سيزيف التي حكمت عليه الآلهة بأن يبقى في عقاب أبدي، يصعد الجبل وهو حامل لحجر ضخم، حتى إذا وصل إلى قمته سقط الحجر مرة أخرى إلى السفح وهكذا إلى الأبد. فهل يستحق حقا ما وقع له رغم مكره مع آلهة الشمس، أم يجب عليه التمرد ؟
ربما تكون هناك نقاط مشتركة بين الشعب المغربي مع حكومته الحالية، وقصة سيزيف مع آلهة الشمس. خصوصا فيما يتعلق بالعقاب والتمرد. ولكي لا أصعب الأمر عن القارئ الكريم. سأكتفي بمقارنة سلطة المدينة وساكنتها. وسأعمل على تحليل النقاط المشتركة بين الإلهة والسلطة، وما بين سيزيف و ساكنة المدينة. بدا مكر سيزيف مع إلهة الشمس عندما أمرته هذا الأخيرة بالاستعداد للموت. وبدأت قصتنا نحن سكان المدينة بعد تخاذلنا وعدم مشاركتنا في تدبير الشأن العام للمدينة وهروبنا من تحمل المسؤولية. ورفعنا لشعار { أراسي يا راسي }. ربما تحمل قصة صخرة سيزيف في طياتها معاني كثيرة وهي ما نعيشه الآن خصوصا في مدينة بن سليمان التي طلاها النسيان، وأبعد سكانها من مواقع القرار وأصبحوا يقومون بما يقوم به سيزيف، لا شيء جديد … نفس المشاهد تتكرر … انتخابات فاسدة … أمن غير مستقر وسلطة متسلطة. وسيزيف يحمل صخرته يصعد بها ثم تسقط ثم يعيد المشهد.
نحن نعلم أن عملنا ليس هو ما تقوم بيه إلهة الشمس، ونعلم أيضا أن سيزيف ليس ندا لسلطة المدينة رغم مكره . فاختيار رجالات السلطة في عصرنا هذا يتوقف على قوت مكرهم ودهائهم أما توفقهم الدراسي فليس مهما ماداموا يطبقون الأوامر كما تتلى عليهم. ويبقى السؤال المطروح معلقا… هل تمرد سيزيف على عذابه الأبدي؟ … هل تستطيع الساكنة إيقاف نزيف الفساد الإداري الذي أغرق المدينة؟
الجواب يختزنه المستقبل الذي هو من صنعكم ؟