الرئيسية / جرائم و قضايا / لهذه الأسباب … سيستمر مسلسل اختطاف واغتصاب أطفال ابن سليمان ونزلاء مركز حماية الطفولة…

لهذه الأسباب … سيستمر مسلسل اختطاف واغتصاب أطفال ابن سليمان ونزلاء مركز حماية الطفولة…

 

يبدو أن مسلسل الاختطافات والاغتصابات سيستمر داخل غابة ابن سليمان، حيث المنحرفين ومروجي المخدرات يفرضون أمنهم الخاص. جرائم الاغتصاب وهتك العرض ستستمر في صفوف الأطفال والفتيات مادامت هناك أعشاش حولها البعض إلى غرف للنوم وإحياء الليالي الحمراء. ومادامت تلك المنطقة الغابوية غير محمية وغير نظيفة يتحمل المسؤولية فيها عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي والسلطة المحلية ومديرية المياه والغابات. كما يتحمل  مركز حماية الطفولة ابن سليمان مسؤولية حماية الأطفال الاحداث المحالين عليه وق أحكام قضائية.

مسلسل هروب الأحداث (الأطفال) من مركز حماية الطفولة كانت منذ سنوات، وستستمر  لسبب بسيط هو أن الوزارتين الوصيتين على المركز (العدل، الشباب والرياضة)، لا يقومان بأعمالهم كما يجب. ولكي لا نطلق النار على مسؤولي المركز الذين يتحملون جزء من هذا الملف. وجب التركيز أولا على الوزارتين، لأنه لا يمكن رفع شكايات إلى الجهة التي هي أصل المشاكل. ولا يمكن أن نحاسب المسؤولين على مدى قيامهم بمهامهم، يجب أن نبحث هل الوزارتين يوفران ما يلزم لاحتضان وتتبع شؤون الأحداث المحالين على المركز.

بديل بريس أجرت تحقيقا في الموضوع، ووقفت على حقائق تؤكد أن المركز سيضل عرضة للفوضى والتسيب إذا لم تحقق. يمكن تلخيصها بداية في شساعة المساحة (14 هكتار)، وقلة الأطر الإدارية والتربوية والطبية وضعف التغطية الأمنية لمحيط المركز وداخله. بالإضافة إلى أن موقع المركز وسط الغابة وبمنطقة غير محروسة أمنيا بسبب عدم ترسيم الحدود بين تراب نفوذ الدرك الملكي والأمن الوطني رغم أنها منطقة تابعة للمجال الحضري بابن سليمان. وهو ما ضعف من خدمات المركز، ويجعل المركز مجرد مجموعة غرف نوم ومطعم للتغذية والترفيه خاص بمجموعات مختلفة من الأطفال الذكور الذين تتم عمليتهم إحالتهم من طرف قضاة الأحداث بمحاكم المملكة. علما أن المركز تابع لوزارة الشباب والرياضة وليس لوزارة العدل. وأن مجموعة من الإحالات القضائية إلى هذا المركز تكون عشوائية. ولا تحترم كون المركز هو في الحقيقة مركز تربوي، يحتوي على مدرسة ابتدائية. والمروض أن يحال إليه الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 6 و15 سنة فقط. لكن المركز به أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 و18 سنة. مما يجعل فئة غير الممدرسين تعاني الفراغ ولا تستفيد من أي  إصلاح أو تهذيب. كما أن هناك بعض الأطفال المحالين مضطربين نفسيا أو منحرفين وفي حاجة ماسة إلى إصلاح وتهذيب خاص ومعالجة نفسية لا يمكن أن يجدونها داخل المركز. كما بعض الإحالات تكون مؤقتة لأيام أو لأسابيع فقط لا يمكن أن يستفيد منها الطفل الحدث المحال على المركز.

 

ضعف الموارد البشرية بمركز حماية الطفولة وشبه انعدام للحراسة

يحتضن مركز حماية الطفولة  65 حدثا تتراوح أعمارهم ما بين 4 و18 سنة، عوض 6 و15 سنة، كما هو مسجل بالقانون المنظم للمركز. ويتوفر على مدير ومقتصد وطباخ وإطارين تربويين. يلزم المركز نائب مدير ومساعد تربوي، ويلزمه سبعة أطر تربوية أخرى. لأن الأطفال الأحداث مقسمون إلى ثلاثة مجموعات (4 إلى 9)، و(10 إلى 12)، و(13 إلى 18). لا يتوفر المركز على سائق رغم استفادة المركز من سيارة (سيتروين بريلانكو) منحت له من طرف اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويلزمه طباخ إضافي. هناك مدرسة ابتدائية بها فقط  ثلاثة أساتذة، ويلزمها ستة.

