تعرض عبد الله باها وزير الدولة والعقل المدبر داخل حزب العدالة والتنمية مساء أول أمس الأحد، لوفاة غامضة، بعد أن دهسه بعد الغروب قطار سريع ومنخفض الصوت. وقسم جثته إلى نصفيه، وعدة أشلاء متناثرة،على بعد أمتار من قنطرة الرعب و الطريق (البركة)التي ابتلعت قبل أربعة أسابيع وفي نفس اليوم الأحد،القيادي الاتحادي والبرلماني أحمد الزايدي. وأجمع كل مقربو وأصدقاء الراحل الذين حضروا إلى عين المكان، أن الأخير لاشك نزل من سيارته، وترجل لتفقد مكان غرق صديقه الذي كان يعزه كثيرا. وقد يكون تأثر بالطريقة المخجلة التي مات بها المسؤول الاتحادي. مما جعله يسرح بعيدا عن واقعه، وكان حينها يهم بقطع السكة الحديدية، من أجل معاينة القنطرة (المشؤومة أو المسكونة) حسب تصريحات بعضهم. وهناك من ذهب إلى أنه كان منشغلا بهاتفه النقال. واحتمال أن يكون قد أجرى حينها اتصالا بشخص ما. وقد تم العثور على هاتفه النقال. وقد زكى وزير التجهيز والنقل عزيز الرباح فكرة أنه جاء لتفقد مكان وفاة الزايدي.وصرح وهو يستعد لمغادرة مكان الحادث، أن الضحية أتى كانت له علاقة خاصة به.
السائق توقف نصف ساعة بمحطة الصخيرات لعلمه بأن الضحية وزير دولة
علمت الأخبار أن الضحية المعروف ب(العلبة السوداء لرئيس الحكومة)، كان قد توقف بسيارته نوع (باسات سوداء اللون)، في حدود الساعة السادسة والنصف مساء،على مستوى الطريق الوطنية رقم واحد، في اتجاه مدينة الرباط، ونزل من سيارته تاركا أضواء الانتباه والعطب مفتوحة، ومشى على رجليه لحوالي 300 متر، من أجل معاينة مكان وفاة الزايدي، وأنه قطع السكة الحديدية، وعند العودة لم ينتبه إلى القطار الذي كان متوجها من البيضاء إلى القنيطرة. والذي كان قد توقف بمحطة بوزنيقة في حدود الساعة السادسة مساء. كما أن سائق القطار، لم ينتبه باكرا إلى الضحية، بل إن مصادر الأخبار أكدت، أن السائق ضن أن الضحية شاهد القطار، وأنه عاد أدراجه لتفاديه. إلا أنه بعد مروره من نقطة تواجد الضحية وهي النقطة الكلمترية 50، أحس أنه دهس شيئا، ما ليتوقف من أجل معاينة ما جرى. فتبين له أنه دهس رجلا، وحوله إلى أشلاء، وبعد تفقد ملابسه تم العثور على بطاقة التعريف الخاصة به، ليتضح أنها تعود لشخص اسمه عبد الله باها. وبعد تنقيطها من طرف الجهات المعنية، وتنقيط السيارة، اتضح أنهما يعودان لوزير الدولة. وكان السائق قد استأنف السير بعد عشر دقائق فقط من التوقف. قبل أن يصل إلى محطة الصخيرات تمارة، حيث توقف لمدة نصف ساعة. علما أن القطار رقم 145)، كان قد انطلق في حدود الساعة الخامسة و25 دقيقة مساء من محطة البيضاء الميناء، في اتجاه محطة القنيطرة.
