الرئيسية / جرائم و قضايا / لافاليز تبتلع بطل المحمدية : أنقذ شابا من الغرق فاغتالته الأمواج والصخور بدلا منه

لافاليز تبتلع بطل المحمدية : أنقذ شابا من الغرق فاغتالته الأمواج والصخور بدلا منه

بات من الواجب إطلاق اسم إدريس البطل على لافاليز المحمدية.  وبات من الواجب تخليد ذكرى رحيل هذا الرجل سنويا. لتبقى شجاعته وبطولته خالدة في أذهان سكان المحمدية الشرفاء والشريفات. إدريس الذي ترك قيد حياته، مساء اليوم الثلاثاء زوجته وأبنائه داخل سيارته الخفيفة، وهرع إلى البحر، دون أدنى تفكير في مخاطر الأمواج والصخور، من أجل إنقاذ شاب علق في الصخور أسفل لافاليز. ارتمى إدريس في فوهة الموت، من أجل منح الحياة للشاب المتهور الذي كان قاب قوسين من الغرق… نجا الشاب بفضل إدريس.. لكن البطل الهمام لم تكلل مهمته بالنجاح بعد أن اغتالته الأمواج وألقت به وسط الصخور التي لا ترحم بأسنانها وسكاكينها القاتلة.. ليستقر جثة هامدة في رحم المحيط الأطلسي الذي لا يشبع. بصم إدريس اليوم على سلوك ناذر. غاب عن عقول وقلوب البشر. وأبان عن تضحية جسيمة. وإن  أدت إلى ترميل زوجته وتيتيم أبناءه الذي لا ذنب لهم سوى أنهم قرروا الاستجمام بضفاف البحر، والتأمل في عظمة الخالق من منبر لافاليز.. فإنها بالمقابل أكستهم بلباس السمو والشموخ والمروءة. ورسخت لدى كل من حضر لحظة سقوط الشاب وصراعه مع الموت. ولحظة ارتماء إدريس البطل من أجل إنقاذ غريق.. لا تربطه به أي علاقة قرابة .. باستثناء أنه بشري مثله كان في حاجة إلى المساعدة… نم قرير العين فأنت بطل المحمدية الذي بات من الواجب تخليد ذكراه وترسيخ سلوكه في النفس البشرية… رحلت مجاهدا في سبيل إنقاذ نفس بشرية… فتأكد أن الرحلة ستقودك إلى حيث أمثالك من ذوي العفة والشموخ والمروءة. وتأكد أنك ستكون من أولائك الذين تقضى على أياديهم حوائج الناس.. أولائك الذين سيمرون كالبرق فوق الصراط. وسيكون مصيرهم الجنة… وتأكد أن الله لن ينسى زوجتك وأبنائك. وأن ما كتب عليهم من فراق. هو من عند الله. وأن من يحتمي بالله لن يجد الشر له سبيلا.                

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *