قال الباحث التربوي محمد كويياس إن هناك مقررات دراسية خرقت بنود الفصل الثاني من مؤلف (الكتاب المدرسي مسار إصلاح)، الصادر عن مديرية المناهج، والمتعلق ب(مواصفات الكتاب المدرسي). وأن مؤلفيها لم يلتزموا بشروط تأليف الكتاب المدرسي، المتمثلة في ضرورة خلوه من الأخطاء اللغوية والعلمية والمعرفية وكذا اعتباره مصدرا من مصادر المعرفة. وكشف المدقق اللغوي أنه تم تغييب الشرطين السالفين في مجموعة من المقررات الدراسية الخاصة بالتعليم الثانوي الإعداديِ والتأهيليِ. وأعطى مثالا بالأخطاء الذي سجل حول تاريخ ولادة الكاتب الراحل عبد الكريم غلاب عضو أكاديمية المملكة المغربية في مجموعة كتب مدرسية. تضاربت سنة ولادته من مقرر لآخر، منذ إصدار أول طبعة للكتاب المتعدد سنة 2005 إلى طبعة 2017. وأفاد أن كتاب (المختار في اللغة العربية)، للسنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، أشار أن العلامة الفقيد غلاب ولد سنة 1919 على اختلاف طبعاته منذ 2005. وأن كتاب ( المختار في اللغة العربية) للسنة الثالثة إعدادي أشار إلى أن سنة ولادة غلاب هي 1922 . علما أن الكتابين أنجزا تحت إشراف منسق واحد لفريق التأليف. وفي كتاب (المرجع في اللغة العربية) للسنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي، نجد أن تاريخ ولادة الأديب غلاب هي 1920. وهي نفس سنة الولادة التي أشار إليها كتاب (في رحاب اللغة العربية)، للسنة الثانية من التعليم الثانوي الإعدادي. ونجدها كذلك في مقرر(الأساسي في اللغة العربية) للسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي. وأكد أن هذه الأخطاء تجعل المدرس(ة) والمتمدرس(ة) في حيرة، وكذا الآباء و الأمهات المواكبين لمعارف أبنائهم ومكتسباتهم. وأضاف أن هذا الخلط في المعلومات، سوف يصاحب المتعلمات والمتعلمين إلى مستويات التعليم الثانوي التأهيلي. وغالب الظن أن مؤلفي المقررات سالفة الذكر، لم يتحرَّوا الدقة في ضبط سنة ولادة عبد الكريم غلاب. التي ينشدها كل مهووس بالتوثيق وكل حريص على الأمانة العلمية. موضحا أنهم اعتمدوا بعض كتب تراجم الشعراء والأدباء،التي لم تتحرَّ هي الأخرى الدقة في سنوات الولادة أو الوفاة. وعرج الباحث إلى مجموعة من الكتب والمراجع. حيث تحدث عن كـتـاب( المعين في تراجم الأعلام والشعراء والأدباء والمفكرين)، الذي استعمل العدد 1919. وكتابي (الشامل في تراجم الشعراء والأدباء والنقاد) و(تراجم الشعراء والأدباء)، اللذان استعمل سنة 1920… ولم يفته الحديث عن بعض صفحات الشبكة العنكبوتية، التي كتبت أن الأديب ولد سنة 1917. وتساءل لماذاَ لا يتوجه المؤلـفون إلى الشخصية المعنية إن كانت على قيد الحياة، أو حتى مقابلتها شخصيا، وأخذ معلومات عنها درءًا لكل التباس. أو الاتصال بأقرب أقاربه؛ مِمَّن هم ثقة، حتى تتحقق الأمانة العلمية؛ وذلك في ظل الإمكانات والتسهيلات التي توفرها دور النشر وشركات التوزيع لهؤلاء المؤلفين. وختم بالتأكيد أنه اتصل بعادل غلاب نجل الأديب الراحل قصد التوثيق. هذا الأخير الذي أكد له أن والده ولد بمدينة الجديدة يوم السبت فاتح يناير 1919. وتوفي يوم السبت 12 غشت 2017.