ببطون فارغة على أمل أن تأتي (قسعة كسكس) أو وليمة هدية من طرف حاج أو حاجة للضريح وساكنيه، أو مقابل قضية يزعم صاحبها أن حلها عند مولاي بوعزة.
فقد ضلت تلك الأرض الطيبة مكانا للعبادة والذكر، وفي نفس الوقت مسرحا ومستقرا لرموز الضلال والشعوذة والخرافات وأكلة الحوم النيئة والكؤوس والقنينات الزجاجية والأعمدة النيرانية والماء الحارق .
امتزجت العبادة و الذكر وطلب التوبة والهداية والصحة من الله والدعوة للولي الصالح بالجنة، مع طقوس (الحضرة) و(الحيرة) وخرافات (العادة)، وعبادة الولي نفسه وتوجيه كل الطلبات إلى ضريحه. أو الاستعانة ببعض المشعوذين والدجالين من أجل تسريع تلبية الطلبات. وزادت بيوت الدعارة وشبكة الشواذ جنسيا من تدنيس المنطقة العذراء.
تقام (العادات) أو (الهديات) كل يوم أربعاء من فترة موسم الحج، وما إن تطأ وفود القبائل (بني خيران، المذاكرة ، وزعير والسهول، …)، أقدامها أرض الولي الصالح، حتى تبدأ في التحضير ل(الهدية) على بعد حوالي 600 متر وهو طول الشارع المؤدي إلى الضريح، ألبسة تقليدية وفق طابع وخصوصية كل منطقة، وأعلام بألوان مختلفة وعتاد الرقص والحيرة المشكل أساسا من (البنادر والطبول والمزامير العادية والنحاسية…)، ولكل وفد نجومه.