أما أكبر مشكلة يعاني منها المركز هي توفره على حارس واحد فقط، يعمل ليلا أو نهارا ويستفيد من عطلته الأسبوعية (يومين) ومن كافة العطل الممنوحة للإداريين. مما يعني أن المركز يضل بدون حراسة خلال استفادته من أية عطلة. كما يضل المركز بدون حراسة ليلا أو نهارا حسب فترة حراسته. بالإضافة إلى أن الحارس لن يحرس سوى الباب الرسمي، وقد يتجول بمحيط المركز الشاسع. مما يجعل إمكانية خروج ودخول الأطفال النزلاء سهل جدا. علما أن الجدار المحيط بالمركز قصير، وبإمكان الأطفال تسلقه بشكل عادي أو الاستعانة بالأحجار وأغصان الأشجار. كما أن الأطفال ليسوا سجناء داخل زنازين، ولكنهم أحرار يتجولون داخل المركز. وبإمكانهم تصيد فرص الخروج أو الفرار. وهم يعلمون طبعا أن عقوبة الفارين لن تتعدى إرجاعهم إلى المركز نفسه أو مركز آخر.

 

مرافق حيوية مغلقة بسبب انعدام الأطر المتخصصة

حالة من الفراغ و(القنط) يعيشها نزلاء المركز رغم ما تم توفيره من طرف محسنين أو في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. بسبب انعدام الأطر المتخصصة.

يتوفر المركز على مسبح، وهو مغلق لعدم توفر المركز على حارس ومعلم سباحة. ويتوفر قاعة للإعلاميات مغلقة، لعدم توفر المركز الشبكة العنكبوتية وعدم توفره على أستاذ للإعلاميات وأجهزتها تعرض بعضها للتلف. ويتوفر المركز على قاعة للموسيقى مجهزة لكل الأجهزة الموسيقية وهي مغلقة لعدم توفر المركز على أستا في الموسيقى. ويتوفر المركز قاعة للمسرح مجهزة بكل الوسائل الممكنة وهي مغلقة لعدم توفر المركز على أستاذ للمسرح أو الثقافة. وقاعة مجهزة للرسم وهي مغلقة لعدم توفر المركز على أستاذ في الفنون التشكيلية. وقاعة للرياضة مجهزة مغلقة لعدم توفر المركز على إطار في الرياضة.

المركز سيحتضر في غياب المحسنين

 

يمكن القول أن المركز قد يتوقف، في غياب محسنين. فوزارة الشباب والرياضة لم تبادر إلى توفير الموارد البشرية اللازمة. وتخصص فقط 20 درهم لكل نزيل في اليوم من أجل التغذية. وهو مبلغ جد هزيل مقارنة مع ما تم من ارتفاعات في الأسعار. ووزارة العدل لم تبادر إلى تنبيه قضاتها باحترام دور المركز ، وعدم إصدار إحالات عشوائية لأطفال لا يمكنهم الاستفادة من خدمات المركز المحددة في التعليم فقط. والكف عن إحالة الأطفال المعاقين بدنيا أو نفسيا أو الأطفال في طور الحضانة أو الذين تجاوزن سن التمدرس الابتدائي… لكن هناك مجموعة من المحسنين والجمعيات الخيرية هي التي تساهم في استمرار عمل المركز .

4 أطر تكميلية تتلقاها مجرد تعويضات من جمعية سنابل الخير عين عتيق تمارة. بناء على اتفاقية تعاون ودعم وقعتها مع إدارة المركز.يقدمون ساعتين للتنشيط يوميا للنزلاء.

ممرض يتلقى تعويضا من جمعية دائرة المرأة بالرباط، يعمل أربعة أيام فقط في الأسبوع

مرشدين دينيين ومنشط تربوي يتلقون تعويضات من طرف محسنين.

5 نساء منظفات يتلقون تعويضات فقط من طرف جمعية (كاركيل كيير). إلا أن هذه الجمعية ستتوقف عن تعويض النساء مع نهاية السنة الجارية. مما يعني أن النساء سيتوقفن عن العمل، وأن النزلاء والمركز سيتعفنون. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *