هنأ إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي مناضلات ومناضلي الحزب على الأجواء التي مر فيها المؤتمر الإقليمي، قائلا: "..حزب الاتحاد الاشتراكي وحده، القادر على صنعها.." ثم زاد إن المناطق الشمالية تشهد تنمية مجالية مهمة، مما جعلها من المناطق الرائدة في المغرب، ولا بد من تأهيل سياسي حقيقي يواكب هذه التحولات التنموية الجذرية..وركز على أن هذا التأهيل السياسي أمر يفرض نفسه لتعزيز الديمقراطية عبر إشراك المواطن في اتخاذ القرار،وفقا بما جاء به دستور 2011 .. وشدد على ضرورة إعتماد أسس الحكامة والفاعلية التي يجب أن تتوافق وتساير انتظارات المواطنين وتطلعاتهم، تماشيا مع تلك التحولات المضطردة ..كما دعى الجميع إلى المساهمة في إعادة الثقة في العمل السياسي الجاد باعتماد مبدأ المشاركة والتوافق..واعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أن الحكومة الحالية لم تستجب بل ولم ترق إلى تطلعات المغاربة وأعلن أن الاتحاد الاشتراكي سيقف بحزم وسيواجه كل قراراتها التي تمس جميع فئات الشعب المغربي،مسلحا بدوره الأخلاقي و بتوجهاته السياسية ونضاله التاريخي المعهود واحتكاكه الدائم بهذه الفئات الشعبية العريضة والدفاع عنها ضد كل ما يضعف القدرة الشرائية للمواطنين..وذكر إدريس لشكر بحكومة التناوب في عهد عبد الرحمان اليوسفي وما قامت به إثر تحملها المسؤولية الحكومية من إصلاحات جريئة لإنقاذ المغرب من السكتة القلبية التي حذر منها المرحوم لحسن الثاني.. مشيرا إلى أن الحكومات التي تختارها الشعوب لم تختارها للجلوس على مقاعد الوزراء فقط ،بل من أجل العمل على حل مشاكل المواطنين والمواطنات، لا الاختباء وراء التماسيح والعفاريت لتبرير إخفاقها..
وكان قد استهل الأستاذ مصطفى أولاد منصور باسم رئاسة المؤتمر، افتتاح الجلسة الختامية للمؤتمر الإقليمي السادس للاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد بتطوان مساء يوم الأحد الماضي، بإعلان قرار القطيعة مع السلوكات المخلة بالتنظيم السياسي الجاد، وخروج المؤتمرين أقوياء، متحدين منسجمين، في استعداد تام وبكل حماس للعمل بكل مسؤولية وبكل جدية على تفعيل مقررات المؤتمر الوطني التاسع إلى جانب القيادة الوطنية لتحقيق الأهداف التي سطرها الحزب..
وانعقد المؤتمر الإقليمي السادس للاتحاد الاشتراكي بتطوان، الذي انتخب العضو عبد اللطيف بوحلتيت كاتبا إقليميا للحزب تحت شعار"مؤتمر التجديد في أفق تحقيق تنمية إقليمية وشاملة"، بحضور الكاتب الأول إدريس لشكر وأعضاء من المكتب المكتب السياسي واللجنة المركزية ومناضلو الحزب على الصعيد الاقليمي، وبرلماني عن دائرة تطوان محمد الملاحي، الذي اعُتبرت تجربة تسييره لشؤون وادي لو نموذجية، وعدد كبير من ممثلي المجتمع المدني وممثلي الأحزاب السياسية والمناضلين والمتعاطفين..كما ناقش المؤتمر، يضيف الأستاذ مصطفى أولاد منصور في كلمته الافتتاحية، القضايا التنظيمية وقضايا الإقليم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مناقشة عميقة جادة ومسؤولة، توجت بإصدار توصيات ومقترحات سترفع للجهات المعنية لاستعمالها واعتبارها في مشاريعها التنموية المستقبلية، واغتنام التنمية المهمة التي تعيشها المنطقة على مستوى المجال، ليستفيد منها كل المواطنين وخاصة الفئات المعوزة، فمازال المواطن يقول الأستاذ مصطفى أولاد منصور يعاني من مشكل السكن والشغل والصحة..وعرج أولاد منصور مذكرا بكل أسف بالانتكاسة التي عرفها الحزب في الفترة الأخيرة (2009)، ولكن منذ ذلك التاريخ، يسرد أولاد منصور، والمناضلون يكافحون ليل نهار من أجل إعادة بناء الحزب بهذه المنطقة التي قدم لها خدمات كثيرة تعترف وتقر بها الساكنة ،ومؤكدا في نفس السياق، على أن "..جميع المؤتمرين قد توجوا أعمال أشغالهم بالاتفاق الجماعي للتخلي عن السلوكات والعراقيل والأساليب التي كانت تعود علينا بنتائج سلبية، والالتزام بتفعيل مقررات المؤتمر الوطني التاسع.."
من جهته استهل الكاتب الإقليمي المنتخب، كلمته بنعي فقيد الحزب الحاج الطيب الصمدي خريج جامعة القرويين، أبا من المؤسسين للحزب منذ 1959، ساهم في بلورة قرارات 72 التاريخية وحضر المؤتمر الاستثنائي لسنة 75، وتحمل المسؤولية في القيادة الوطنية ،وتقلد المسؤولية الجماعية بالإقليم في الفترة ( 83 _ 92 )..والفقيد رئيس بلدية تطوان أحمد أجزول والفقيد محمد هيدور أول كاتب محلي لنقابة التجار الصغار والمتوسطين والفقيد كويرة والفقيد العثماني،والفقيد الباتولي، ثم استرسل في سرد مختلف المحطات التي ميزت العمل الحزبي بالإقليم منذ سنة 1960، موضحا أن هذا المؤتمر الإقليمي السادس هو مؤتمر التجديد وذلك بضخ دماء جديدة في شرايين الأجهزة الحزبية والهدف من وراء ذلك تحقبق تنمية إقليمية حقيقية وشاملة التي نعتبرها، يضيف عبد اللطيف بوحلتيث، جوهر العمل السياسي المتزن والنبيل، مذكرا بملتمس الفريق الاشتراكي بالبرلمان سنة 88 لتقديم ملتمس بشأن تنمية الأقاليم الشمالية التي عانت سنين عديدة من التهميش والإقصاء، والذي أفضى إلى تأسيس وكالة تنمية الأقاليم الشمالية في مطلع التسعينيات، معتبرا أن المصالحات العامة التي تمت وطنيا مع المرأة ومع الأمازيغية ومع ضحايا سنوات الرصاص، في صلبها كانت المصالحة مع الشمال، وانطلق ذلك مع حكومة التناوب التوافقي بقيادة عبد الرحمن اليوسفي عبر مشاريع استراتيجية و مهيكلة أبرزها ميناء طنجة المتوسط، الذي دُشن في إقليم تطوان قبل أن يُحدث إقليم آخر..وتعمقت أكثر مع جلالة الملك محمد السادس حيث تغيرت معالم الشمال ..وتصالح المغرب مع مجاله المتوسطي وأصبح المغرب متوسطيا وأطلسيا حيث خصصت اعتمادات مالية كبرى لهذا الإقليم آخرها مخطط تنمية تطوان بما يفوق 5 مليار درهم للفترة الممتدة من ( 2018 – 2014 ). ويضيف بوحلتيث أنه رغم هذا، فلايزال الإقليم يعاني من ظواهر كبرى تمسه إقليميا ووطنيا، قربه من مدينة سبتة السليبة مما يولد ظاهرة التهريب المعيشي(تمس أكثر من30000 مواطن)،هجرة مغاربة الداخل إلى هذه المناطق وهجرة الأفارقة في حلم العبور إلى الضفة الأخرى مما يترتب عنه مآسي قوارب الموت، ظاهرة الإرهاب، حيث تحدتث صحف عالمية عن أحياء هذه المدينة باعتبارها تفرخ عناصر إرهابية تكفيرية بعيدة كل البعد عن ديننا الإسلامي الحنيف..
وانتقل قبل ختم كلمته إلى الإشارة إلى أن الحزب يدبر بشكل مشترك جماعة تطوان، وبشكل مستقل وأغلبية كلية، الجماعة الحضرية لوادي لو، ووعد الحضور بموعد جماهيري سيقدم فيه الحزب الحساب بشكل مبسط عن التسيير المشترك، عن ما قام به المستشارون الاتحاديون قي تدبير ملفات كبرى في المجال الرياضي والنظافة والنقل الحضري ومالية الجماعة والتنشيط الاقتصادي..وتابع منوها بالتجربة النموذجية للجماعة الحضرية لوادي لو قائلا "..بأن الكل يعلم كيف كانت يوم تحمل مسؤولية رئاستها محمد الملاحي سنة 2003 كقرية بئيسة مهجورة، وتحولت إلى مدينة حاليا بكل المواصفات الحديثة، وأصبحت ملاذا للتشغيل حتى لساكنة تطوان، معتبرا ذلك تجربة تنموية ملموسة، تبرهن على قدرة الاتحاديين والاتحاديات في تدبير الشأن العام المحلي وكذلك الوطني.."
وفي لحظة وفاء تم تكريم عدد من مناضلي الحزب، اعترافا لهم بما أسدوه من تضحيات وخدمات جليلة حزبيا ونقابيا محليا إقليميا ووطنيا.