اقلام حرة

قصة البغل الأبيض

من منا لا يعرف هذا البغل الدائم التجوال بشوارع المدينة، من منا لم يتفكر في حاله ويتساءل عن قصته، فهو أصبح معروف لدينا، بلطفه واحترامه لإشارات المرور وهدوءه التام وهو يبحث في حاويات الأزبال عن بقايا الخضر و{ الخبز كارم }.

بعدما اكتظ إسطبل صاحب البغل، ببغال شباب وحمير مستوردة، وبعد سيرته الذاتية الناجحة في الخدمة، ارتأى صاحبه أن يمتعه بالعفو وأن يطلق عنانه في المدينة التي مرت كل أيامه فيها ويعرفها شبر شبر. هذ ا هو حال بغلنا الأبيض، فكيف هو حال المجرمين الذين طالهم عفو صاحب الجلالة في عيد الفطر.

من تقاليد الدولة العلوية الشريفة ومن طيبة قلوب ملوكنا العظام، تمتيع المسجونين بالعفو الملكي ، طبعا الذين يتوفرون على سيرة  حسنة بالسجون  مثل بغلنا الأبيض.

ولأننا نعلم أن السجن هو إصلاح وتأهيل فلا تستغرب هده الأيام وأنت تشاهد أفلام هوليودية بالمدينة ، حروب أهلية بين رفقاء السجن بعد خروجهم، الغالب فيها لون الدماء،والأكثر غرابة هو عدم تدخل الشرطة والذي نعرف أصله في قلة الموارد البشرية و{الكونجيات}

ما يقع هذه الأيام بمديتنا شيء خطير يجب على الكل التضافر من أجل وقف هذه الحرب الطاحنة والتي سببها الأصلي امتلاء سوق المخدرات بالمدينة بجميع أنواع حبوب { القرقوبي } وماء الحياة { الماحيا}. .

يتمتع البغل الأبيض هذه الأيام بحياة الرفاهية في حاويات الزبالة بعد إضراب بعض عمال الشركة عن جمع النفايات لعدم توصلهم بأجر شهرين،و يتمتع المجرمون بسيوفهم لقلة دوريات الشرطة، وعدم فعالية الإدارة العامة للسجون في إعادة تربية وإدماج هده الشريحة من الشعب والتي أصبحت اخطر بكثير من تهديدات إرهابية خارجية.

هذه هي قصة البغل الأبيض المسكين، الساهر في شوارعنا،الدائم السكون وهوا لباحث فقط عن باقيا الخضر و { الخبز الكارم} في نفاياتنا. أما قصة المجرمين فستجدونها منشورة في   الجرائد اليومية كل صباح،ترهبنا ونحن نستعد لبدء  يوم جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى