حظي الفنان والممثل الشرقي الساروتي بحفل تكريم راق ليلة أمس السبت بمدينة سلا بحضور فعاليات فنية وسياسية وجمعوية يتقدمها عمدة سلا. وذلك في إطار الدورة الثانية لمهرجان الضحك، الذي تنظمه جمعية زووم للفنون بالرباط بتعاون مع الجماعة الحضرية لسلا.
فقد سطع نجم الفنان الفكاهي والممثل التلفزيوني الشرقي السروتي ابن المدينة الخضراء ابن سليمان، في سماء الفن المغربي. وبدت بصمته واضحة في الكثير من الأعمال الساخرة والمسلسلات التفزيونية. وبرزت نجوميته في تزايد عدد معجبيه من الجنسين وفي جميع الفئات العمرية. والتي بدأت تكلل مؤخرا بحفلات التكريم التي تنظم في حقه بعدة مدن (البيضاء، الرباط، سلا، بوزنيقة، الكارة، سطات،ابن سليمان…). اعترافا له على تواضعه وأخلاقه الحميدة وسخريته الهادفة وأدواره البسيطة والمتقنة. واحتراما لعفويته وحضوره القوي في عدة أنشطة اجتماعية داخل سجون المملكة ودور الطالب ومراكز حماية الطفولة ودور العجزة والمؤسسات التعليمية ودور الشباب ودور الثقافة. فقد برز نجمه بقوة بعودته من تجربة الهجرة الفنية. والغضبة التي أرغمته على الذهاب بعيدا من أجل البحث عن عالم فني نقي وطاهر ينصف الفنان ويحترم الإبداع. لعب أدوارا طلائعية في مسلسلات كثيرة (دموع ورجال، الغالية، …). والكاميرا الخفية والمسرحيات والسكيتشات الهادفة. ويعود الفضل إليه في تحويل مدينة ابن سليمان هوليود الإبداع التلفزيوني والمسرحي. وإلى لم شمل المبدعين الشباب ومنحهم فرص التألق والعطاء. كما سبق وبرز داخل أوساط الجالية المغربية بإسبانيا، بعد تجارب عديدة بالمغرب، رأى أنها لا تكفي لإفراز ما لديه من طاقة وإبداع، خصوصا أن مفاتيح عالم الفن حينها كانت بيد أناس لا علاقة لهم بالفن. وأبواب التلفزيون والمهرجانات كانت مغلقة، يدخل عبرها بعض الفنانين والمحظوظين والموالين لهم، ومن يملك المال أو الجاه. فضل الهجرة إلى اسبانيا والعمل أولا بعيدا عن الفن من كسب
القوت والاستقرار، قبل أن يعود لعالمه ويدخل في منافسة شرسة، مع العديد من الفنانين العرب المهاجرين. ويتمكن من فرض مكانته وشهرته، وعشق جمهوره من عرب وغرب.
وزادت شهرته بعد الجولة التي قام بها بمسرحية (اوزير وحارك) التي لقيت اقبالا كبيرا من طرف الجالية المغربية والجمهور الاسباني، وبعد شريط مايوك والشرقي الذي سجله رفقة الفنان مايوك (لهبال) و الذي لقي نجاحا كبيرا بالمغرب وخارجه.
وأكد العديد من المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا عند مقامهم بالمغرب قوة الشرقي على الأداء التلقائي والإبداع الفني المغربي الأصيل، وتساءلوا حينها عن سبب عدم وجود أقراص للمسرحية الهزلية التي كان يؤديها فرديا وهي من تأليفه وإخراجه الشرقي، سهر على نجاحه فنانين مقيمين بالديار الاسبانية (رشيد الغاوي وأحمد نعومي وفؤاد الرحالي وياسير اليكس وربيع شاكير ومحمد البوكيلي)
وكان الشرقي قد وجد ضالته في التنشيط والمسرح بين إخوانه المغاربة والعرب بإسبانيا وكذا مجموعة كبيرة من الإسبانيين، موضحا أن الشعب الإسباني طيب ومثقف ويحب المغاربة كثيرا، ونفى كل ما يروج له من عنصرية اتجاه العرب هي أعمال النخب السياسية التي ما إن يشعلها أصحابها حتى يخمدها الشعب الإسباني. ويكفي أن بنك (لاكيشا) الإسباني مول مسرحيته. وتمنى الشرقي أن تحدوا البنوك والشركات المغربية والقنصليات حدو البنك الاسباني وتدعم الفن والفنانين والرياضة والرياضيين، مشيرا إلى أنه رفقة عدة فنانين مغاربة يعتبرون أنفسهم سفراء لبلدهم المغرب. ووجب عليهم تمثيله أحسن تمثيل، وحيى بالمناسبة كل الجمعيات المغربية باسابنيا التي لازمت تجواله وعروضه ودعمته ماديا ومعنويا.
وعن تجربته بالمغرب في مجال الفكاهة والتمثيل عانى الشرقي ابن مدينة ابن سليمان التي يعشقها بجنون، الأمرين من جراء ما كان يقع في الكواليس. وكان قد فجر قنبلة من خلال حوار له بجريدة الصحراء المغربية سنة 2008، وكان وقتها ينشط فنيا بالديار الإسبانية، حيث قال: في المغرب لا تهم الشواهد والمواهب بقدر ما تهم المحسوبية والزبونية والزرود، قمت بتنشيط فقرات فكاهية من برنامج ستوديو خمسة رفقة المرحوم عزيز شهال وشاركت في سلسلة أنا وخويا وامراتو ومسلسل أبواب النافدة سنة 1998، لعبت دور أحمق (ولد الجوشة) ثم جرى اختياره لثاني مرة كأحمق في سلسلة ميلود ورابحة….لم يريدوني أن أتكلم جزاهم الله خيرا على حسن نيتهم… ثم شاركت في مسلسل العين والمطفية وادواير الزمان… لم أكن مقتنعا بالأدوار التي كانت توكل إلي… كلها ثانوية، لماذا؟ الله أعلم…
وأضاف الشرقي أن العمل الفني الذي أنعشه كان شريط (شلح او عروبي ) الذي شخصه رفقة الفنان الفكاهي محمد مهيول، والذي لقي إقبالا كبيرا من الجمهور المغربي … بعده قرر الشرقي الهجرة إلى الديار الاوربية للبحث عن مجال خصب يفرز فيه طاقاته الفنية.
أكد الشرقي صعوبة أن يشق الفنان طريقه في المغرب بدون شبكة علاقات، وبالمقابل أكد بأسف شديد صعوبة أن يترك الإنسان بلده وأسرته واصدقائه ويهاجر من أجل ضمان مستقبل لم يجد له خيوط واظحة في وطنه.