دستور 2011 يعطي لكل مغربي ومغربية الحق في السكن والتغذية والعلاج والتعليم… فأرجو أن تواكبوا على إعطاء الشعب حقوقه، وألا تحولوا المغاربة إلى (سعاية) و(طلابة) و(سماسرة)… لأنكم ستنتجون مسؤولين بنفس المواصفات.
قبل بعض من الشعب عن مضض فكرة تلقي الفقراء إعانة (القفة)، ولو أن المبادرة لا تلقى توافق الكل باعتبارها غير كافية لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم للمواطن المغربي، وباعتبارها لدى البعض مهينة للمستفيدين. ولا تمكن من تحقيق حقوق كل مواطن التي ينص عليها الدستور المغربي الجديد والقديم. لكن أن تتحول تلك الإعانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إلى ورقات انتخابية، تستغل من طرف منتخبين محظوظين إما لانتساباتهم الحزبية القريبة من صانعي القرار محليا، أو بحكم نفوذهم التجاري والديني والسياسي المحلي. فهذا ما لا يمكن تقبله. فعلى بعد أسابيع قليلة من الاستحقاقات الجماعية. عمد كل من يحب الاصطياد في المياه العكرة، إلى استغلال الشهر الفضيل (رمضان) وعيد الفطر. لتوزيع الإعانات (نقود، مواد غذائية، ألبسة للأطفال…). وإن كان البعض يسعى إلى نشر ثقافة التكافل والتعاون، وهم قلة قليلة، فإن البقية المتبقية، أهدافها واضحة وضوح الشمس في يوم بدون غيوم ولا سحاب.
أسئلتي بسيطة ومبسطة….
ما الفرق بين أن يتكلف منتخب بتوزيع (القفة) الغذائية على المواطنين، وقيمتها لا تتعدى 200 أو 300 درهم. وأن يوزع نفس الشخص أوراق نقدية من نفس القيمة ؟
لماذا لا يتم تشكيل فرق من داخل أجهزة وزارة الداخلية لتوزيع الإعانات بأماكن تابعة للدولة أو على الأقل تابعة لمواطنين لا علاقة لهم بالسياسة والانتخابات؟
ما جدوى تلك الإعانات الخاصة بشهر رمضان إن كانت ستوزع على المستفيدين بعد أيام من نهايته؟
هل المواطن المغربي الفقير يعتبر (القفة) مبادرة أم صدقة ؟
هل بإمكان تلك الأسر التي تنتظر في كل مناسبة دينية (القفة)، والتي يتابع أطفالها تلك الحلقات المهينة… أن تنجب أجيالا قادرة على نهضة المغرب؟
لماذا لا تكتفون بتنفيذ مقتضيات دستور 2011، الذي وضعتم بتوافق نخبكم وبارك لكم فيه الشعب ؟ …