مثلت ماستر التقنيات البديلة لحل المنازعات، صباح أول امس الخميس، بمحكمة كلية الحقوق المحمدية، مسرحية موضوعها محاكمة صورية لفقرتين من المادة 97 من مشروع النظام الأساسي للقضاة . وجسد أدوار المحاكمة المسرحية طلبة ماستر التقنيات البديلة لحل المنازعات بتأطير من الأستاذ محمد الأزهر، وقد تم خلال المحاكمة مناقشة ما تنص عليه المادة 97 وما مدى دستورية بعض مقتضيات هذه المادة ، وكذا أثرها على المنظومة القضائية بما في ذلك اطمئنان القضاة واستلالهم وحريتهم الفكرية، مستحضرين قرار المجلس الدستوري رقم 16/992 .م.د الصادر بتاريخ 5 جمادى الآخرة 1437 ه الموافق ل 15 مارس 2016 الذي أقر جزئيا بعدم دستورية هذه المادة، حيث قرر عدم دستورية عبارات ''بصفة خاصة'' وإخلال القاضي بواجب الاستقلال والتجرد والنزاهة والاستقامة" والإدلاء بتصريح يكتسي صبغة سياسي ". وتشكلت المحكمة من رئيس ومستشارين، والمتهم المادة 97، وشهود الإثبات ممثل في الفصل 117، وشهود النفي الفصل 1 والفصل 122 من الدستور، بالإضافة إلى حضور ممثل الحق العام والمحامون والمفوض الدستوري، والمتدخل في الدعوى وكتابة الضبط. واكد محمد الأزهر من خلال ورقة تقديمية للمحاكمة، انه لا يمكن لآي نشاط أن يزدهر دون التجريب الدائم والمغامرة المستمرة ، وان التعليم الجامعي كأحد الركائز الأساسية للتنمية الذاتية والاقتصادية، لا يقبل الثبات والجمود واعتماد القوالب الثابتة والاستكانة اليها، بل لابد له من دفق الحيوية والنشاط في أسسه، مؤكدا أن الأمر لا يعني النبذ الكلي للمناهج التقليدية بل لابد من تشذيبها وتطويرها وإضافة طرق وأساليب تساير التطور التكنلوجي والتواصلي . وأضافت الورقة أن اختيار محاكمة لفقرتين من المادة 97 من مشروع النظام الأساسي للقضاة ، لكونه نص أثار ولا زال يثير الكثير من النقاش في الأوساط الحقوقية والقضائية، خصوصا وأنه يتعلق بتأديب القضاة. وان المحاكمة هي بحث أكاديمي مشترك بين للطلبة غادر الأوراق إلى التشخيص أمام العموم على شكل محاكمة الهدف منها محاولة الخروج من التعليم الذي يقوم على منهجية التلقين ،إلى التفاعل في أفق التمرس على المحاكمة الفعلية الواعية عند مجابهة أية تشكلات ، وكذا بناء قدرات إبداعية ، بهدف تشكيل عقل منهجي قادر على التفكير والتحليل، وإعمال العقل، وتركيز ثقافة السرد والرواية، والثقافة الشفوية، والكتابة والصورة ، وجملة ثقافة الصورة والأثر، وهي عناصر تقوي إمكانيات التفكير والمواجهة وسبر أغوار الحجة العلمية. هذا وتابع هذه المسرحية العشرات من الأساتذة والطلبة، يتقدمهم عميد الكلية وبعد نوابه والكاتب العام للكلية وعدة شخصيات من خارج رحاب الكلية