أثارت صورة للعامل الجديد لإقليم الجديدة محمد الكروج وهو منشرح بتقبيل يده من طرف أحد المواطنين، زوبعة داخل العالم الأزرق. إذ تظهر الصورة كيف انحنى المواطن وقبل يد العامل بطريقة جد مهينة. علما أنه كان بإمكان العامل سحب يده ولو بالقوة، لكي لا يسجد المفهوم القديم للسلطة، الذي ضن المغاربة أنه ولى بلا رجعة. عامل الجديدة المهندس الزراعي الذي عينه الملك محمد السادس اليوم الأحد الماضي، وتم تنصيبه يوم الأربعاء الماضي من طرف وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد. تركت صورته التي تم تداولها بشكل كبير. غضبا واستياء في صفوف سكان الإقليم وكل المغاربة.
ففي الوقت الذي بدا للعيان كيف أن ملك البلاد بدأ تدريجيا يتخلص من طقس تقبيل يديه. وأن الطقس لازال مترسخا فقط في عقول بعد (المرايقية) و(لحاسين الكابة) الذين يبتغون من طقسهم قضاء مصالح شخصية.. وفي الوقت الذي تم الوقوف على عدة حالات لشخصيات كبيرة صدها الملك عند محاولة تقبيل يده. لعلمه بنواياها السيئة.. نجد أن هناك من ربما لم يحتفظ لهبة ومكانة صفة (العامل)، سوى بلحظات تقديم الولاء لشخصه وتقبيل يديه والدعاء له من طرف المواطنين المغلوب على أمورهم. ناسيا أنه صفة (العامل) لا تعدوا أن تكون صفة لكبير موظفي الحكومة بالعمالة والإقليم. وأنه ليس سوى موظف تابع لوزارة الداخلية.. وأنه لم تعد هناك ما يستمر في اعتماده العمال والولاة من كونهم عمال وولات صاحب الجلالة، وأنهم ممثلين لصاحب الجلالة.. فالعامل يمثل وزير الداخلية إقليميا والوالي يمثله جهويا.. ولا علاقة لتدبيرهم اليومي بملك البلاد..
أتمنى أن يبادر العامل إلى إصدار بلاغ توضيحي، يعلق فيه على مضمون الصورة والظروف التي تمت فيها من جهة ،وأن يقدم اعتذار رسميا لذلك المواطن. ومن خلاله لكل المغاربة.. من جهة ثانية.. فلربما قد يكون المنصب الجديد والأجواء التي عاشها عند التنصيب أنسته أن أهم شيء يدقق فيه المواطنين، هو تصرفاته وسلوكياته اتجاههم.. ولا أظنهم يقبلون بعامل من بين الشروط لزيارته تقبيل يديه… وإلا فإن كان من الأجدر التحقيق في الصورة من طرف سعد الدين العثماني رئيس الحكومة.. واتخاذ الإجراءات اللازمة، من بينها قرار إعفاءه من مهامه التي بالكاد تسلمها من العامل القديم..