شاءت الأقدار أن تلقى نداءات ستيني عين حرودة الذي كان يعيش منذ أزيد من سنة، داخل صندوق أشبه بالتابوت، استجابة أحد المحسنين، بعد نشر الأخبار تفاصيل معاناته، ونشر بعد المواقع الإلكترونية لشرائط فيديو تظهر مسكنه (الصندوق). فقد فوجئ صباح الخميس الماضي بشخص يطرق بابه، ويدعوه لاصطحابه إلى حيث سيارة المحسن الذي جاء بنفسه لتفقد الشيخ والمكان. قال الشيخ المجذوبي لبزع بنعاشر إنه امتثل لطلب طارق بابه، وسار وراءه إلى الشارع، حيث كانت سيارة فارهة تنتظره. وإن صاحب السيارة، طلب منه الركوب على متن سيارته، وسأله هل يرغب في تحسين حياته، فرد عليه بالإيجاب.ليغادر به المكان المتعفن، في اتجاه فيلا فخمة بأرقى حي بالبيضاء (المنظر العام بحي الأندلس). حيث كان قد أعد له شقة صغيرة (كارصونيير)، بها غرفة للنوم وباحة للجلوس، مجهزة بكل ما يلزم من أثاث وتلفزيون (بلازما)، وجهاز التدفئة. كما دعاه إلى تنظيف كل جسمه، واشترى له ملابس جديدة، وسلمه مبلغ ألف درهم (مصروف الجيب). ومفتاحي الشقة وباب الفيلا. وأضاف الشيخ الذي زارته الأخبار صباح أول أمس السبت، أنه يتوصل يوميا بكل الوجبات الغذائية (فطور، غذاء، لوجة،عشاء). وأن المحسن لم يطلب منه القيام بأي عمل. وكان الشيخ فرحا جدا بحياته الجديدة. إلى درجة أنه ضل طيلة زيارة الأخبار لمسكنه، يردد ما حصل عليه من حب وحنان ورعاية افتقدها حتى من أقرب أقربائه. ويأمل أن يتمكن من الحصول على بطاقة التعريف الوطنية، بعد أن ضمن سكنا قارا. فبعد أن كان من أعيان المجذبة وزناتة. تحول فجأة إلى فقير متشرد منبوذ يعيش في تابوت. يرشقه الأطفال بالحجارة، ويعبثون بمحتوياته في غيابه. أو يقلبون الصندوق وهو في سبات عميق داخله. أنفق كل أمواله وممتلكاته في الخمر والليالي الحمراء. فتنكر له العشرات ممن كان يلقي لهم الأوراق المالية، وهو في قمة إدمانه على الخمور بكل أصنافها. ويذكر أن الشيخ ينحدر من دوار أولاد سيدي علي بن عزوز بمنطقة (العرجة) زناتة التابعة للجماعة القروية سيدي موسى المجذوب بتراب عمالة المحمدية. وأن له أخا شقيقا، وثلاثة أخوات. لم تعد له بهم أية علاقة، بعد أن أهملوه. والده توفي سنة 1975. ورث رفقة باقي أسرته، حوالي 14 هكتارا، وكانت أسرته تعيش في رفاهية، إلا أنه لم يكن بالشاب والرجل المتزن، وأنه بدر كل ما ورثه من ممتلكات بسبب إدمانه على شرب الخمر. وكانت سنة 1998 بداية فقره. إلا أن والدته كانت تعتني به، وتحضنه، رغم انحرافه. لكن بعد وفاة أمه سنة 2004، لم يعد من يهتم لأمره، فخرج للشارع مشردا بدون مأوى ولا مؤونة.
الرئيسية / نبض الشارع / محسن يعيد الحياة لستيني عين حرودة الذي كان يعيش داخل تابوت … منحه شقة مجهزة داخل فيلته ووفر له التغذية مع مصروف الجيب