حلت اليوم الأحد لجنة تفتيش جهوية تحت إشراف المدير الجهوي للصحة ومندوبة الصحة بالمحمدية من أجل التحقيق في وضعية مستودع الأموات بمستشفى مولاي عبد الله، بعد أن اشتكت أسر الطالبات الأربعة اللواتي توفين بسبب حادثة سير بضواحي المحمدية وبوزنيقة. وتم نقلهن إلى داخل المستودع بالمحمدية. حيث انتشر الحديث عن تعفن المستودع وتعطل الثلاجة، وأن جثث الضحايا تعفنت، وأنه تم التماطل في تسليمها إلى أقارب الضحايا.
وأصدرت المديرية الجهوية للصحة بلاغا صحفيا حول مستودع أموات المحمدية. أكدت فيه أن ما تم نشره بخصوص تعفن المستودع هي معطيات مغلوطة يراد بها الإساءة على هذا المرفق العمومي. وأشارت على مندوبية الصحة تنفي نفيا قاطعا ما تداولته منابر إعلامية، وأن المستودع في وضعية عادية ومجهز بكل بكامل الوسائل الضامنة لحفظ الجثث. وأضافت أن لجنة جهوية برئاسة المدير الجهوي ومندوبة الصحة، حلت اليوم الأحد بالمستودع، ولم تسجل أي اختلال أو أعطاب تذكر. وتبين لها أن الجث الأربعة التي سلمت لذوي الضحايا في حالة سليمة. واستنكرت ما اعتبرته حملة مغرضة يتعرض لها قطاع الصحة بالمحمدية.
مندوبة الصحة بدورها استغربت في اتصال هاتفي ببديل بريس كون مستودع الأموات تابع لوزارة الصحة بالمحمدية، عكس ما هو عليه بباقي مستشفيات المملكة. إذ أن مستودعات الأموات الخاصة بالوفيات خارج المستشفيات العمومية تكون تابعة للمجالس البلدية، وتحت إشراف مكاتب حفظ الصحة.
وكشفت مصادرنا أن قاض بابن سليمان هو من ضغط بقوة من أجل استصدار الوثائق اللازمة (تصاريح بالنقل إلى خارج المحمدية، وتصاريح بالدفن). وأن تلك الوثائق لا علاقة لها بإدارة المستشفى، بل يتم استصدارها من مكتب حفظ الصحة التابعة لبلدية المحمدية، وعمالة المحمدية.
وأوضحت مصادر بديل بريس أن وكيل الملك بابتدائية المحمدية، أعطى أمر فص الجثث الثلاث فقط، وليس تشريحها. بالنظر إلى أن سبب الوفاة واضح. وأنه لو أعطى أمر بالتشريح، لتطلب الأمر نقل كل جثة على حدى إلى مستشفى الرحمة بالدار البيضاء من أجل التشريح، لأن عمالة المحمدية لا تتوفر على طبيب متخصص في التشريح. وأن الأسر كانت ستنتظر ساعات أو ربما أيام أخرى قبل تسلم الجثامين.
ويبقى السؤال العريض والطويل، هو أن حادثة السير، التي راح ضحيتها الطالبات الأربعة. تمت داخل تراب إقليم ابن سليمان، ولي بتراب عمالة المحمدية. وأن عملية نقل الجثث كان لابد أن تتم في اتجاه مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بابن سليمان. ولو تم ذلك لكانت أسر الضحايا ستعيش معاناة أخطر وأعنف، بحكم أن مستودع الأموات بابن سليمان والتابع لبلدية ابن سليمان، ممتلئ عن آخره، حيث يحتوي على ست جثث مجهولة (x بنx). تعود بعضها لحوالي السنة. ولم يتم بعد دفنها.
الرد على البلاغ الصحفي
أولا : نحن في بديل بريس لم نشر إلى أي تعفن داخل مستودع الأموات بمستشفى مولاي عبد الله، ونعلم أنه مجهز وبه ثلاجة غير معطلة وتتسع ل12 جثة. وأن بداخلها ثلاث جثث قديمة. اثنتين مجهولتين يحتفظ بهما منذ حوالي أربعة أشهر. وجثة واحدة لشخص معروف الهوية، لكنه لا أحد سأل عنه. رغم توفر الإدارة على بطاقة التعريف الوطنية الخاصة به.
ثانيا: ألا ترون أن عدم الاهتداء إلى أقارب صاحب الجثة رغم مرور أزيد من شهر ، أمر غير طبيعي علما أنكم تتوفرون على البطاقة الوطنية للتعريف الخاص به. أين دور الإدارة والأمن الوطني و….
ثالثا: ليس كل ما كتب بشأن ما يقع من تجاوزات داخل المستشفى مغالطات.
فالإهمال الذي طال جثة اللاعب الراحل زكريا بليغ لمدة تزيد عن ثمان ساعات، وتركها ملقاة فوق (باياس) بقسم المستعجلات. يعتبر تجاوزا خطيرا. والأخطر منه ألا يتم الاهتمام بهاتفه النقال الذي رن أزيد من 54 مرة. علما أن الهاتف كان الوسيلة الوحيدة للاتصال بأهله ومعرفة هويته.
ورمي مريض مضطرب نفسانيا فوق (باياس) بعد حقنه بإحدى الإبر الطبية، وإهماله ممددا على بطنه في وضعية غير إنسانية، وبجانبه (مانطة) وخبزة) و(كفن) هو كذلك تجاوز خطير وجب النظر فيه
وتهيئ طفل مريض ومنعه من أخذ وجبة الفطور، ونقله إلى قاعة العمليات الجراحية (البلوك) من طرف الطبيب الجراح. والذي فوجئ بأن القاعة تخضع لعملية إصلاح .. تعني بكل وضوح غياب الإدارة وانعدام التواصل والتنسيق.
رابعا : تصريح مدير المستشفى المعفي لأحد المواقع الالكترونية المحلية يومين بعد فضيحة إهمال اللاعب الراحل زكريا بليغ يؤكد أن المستشفى تسير بعشوائية. إذ لم يكن يعرف ما حصل بالضبط. وقال إنه سيبحث مع الأطر الطبية المعنية. وتلعثم كثيرا في رده.