استبشرت خيرا وأنا استمع لمصدر مسؤول من خارج الإقليم، وهو يزف لي أخبارا سارة عن قرب انطلاق مشاريع تنموية بإقليم ابن سليمان. في مقدمتها قرب عودة شركة (ليوني)، التي لازالت تحتفظ بمقرها بالمنطقة الصناعية ببوزنيقة… ورغم أنني لا أؤمن بالسرد ولكن بما ينجز على أرض الواقع..إلا أنني أحسست بنبرة صدق في حديث المسؤول… وخصوصا عندما تحدث لي عن قرب افتتاح أبواب (ليوني) والتي ستستقبل في البداية أزيد من ألف عامل وعاملة.. بعدما كانت تشغل حوالي 3000 عامل وعاملة. قبل أن تغلق أبوابها وتسرحهم إلى الشارع. حيث عانوا الفقر والتشرد الأسري…
المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته. أكد أن الإدارة المركزية للشركة تلقت تطمينات، بالحفاظ على سير عمل الشركة. كما أكدت بدورها على احترام جميع بنود مدونة الشغل المغربية. وأفادت مصدرنا أن الإدارة المركزية كانت تستقي تقييمها للوضع السابق للشركة ببوزنيقة من مسؤولين محليين. وأنها ورغم قرار الإغلاق وتحويل النشاط إلى مدينة برشيد..فإن مسؤوليها ندموا أشد الندم على هذا الإجراء الذي اعتبروه متسرعا… باعتبار المقر والموقع الجغرافي …كما أفاد ذات المصدر، أن عامل الإقليم مصطفى المعزة كان له الدور البارز في العودة المنتظرة. وأن إدارة الشركة لم تكن على وفاق تام مع مجلسي بلدية بوزنيقة وجماعة الشراط. بسبب ما كان يقوم به بعض المنتخبين في المجلس السابق، في غياب رئيسي المجلسين من وسائل وصفت بالابتزازية والقذرة. من أجل فرض تشغيل بعض المحسوبين عليهم…وأكد أن مدينتي بوزنيقة و ابن سليمان لهما من المؤهلات اللازمة لاستقبال مشاريع ضخمة ذات طابع وطني ودولي.. سواء تعلق الأمر بالشركات غير الملوثة أو المشاريع السياحية أو الرياضية أو الطبية أو حتى إعلامية… باعتبار ما يمتازان به من شريط ساحلي طوله أزيد 30 كلم. أو مساحة غابوية تفوق 58 ألف هكتار، أو مناخه المعتدل والصحي المصنف دوليا. هذا بالإضافة إلى قربهما من العاصمتين الإدارية (الرباط) والاقتصادية والمالية (الدار البيضاء). كما يتوفر على الطريق السيار المفتوح في اتجاه مدينة بوزنيقة وجماعة الشراط وبلدية المنصورية على الحدود مع المحمدية. وكذا الطريق الوطنية رقم واحد. والسكة الحديدية. والطريق المزدوج الرابط بين المحمدية وابن سليمان، والطريق المزدوج المرتقب بين بوزنيقة وابن سليمان… كل هذه المميزات التي تتوفر عليها المدينتين. كافية لاستقطاب المستثمرين الكبار القادرين على تنمية المدينتين والرقي بسكانها في كل المجالات… حديث المسؤول وإن زرع بعض بدور الحياة في عقلي وقلبي اليائسين والمحبطين.. إلا أنه جعلني أنتعش للحظات… واكتب هذه المقالة متمنيا أن يستفيق كل المسؤولين والمنتخبين بإقليم ابن سليمان. وأن يعملوا على وقف نزيف الأرض والعرض والدفع نحو محاربة الفساد والمفسدين. والتوقيع على وثيقة المصالحة من أجل انطلاقة جديدة شفافة وطاهرة.. وعدم الاكتفاء بالمصالحة المبنية قط على المصافحة.. تذكروا عيون الإقليم التي كانت متدفقة هنا وهناك (الناس، الشعرة، السفيرجلة، الدخلة، القصب، تيزغة، …).. تذكروا الأراضي الفلاحية الخصبة التي زحف في اتجاهها الاسمنت.. تذكروا الشركات التي أغلقت، والشركات التي كانت قادمة إلى الإقليم وحولت وجهتها إلى الدار البيضاء وبرشيد… تذكروا وتذكروا أن الإقليم يعج بالطاقات والكفاءات والمواهب والنجوم في الثقافة والرياضة والفنون والإبداع… تذكروا لعل الذكرى تشحنكم من أجل المضي قدما في الاتجاه الصحيح … ودمتم في رعاية المولى …