مبادرة تستحق التنويه تلك التي قام بها المكتب المسير للائتلاف الوطني للدبلوماسية الموازية وحقوق الإنسان والقانون الدولي مساء الأحد الماضي بشاطئ المركز بمدينة المحمدية. والتي أعادت الدفء والحياة لواقع كروي مغضوب عليه بالمدينة. فكرة تكريم النجوم والأبطال الذي قدموا تضحيات جسام لمدينة الزهور.. بدون أن يقطفوا من أزهارها ولا أن يطمعوا في مقابل مادي أو امتياز.. هم كثيرون وفي قطاعات مختلفة.. لكن أبرزهم رياضيون.. حملوا مشعل المدينة ورأسها عاليا في محافل وطنية ودولية.. حميد الصبار الذي كان لب وجهور المبادرة الائتلافية واحدا من تلك النجوم التي لم يتم بعد إنصافها. ولو أن عدة نجوم أفلوا وطواهم النسيان. حفل تكريم حميد المتواضع كان بالفعل متواضعا كشخصه.. بصمت عليه فعاليات بعيدة عن عالم السياسة وتم بدون دعم أي جهة رسمية منتخبة أو مسؤولة بالمدينة. أبدع فيه حسن اللوحمدي الصحفي المتألق بقسم الأخبار بالقناة الثانية. إلى جانب باقي الرواد داخل الإئتلاف وفي مقدمتهم الرئيس مختار المرابط وجيشه المناضل في الأعمال الخيرية والاجتماعية والوطنية. حضره رجل الأعمال محمد العلالي الذي أخذ في فترة سابق بزمام نادي شباب المحمدية. لكن الصراعات الواهية جعلته يبتعد. كما حضره الفنان المقتدر شرقي سروتي وفعاليات رياضية وجمعوية وفايسبوكية محلية.
سيرة ومسيرة حميد الصبار … (نبتة الصبار)
كانت بداية المشوار الكروي كحارس واعد مع صغار فريق اتحاد المحمدية خلال الموسم الرياضي (1980 – 1979). التحق بعدها خلال الموسم الموالي (1981-1980) بفئة الفتيان والشبان. ليلعب خلال موسم (1982-1981) أول مباراة له مع الفريق الأول لاتحاد المحمدية، في لقاء صعب ضد فريق الرجاء البيضاوي بملعب الأب جيكو بالدارالبيضاء . كما انتقل بداية سنة 1984 ليجاور فريق شباب المحمدية الذي كان يمارس حينها بالقسم الثاني. وهو الموسم الذي ضمن خلاله الصعود إلى القسم الأول. ولعب سنة 1988 مع فريق اولمبيك خريبكة . كما انتقل سنة 1989 ليلعب لفريق الأولمبيك البيضاوي. وعاد سنة 1990 لعرينه بفريق شباب المحمدية. وفي نفس الموسم تم سنة 1991 صعود إلى القسم الأول. لينهي مشاوره كحارس مرمى متمرس موسم (1996-1995).
حميد الحارس الصلب كانت بصمته واضحة داخل المنتخبات الوطنية. إذ لعب 1982 لمنتخب الشبان، ولعب سنة 1984 للمنتخب الأولمبي. وانضم سنة 1985 إلى المنتخب الوطني للكبار.
لم يلق حميد الصبار بعتاد الكرة المستديرة. ولم يترك عالمه الكروي الذي أصبح مهووسا به. فقد خرج من باب الممارسة، ليدخل من بوابة التدريب التي أعد لها كل ما يلزم من خبرة وشواهد وطنية ودولية.
ليخوض تجربة التدريب موسم (1997-1996)، كمدرب مساعد ومدرب الحراس 1998-1997 مدرب مساعد لفريق سبورتينغ سلا صحبة الإطار الوطني الدولي بادو الزاكي. ثم موسم 1999-1998 صحبة فريق الوداد البيضاوي الذي فاز معه ب( كأس العرش ). وانتقل سنة 2000 ليجاور فريق الكوكب المراكشي، قبل أن يعرج إلى خارج أرض الوطن ليدرب سنة 2003 فريق الخور القطري، ويفوز معه بكأس ولي العهد شيخ تميم بن حمد آل خليفة. وعاد سنة 2006 إلى فريق شباب المحمدية. كما درب حراس المنتخب الوطني سنة 2006 صحبة الناخب الوطني فليب التروسي. وعاد ليغادر المغرب سنة 2007 من أجل تدريب فريق أم صلال القطري. ثم درب سنة 2008 فريق دبي الإمارات العربية المتحدة. وعاد من جديد إلى المغرب ليدرب سنة 2010 فريق الوداد البيضاوي ويفوز معه بالبطولة الوطنية . وانتقل موسم (2012-2011 ) إلى فريق أولمبيك خريبكة، كما درب موسم ( 2014-2013) فريق أولمبيك آسفي. ودرب سنة 2015 فريق شباب المحمدية. ثم عمل سنة 2017 مديرا تقنيا لفريق الاتحاد المحمدية.
الصبار أكد فعلا أن يشبه نبتة (الصبار) في الصبر والكفاح. فالكل أن نبتة الصبار معروفة بتحملها العطش والجفاف الذي قد يمتد لسنوات طويلة. وتنتج رغم ذلك ثماراً موسمية تعرف بالتين الشوكي (الكرموس الهندي). وتنمو بها أزهار مختلفة. هكذا هو حميد الصبار يكافح من أجل الرقي برياضة كرة القدم. ويسعى جاهدا من أجل تطوير اللعبة داخل بلدته (المحمدية). ويبدل الغالي والنفيس من أجل صقل مواهب الأطفال بمختلف انتماءاتهم الأسرية (فقراء وأغنياء).. ويكفي تأسيسه للأكاديمية الرياضية لشباب المحمدية. التي يرأسها. وتكفي إرادته ورغبته في تطوير خبرته وكفاءته، وحصوله على شواهد التدريب وطنية ودولية (شهادة التدريب 1996-1995 من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم . وسنة 2001 شهادة التدريب من الجامعة الفرنسية . وسنة 2011 شهادة من الجامعة الملكية المغربية بتنسيق مع الجامعة الدولية. وسنة 2012 شهادة التدريب من الجامعة الملكية المغربية بتنسيق مع الجامعة الدولية. وسنة 2012 شهادة التدريب من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم . وسنة 2007 شهادة التغذية الرياضية من الإمارات…).
وفوق كل هذا وذاك يكفي حميد الصبار فخرا أنه كان أول من يعيد للقدوة والقائد القيادي الراحل عبد القادر الخميري. بإحياء حفل رياضي سنوي عرفانا وامتنانا له. وتكريم لأسرته التي كانت ضمن طاقم الراحل الخميري في كل أنشطته وإنجازاته.