إنه صالح بندلال ابن الحي المحمدي بابن سليمان… لاعب كرة القدم المدلل، الذي ترك بصمته الخالدة كمدافع صلب وذكي، ومراوغ من الطراز العالي.. اللاعب الذي استطاع أن يطوع كرة القدم رغم بينته الجسمانية المتواضعة، وأن يفرض نفسه كلاعب مميز داخل تشكيلة حسنية ابن سليمان في الفترة ما بين 1978 و1983. إلى جانب ثلة من اللاعبين الأخيار من الزمن الجميل نذكر منهم (الحارس فريد النمس، محمد الراحيلي، صالح بندلال، مصطفى بندلال، نور الين الرحيلي، الطاهر بريكات، الحارس المرحوم عبدالرحيم، المرحوم علال لوزي، محمد يلو الملقب باعراب، أحمد رحمون، المرحوم بنعيسى بغاو، المحجوب رمتاخ، بنقدمي، بريا موحا، حفيظ الحياني، الحارس عبد الرحيم منشور، المحجوب رمتاخ، جواد بلهلالي، عبد الله محروس، إدريس الطاهيري، مصطفى الرشيدي. واللائحة طويلة..).
إنه صالح صاحب القميص رقم خمسة (ستوبور)، الذي أصبح الآن لا يفارق كرسيه المتحرك، بعد أن أصيب بداء السكري.. والذي تمكن منه، وجعله يقوم بعمليتين جراحيتين لبتر رجله اليمنى حتى الركبة. عمل موظفا بسيطا بالجماعة الحضرية ابن سليمان في الفترة ما بين سنتي 1993 و2015. وحصل على التقاعد ومعاش لا يسمن ولا يغني من جوع. علما أنه متزوج وأب لثلاثة أبناء.
إن صالح الذي كان مهووسا بالحسنية (المعلمة)، إلى درجة أنه بعد أن أقنعوه بالانتقال للعب مع شباب المسيرة. رفض خوض مباراة جمعت شباب المسيرة مع الحسنية. فكان مصيره مغادرة فريق المخازنية والعودة إلى حضن (المعلمة) السليمانية. لكن مع الأسف لم تبادر الحسنية إلى تكريمه إلى حد الآن. علما أنه يستحق تكريما من طرف كل فعاليات المدينة، ويستحق المؤازرة والتشجيع لأنه يحارب الآن خصما أشد وأشرس. تمكن من بتر رجله وساقه الأيمن… ولازال ينهش في جسده…
إنه صالح الذي أحبه الصغير والكبير، وعشقوا دفاعه المستميت ومراوغاته وتمريراته الصائبة. حيث كانت وفود المحبين والعشاق، تخرج في قوافل و(هديات) من الأحياء السكنية للمدينة، وخصوصا من حيي الحسني والمحمدي والفرح والنجمة وفيلاج بنيورة..لتحل بمدرجات ملعب الحسنية الصغير، وتغطي سياج الملعب، من أجل الاستمتاع بإبداعاته التي لم تكن تنتهي…