عند الشدائد تزداد المحن و من قنطرة برمودا صنع الحدث .. ابتلعت مياه ممر واد الشراط كيان زعيم الاتحاد الاشتراكي محمد الزايدي فتقبل الشارع المغربي القدر بصدر رحب .. فماتت ذكراه كـ غروب شمس اشرقت بعد ان اخترق القطار جسد الحكيم باها .. فاشتبهت فصائل الحدث بين حادثتين في نفس المكان في نفس الوقت اخر ايام الاسبوع .. و عندها راجع المحللون خطوات دراما العمليات السياسية .. و معها قيل ان المواطن افتقد حسه الواقعي متشبعا بكواليس سينمائية ..
فاشتد النزاع بين العقل و الواقع .. و طرحت حكمة رجل دولة في شق اخر يجعل الحدث على صفيح ساخن .. رحل باها و رحل معه سر العملية .. و شخصيا ، ما لي في السياسة من مكاسب الا مشاكل ..
و اعود للشق الرياضي حيث فيه اكتشف ذاتيتي .. و معه تحليل لـ ابرز احداث السنة المنصرمة .. و قبل ان ابحر في اسطري .. اتمنى لكم سنة جديدة مليئة بالافراح و النجاح ..
لعل الحدث الابرز .. موندياليتو المغرب في نسخته الثانية .. و لتخوض نصف نهائي الموندياليتو في المسبح الاولمبي بالرباط ، وجب عليك التوفيق بين الحس الكروي و دهاءك في السباحة لانك لا تدري كيف ستسبح وسط امطار كشفت المستور .. فصار الواقع المغربي صفيحا ساخنا للسخرية و التهكم من وضع مرير ..
و بين النسخة الماضية و الحالية شتان .. و هناك مثال يقول عندما تكون الامور على حالها تسير فدعها كما هي .. و عندما تنجح في شيئ في مكان معين فلما التغيير من اجل التغيير ، و هنا اختل كل شيئ .. فطلب المواطن تفسيرا تقنيا لا جوابا ديبوماسيا .. فكان فتح التحقيق موقفا منطقيا .. و ان كان لن يغير من خيبة امل الشارع المغربي .. الذي تدوق مرارة الاهانة ..
و مع كواليس الحدث .. قدر المغرب ان ينخره المونديال ليخطئ العالم حول نوعية ملاعب المغرب .. و بنقل الحدث لـ مراكش كانت التعديل .. منصف بلخياط عندما طرق ابواب مجد الرياضة المغربية اعتنى بشتلات الرياضة المغربية فكان بوجوده شرف تنظيم كاس افريقيا اصابها تاثير الايبولا بحضور السياسي الوافد الجديد .. و موندياليتو جعل صورة الملاعب المغربية تسبح في واقع مرير .. و انشاء ملاعب كروية ضخ في تركيبها الوافد الجديد تسييرا يفتقد للتقنين ..
و هنا طرح السؤال .. كيف تم تجاهل ستاديوم مراكش ، طنجة ، اكادير .. هناك حيث يمكن للمغرب استعراض مقوماته .. بدل من اضافة حس السخرية على شق رياضي مفقود .. في حدث لم يكلف المغرب الا خسائر !
لا يختلف اثنان ان موندياليتو الاخير افتقد لطرف ثمين .. انصار الزعيم الاخضر الرجاء العالمي.. و عندها اكتسب الجميع معنى ان تكون رجاويا .. فكيف لك ان تخوض موعدا رياضيا لن يجمعك الا مع كبار الكرة العالمية .. و من اين لك القدرة على مداعبة المستديرة و ان تتسكع بجانب ساحر الكرة البرازيلية رونالدينيو على بساط اخضر واحد ..و كيف تجيد الركض و انت تنافس تلاميـذ استاذ كرة القدم جوسيب غوارديولا ..
مع ثالث افضل جمهور في العالم ، اختلت المعادلة .. فخفض رونالدينيو وجهه احتراما لشعب يستحق التقدير ، و عندها لم يجد السيد بلاتر الا التصفيق لجمهور افتقده كثيرا في الموندياليتو الاخير .. حينها قيل ، ان الرجاء اعتمد على الخلطة السحرية للنجاح فنقل انصار المكانا لتسيير المونديال كما يريد ..
و تجلت حقيقة ان الرياضة اخلاق قبل التنافس .. حيث اتحدت الجماهير المغربية في نهائي الاحلام .. مني من خلاله الرجاء بهزيمة متوقعة من البافاري العريق .. فاحتفل بعدها الشارع الرياضي بمشاركة تاريخية كـ صرخة في وجه حاقد غريم يقول ان الزعامة تنتهي بعد الخسارة .. ليؤكد انصار الزعيم ان النهاية لا تكون الا بعد الانسحاب ..
فصرخ الزعيم في وجه اخيه الحاقد .. قل ، انا الذي نظر العالم في المونديال للوحاتي ، و اطربت من بنفسه حسد .. و بتشجيعي ، شهد بروعتي كل العالم .. انا رجاوي منذ صغري .. انا زعيم درب سلطان ، ضيف شرف كاس العالم !
و لي لمناصر تطوان رسالة .. فما انا له الا رسول يوصي بالحكمة .. فتذكر .. من الافضل ان تكون غابئا حاضرا على ان تكون حاضرا غائبا ! سلام !