أخذ عينات من جثة الضحية داخل مستوصف بوزنيقة
حضرت الشرطة العلمية والتقنية بعد أزيد من ثلاث ساعات، من أجل جمع الأشلاء المتناثرة، ومسح مكان الجريمة، قبل حمل ما تبقى من جثة الراحل على متن سيارة نقل الأموات، والاتجاه بها صوب مدينة الرباط عبر الطريق السيار. لكن بع دقائق، تلقى سائق سيارة نقل الأموات، بأوامر تطلب منه العودة بالجثة إلى المركز الصحي ببوزنيقة، حيث تم تسجيل حالة الوفاة بتراب المدينة، وعملت الشرطة العلمية مع طبيب حفظ الصحة بالإقليم، على أخذ عينات مختلفة من جثة الضحية، من أجل فحصها، بتعليمات من وكيل الملك لدى ابتدائية ابن سليمان، الذي حضر رفقة عامل الإقليم مصطفى المعزة. ومن أجل الرد على مجموعة من الأسئلة المرتقب أن تطرحها أسرة الراحل أو أصدقائه أو جمعيات حقوقية أو حزبية، في حالة بروز شكوك حول سبب الوفاة. إذ لم تستبعد بعض المصادر أن يكون لوفاته سيناريو مختلف مجهول. مما يلزم أن تأخذ التحريات مجراها بدقة متناهية، مستغربين كيف أتى الضحية ليلا، وتوقف في مكان منعزل، وذهب لتفقد منطقة لا يعرفها مسبقا. وكيف لم يتمكن من سماع محرك القطار، أو مشاهدته، خصوصا أن السكة الحديدية بالمنطقة توجد فوق أرض منبسطة، تسهل معها الرؤية عن بعد. وقد أعيد نقل الجثة على متن سيارة نقل الأموات التابعة لعمالة ابن سليمان إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي بالرباط.
قصور عمل الدرك الملكي وطرد ممثلي الإعلام
عرف مكان الحادث الفاجعة توافد المئات من المواطنين ومناضلي وقيادي ووزراء حزب العدالة والتنمية في مقدمتهم شقيق المرحوم، بالإضافة إلى وزير الداخلية والقائد العام للدرك الملكي والمدير العام للسكك الحديدية . كما حل العشرات من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية وممثلي السلطات المحلية والإقليمية. وتم منع ممثلي وسائل الإعلام من الاقتراب من المسرح الجريمة، أو تصوير الحادث، والحضور، من قبل مسؤولي الدرك الملكي، الذي زاد عددهم إلى درجة أنهم أصحبوا يشكلون وحدهم عائقا في عملية التنظيم، وأمام الشرطة العلمية والتقنية، سواء من خلال تدخلاتهم العشوائية أو أوامرهم المتناقضة والتي كانت تستهدف على الخصوص جميع ممثلي وسائل الإعلام باستثناء ممثلي القناة الوطنية الأولى. والتي ذهبت إلى حد طرد المصورين الصحفيين من مكان الحادث. عملية الطرد التي كانت ممنهجة من طرف الدركيين، وقد حاول أحدهم تلفيق تهمة الضرب لأحد الصحفيين، الذي لمس صدره وهو يخاطبه. كما أن وزير العدل مصطفى الرميد الذي كان أول الحاضرين، والذي جلس لفترة قرب جثة الضحية، وهو يبكي ويتألم، رفض أن يتم تصويره، وحاول انتزاع آلة تصوير أحد المراسلين، بعد أن صرخ في وجهه بعبارة ( واش حنا كلونات تصورو فينا؟)
مطالب بالتحقيق في كيفية إنجاز قنطرة (مثلث بيرموادا)
أعاد حادث وفاة الراحل باها فاجعة غرق أحمد الزايدي، الذي تستعد أسرته لإحياء أربعينيته بعد حوالي أسبوع، وأعاد معه مطالب الجمعويين والحقوقيين ببوزنيقة، بخصوص التحقيق في كيفية إنجاز تلك القنطرة، والتي لازالت إلى حد الآن تشكل خطرا كبيرا على الساكنة. وتحميل مسؤولية ما قد يقع من كوارث وحوادث لوزير التجهيز والمدير العام للسكك الحديدة، اللذان حضرا معا إلى مكان الحادث. فمباشرة بعد حادث القيادي الاتحادي، اكتفت الجهات المعنية بضخ مياه البركة التي كانت قد ابتلعت سيارته وهو بداخلها، وإغلاق الطريق في وجه مستعمليها، مع وضع حارس بها. لكن البركة عادت لتؤثث سطح الطريق، وتحول المنطقة إلى ما وصف ب(مثلث بيرمودا)، الذي يصعب الاقتراب منه، إذ أن محيط الطريق والقنطرة، يشكلان أكبر خطر، بسبب الارتفاع والوحل، وتواجد الطريق على عمق يزيد عن 10 أمتار. وقد نجا أول أمس الأحد العديد ممن حضروا لمعاينة مسرح جريمة الراحل باها، من خطر الانزلاق والسقوط. مما جعل بعض أفراد القوات المساعدة والمواطنين، يكتفون بحماية المارة الذين تدفقوا بالمئات، ويحاولون إبعادهم عن المنطقة.