الرئيسية / ميساج / كفاكم حروبا يا شباب مدينتي … ابن سليمان العذراء تنزف دماءا و تزداد فسادا

كفاكم حروبا يا شباب مدينتي … ابن سليمان العذراء تنزف دماءا و تزداد فسادا

 ترددت كثيرا قبل أن أقرر الحديث عما يجري ويدور بمدينتي ابن سليمان، بين البعض من شبابها ورجالاتها.. من نتمنى أن يكونوا أعمدتها، ومن نتوسم فيهم التلاحم والتماسك مع باقي فعاليتها السياسية والحقوقية والإعلامية والنقابية والثقافية والفنية والبيئية و.. من أجل الدفاع عنها.. ومحاربة الفاسدين والمفسدين بها.. ترددت كثيرا قبل أن أقرر بعث رسالتي للظالم والمظلوم في هذه الحرب الأهلية التي لن يكون لها حصاد ولا نفع ولا حتى صدى لما نأمل أن ترقى إليه مدينتنا..هذه الحرب التي لن تزيد المفسدين بالمدينة إلا قوة وجبروتا وشجعا.. ولن توقف استنزافهم لثروات المدينة البشرية والعقارية والطبيعية…لن أقبل بالاعتداء على أي شخص جسديا ولا حتى لفظيا، سواء كان ظالما أو مظلوما.. لن أقبل بنزيف قطرة دماء واحدة سليمانية… لن أقبلها إذا كان الظالم والمظلوم من أبناء الشعب الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة و.. فما بالك إذا كانا من أبناء المدينة الواحدة أو الحي السكني الواحد أو الدرب الواحد أو الزنقة الواحدة..لن أقبل بخصام الأخوين والأشقاء مهما كان السبب، ومهما اختلفت الظروف والأجواء.. لأنه لا يمكن لأي شيء أن يسموا فوق علاقة التآخي والمحبة والهم المشترك والواجب المفروض شرعا من طرف رب السماوات قبل أن يشرع قانونا من طرف بشر الأرض… ولأن التفرقة هو الشعار الذي يحمله ناهبي المال العام وهواة المصالح الشخصية، والذي يعشقون السباحة في المياه العكرة والوحل..

إنها حرب تدار بأجهزة التحكم عن بعد من طرف من يسعون إلى نهب مال وعقار المدينة. يظن كل واحد أنه ضحيتها. وأن الطرف الآخر هو من أشعلها..علما أنهما معا ضحيتين لمول (التليكوموند)… وسواء كنت أنت الضحية أو الجاني، فعليك أخي أن تسعى إلى إخمادها.. أو على الأقل عدم مسايرة من همهم إشعالها… من حق المراسل الصحفي أو الصحفي أو حتى المدون أن يسلط الضوء على أي موضوع يهم الشأن العام محليا، إقليما، جهويا أو وطنيا وحتى دوليا.. ومن حقه أن يشكر أو ينتقد أو يحذر أو .. وإن كان هناك من متضرر فعليه إما الاتصال بكاتب المقالة أو ناشر الشريط الفيديو. من أجل تقديم توضيحات وبيانات حقيقة. أو حتى اللجوء إلى القضاء من أجل إنصافه..ولا يحق لأي كان تقمص دور المحامي أو النائب ليدافع أو ينوب عن شخص ورد اسمه بمقالة ما.. ومن حق الفاعل الجمعوي أن يتخذ القرار الذي يريد حول أي موضوع يريد.. بشرط الالتزام بالواجبات والحقوق في ضل الدستور والحياة المغربية بكل طقوسها وتقاليدها.. ومن حق الكل المحافظة على حرمة المؤسسات والمنزل والأسرة والدفاع عنها وفق ما يفرضه الدستور الأرضي والدستور السماوي.. لن أسمي في مقالتي أي أحد باسمه.. فأنا  أعرفهم عن قرب وأحبهم لأنهم أشقائي.. أعرف نوايا كل واحد منهم.. ولن أدخل في الحديث عما يرويه كل طرف بخصوص تلك الحرب الأهلية… فمن كان يحس أنه مظلوم وأنه على حق في ما يقوم به لنفسه وأسرته ومجتمعه… فلا أظنه سيشغل باله بما قد يقال عنه لأن الحقيقة ليست في حاجة إلى مساحيق التنظيف للكشف عنها ولا إلى طلاء (ماكياج) لتلميعها أو صباغتها…. ومن كان يحس أن ظالما فعليه الاعتذار. ووقف شرارة الأشرار.. وليعلم أنه بتقديم الاعتذار والدخول في مسلسل التسامح والتآخي سيكون قد فتح على نفسه باب الخير والسعادة… ومن كان يسعى إلى الركوب فوق الصراعات والحروب الأهلية لشبابنا.  فليعلم أن من أيقظ الفتنة، أن هذه الأخيرة  لا يمكنها أن تتحول إلى جواد أصيل ولا حتى دابة تصلح للركوب عليها، وأن الفتنة بالكاد قد تتحول إلى كلب مسعور ينهش صاحبه…  وليعلم من زرع الفتنة أنك لن تحصد قمحا ولا ذرى، وأن زرعك السام والقاتل قد يصيب الأرض بالعقم.. ولن تحصد بعدها أي محصول ولا غلة…          

مدينتنا الصغيرة تعفنت وزادت تدهورا وخرابا في البنية التحتية والمصير المشترك بينكم… شبابها يعاني البطالة، وطلبتها تعاني أزمات النقل التي تنتهي ومرضاها يعانون من ضعف الخدمات الطبية، وسكانها يعانون الاحتلالات المستمرة للملك العمومي والأرصفة. وشوارعها وأزقتها زادت حفرها وتنوعت، وأحياءها السكنية تحولت على أسواق ومرابط ومراعي للدواب والغنم والماعز والبقر.. وإنارتها العمومية زادت تفاقما، و كأن المكتب الوطني للكهرباء أصبح متواطئا مع اللصوص والمنحرفين، يسهل عليهم عمليات اعتراض سبل المارة وخصوصا التلاميذ والنساء في جنحة الظلام و.. تلكم حقيقة مدينتنا التي يسعى البعض إلى ترييفها واستنزافها..ألا تستحق أن نستجمع قوانا لحمايتها وإنعاشها ؟؟؟ …              

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *