انتقد المثقفون والمبدعون بابن سليمان سياسة اللامبالاة والتقصير التي تدير بها وزارة الثقافة فعاليات المهرجان الوطني للزجل الذي تحتضنه المدينة سنويا. منتقدين الغياب المتكرر لوزير الثقافة عن افتتاح الدورة، وتكليف المديرية الجهوية بسطات بتنظيمه، دون أن يتم تصنيف المهرجان رسميا ضمن المهرجانات الوطنية الكبرى. وإحداث إدارة مهرجان أو جمعية يعهد لها تطوير برامجه. أو حتى دعم تنظيمه من طرف جمعية (ريحة لبلاد) للزجل بابن سليمان. وجاءت انتفاضة هؤلاء الشباب بعد اختتام المهرجان الوطني الثامن للزجل الأحد المنصرم، وسط احتجاجات وانتقادات عارمة في صفوف المبدعين والمثقفين، على المستوى الباهت للتنظيم والارتباك الحاصل في سير البرامج والأنشطة الثقافية التي تم تقديمها. وهو المهرجان الذي عادت دورته للراحل الزجال محمد الراشق، وعرف تكريم الزجال عزيز محمد بنسعد. وأكدت مصادرنا أن المهرجان الذي نظم تحت الرعاية الملكية السامية، وغاب عن افتتاحه وزير الثقافة للمرة الثانية، بلغت مصاريفه حوالي 60 مليون سنتيم، وكلف المديرية الجهوية للثقافة مبلغ 40 مليون سنتيم، وصرفت بلدية المحمدية 14مليون سنتيم في التغذية وكراء عتاد وتجهيز منصة السهرة، بينما تكلفت عمالة ابن سليمان بتوفير المبيت للضيوف، بينهم أقارب وأصدقاء المنظمين لا علاقة لهم بالمهرجان. وصب جام غضب المبدعين الشباب على لجنة التحكيم التي فاجأتهم صبيحة الجمعة الماضي بلائحة الفائزين بمسابقة أحسن زجال لسنة 2014، ورفضت مشاركتهم في القراءات الزجلية، وكان من المفروض وفق ما هو مدون في برنامج المهرجان، أن يكون المبدعين الشباب على موعد مع ورشة القراءة الزجلية تليها عملية تقييم لجنة التحكيم وترتيب الفائزين بمسابقة أحسن زجال شاب لسنة 2014. كما كشفت مصادرنا أن عملية أداء أجور الجزالين والمنشطين تميزت بالغموض، بسبب السرية التامة التي تصر المديرية الجهوية على سلكها، وكيف أنه تم أداء أجور البعض بينما طلب من البعض الآخر التوقيع على وثائق للحصول على الاجور عن طريق حساباتهم البنكية. كما انتقدوا اختلاف الأجور، والاقتطاعات الخيالية التي تطال أجورهم على أساس أنها اقتطاعات ضريبية، والتي تشكل ثلث الأجر. وطالبوا بالتحقيق في تلك الوثائق التي يتسلم للمعنيين من أجل التوقيع عليها. كما تساءل بعضهم عن سبب تأخير التوقيع على الالتزام الذي يربطهم بالمديرية، إلى ما بعد القيام بالنشاط. بينما الصحيح أن يتم التوقيع على الالتزام قبل حتى الإعلان عن البرنامج الخاص بالمهرجان. لكي يدرك كل واحد الأجر الذي سيتقاضاه. وفي سياق تجاوزات بعض المنظمين، يمكن الإشارة إلى أن مجموعة من المحافظ الخاصة بالمهرجان، والتي كان من المروض توزيعها عند افتتاح الدورة، عمد المنظمون إلى إخفاءها وتوزيعها فيما بطرق مشبوهة، كما أن مجموعة من الزجالين الذين تم برمجت أنشطتهم، تخلفوا عن الحضور، وعرف اللائحة كالعادة مشاركة نفس الوجوه، علما أن بالمغرب آلاف المبدعين والمبدعات في الزجل بكل اللهجات المغربية.
الرئيسية / بديل ثقافي / مثقفون ومبدعون ينتقدون سياسة التقصير واللامبالاة التي تدير بها وزارة الثقافة المهرجان الوطني للزجل بابن سليمان