بات واضحا أن السلطة بابن سليمان تكيل بمكيالين في التعامل مع تجاوزات المواطنين. وأنها تنتقي المستضعفين منهم من أجل تطبيق ما تعجز عن تطبيقه مع النافذين والموالين لهم. كما بات واضحا أن بعض ممثليها اختاروا أساليب التضييق على الصحافيين من أجل منعهم من فضح المستور. ونشر غسيل المفسدين منهم… ففي الوقت الذي غاب فيه ممثلوها ميدانيا طيلة الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع. وامتنعوا عن الرد هاتفيا عن بعض وكلاء اللوائح الانتخابية المتضمرين. تحت غطاء ما يسمونه بالحياد.. وهي (كلمة) كان لها مفهوم (التواطؤ) خلال الحملة الانتخابية…نجد أن بعض هؤلاء خرج يوم الاقتراع وبعد بأيام لهدم مساكن بعض المستعضفين بالمنصورية ودوار بوشويطنة التابعة لمدينة ابن سليمان… كما أن قائدة الملحقة الإدارية الأولى وباشا ابن سليمان. تخطوا الحدود. بالذهاب إلى سيدة قروية تقطن بأرض فلاحية في ملكيتها. ليقوموا بتخريب جزء من سكنها الذي بني أزيد من 25 سنة.. لا لسبب إلا لأن شقيقها مدير موقع موطن نيوز.. تطرق إلى عملية الهدم التي طالت المستضعفين بدوار بوشويطينة.من طرف القائدة والباشا..
لماذا لم يراعي هؤلاء ظروف الانتخابات التشريعية. وعوض أن يهدموا تلك المساكن. كان عليهم أن ينتبهوا إلى الغرف والشقق والمحلات التي فتحت حديثا بعشوائية ودون تراخيص، مقابل التصويت على بعض وكلاء اللوائح الانتخابية. والتي كان يقود حملة إحداها المشبوهة رئيس بلدية ابن سليمان (حاميها حراميها). حامل شعار (مرحبا)… لماذا لم تبادر القائدة والباشا الجديد إلى رد الاعتبار لعامل الإقليم، بتنقية المدينة من محتلي الملك العمومي والأرصفة. وقد تحولت بعض تلك البنايات إلى مملكات صغيرة لا تعترف بقانون البلاد… عوض الاكتفاء باستعراض عضلاتهم على المستضعفين.
لماذا لم يتم تنفيذ 100 قرار هدم عاملي بالمنصورية، ولماذا عجزت السلطة هناك إلى درجة أنها عينت ستة (خلفاوات) مع الباشا. ورغم ذلك استمر البناء العشوائي ليلا ونهارا سواء الخاص بالفقراء او الأثرياء… وعوض ذلك يتم هدم مساكن الفقراء يوم الاقتراع… كما تم قطع الماء الشروب على منطقة أخرى… علما أن المنصورية ومع أحلاف وبئر النصر وسيدي بطاش يعانون العطش منذ سنوات.. ولا أحد يتحرك اتجاههم سوى شاحنات الوقاية المدنية ذات الصهاريج. وطبعا فمياهها لا تصلح حتى لشرب البهائم ….
نتذكر جميعا كيف أن عامل إقليم ابن سليمان عجز قبل عدة أشهر على تنقية مدينة ابن سليمان من البناء العشوائي ومحتلي الملك العمومي من مقاهي ومحلات تجارية وخدماتية…رغم خروجه ميدانيا على رأس القوة العمومية، ورغم وعيده…طبعا الحديث هنا ليس على أصحاب المحلات والمقاهي التي تقتسم الرصيف مع المارة.. ولكن عن هؤلاء الذين احتلوا كل الرصيف وحتى أجزاء من الأزقة والشوارع والملك العمومي.
ونتذكر نحن الصحفيين جيدا الرسالة شديدة اللهجة التي وجهها العامل إلى باشا ابن سليمان الجديد عند تعيينه رسميا بمقر الباشوية. حيث أكد على ضرورة الاهتمام بهذا الملف، الذي أبان عن وجود لوبيات ونافذين وفوق القانون. وعن عجز كبير للسلطة. والذي جعلني أنا شخصيا أحرر مقالا بعنوان (السلطة تسود والفساد يحكم).
وأظن أنه يمكن لأي كان أن يقف على هذا العجز .. ليس فقط بمدينة ابن سليمان بل بكل الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم… حيث البناء المسترسل للشقق والبراريك والضيعات والمحلات وحيث عشرات قرارات الهدم الصادرة سواء عن عامل الإقليم أو المحكمة.. والتي ضلت حبرا على ورق…
الانتخابات التشريعية أفرزت ما أريد لها أن تفرز… وكانت بصمة السلطة واضحة سواء قبل أو إبان أو بعد الحملة وكذا يوم الاقتراع. وكان الحياد سلبيا… ربما كانوا ينتظرون منا أن نصاب بالإحباط واليأس.. وأن نغضب من الشعب الذي أدار ظهره عنا… لكنهم نسوا أن مهمتنا الإصلاح وأننا نلتمس دائما الأعذار للشعب… ونتقبل كل ما بدر منه… ونعتبر كل رد فعل سلبي منه، يعني أننا نحن المقصرين اتجاهه… نحن يا سادة لا نؤمن بمقولة (القانون لا يحمي المغفلين)…. ونعتبر أن المواطن المغفل مسؤوليتنا وعلينا حمايته… ومن أجل كل هذا سنستمر في دعم الشعب من أجل مملكة سعيدة…وتصبحون على برلمان نزيه وحكومة في مستوى تطلعات المغاربة…