علامات من التوتر والغضب بدت على قياديين في حزب الأصالة والمعاصرة في نهاية اجتماع المكتب السياسي مساء أمس الجمعة. علامات تشير إلى غضب عارم مجلجل ساد لقاء قادة التنظيم، هذا ما صرح به أحدهم وهو يجتر كلمات لا يكاد يكملها من شدة النرفزة والتوتر وكأن هسيتيريا ضربت أمخاخ “الزعماء”المجتمعون بفعل فيروس لم ينفع معه لقاح.
هكذا بدا المشهد بعيد اجتماع المكتب السياسي وقبيل دورة المجلس الوطني، على مقام موسيقي فرضته استقالة إلياس العماري من منصب الأمين العام للحزب، ثم ندمه على ذلك، حسب المتواتر داخل محرك الجرار. غير أن محدثنا الذي التمس عدم كشف هويته، اقر أن العطب وصل إلى حد تبادل “الاتهامات بالخيانة والعمالة لجهة غير معلومة و كأننا في حرب دولية أو مخبرين للأجانب”، حسب تعبير القيادي.
في محصلة اللقاء السياسي لقادة التنظيم، تم الاتفاق على الهدنة وعلى الهدوء وترك المبادرة للمجلس الوطني يوم الأحد، لكن المصدر القيادي صرح بأنه يريد إيصال رسالة إلى مناضلي الحزب مفادها “محاسبة جميع القياديين من إلياس العماري إلى آخر من التحق بالمكتب السياسي، ومعرفة وضعيته المادية والنضالية منذ أول يوم انخرط فيه في المشروع إلى يومنا هذا”، وذلك حسب المصدر بغية الوقوف على حالات ” الغنى والثراء السياسي من خلال الحزب والترشح باسم الحزب وعلى حالات التراجع والتقهقر بسبب النضال في مشروع الأصالة والمعاصرة أو على الأقل الحالات الثابتة في مكانها”، مضيفا ذات المصدر أن هذا هو الدور الحقيقي لبرلمان الحزب بدل التصفيق أو التهليل لزعماء بدون مجد وبدون منتوج.
وفي الختام تحدث المصدر على أن فكرة الكتاب الأسود عن إلياس وبعض مناصريه هي فكرة قائمة وشرع في إعدادها لكن فقط من أجل التداول الداخلي للردع والاعتبار.