الرئيسية / نبض الشارع / محكمة تمارة تمتع المدرب العمراني بالسراح المؤقت إلى حين جلسة ثاني يوليوز … السياسة تجهض التضامن والنيابة العامة تصرخ تبا للعمل التطوعي الذي يزهق الأرواح

محكمة تمارة تمتع المدرب العمراني بالسراح المؤقت إلى حين جلسة ثاني يوليوز … السياسة تجهض التضامن والنيابة العامة تصرخ تبا للعمل التطوعي الذي يزهق الأرواح

أجلت ابتدائية تمارة مساء أول أمس الخميس النظر في قضية المدرب مصطفى العمراني المتهم بالقتل الخطأ بسبب الإهمال، على خلفية غرق  11 طفلا رياضيا بشاطئ الشراط  التابعة لتراب جماعة الصخيرات، إلى ثاني يوليوز المقبل، ومتعته بالسراح المؤقت مقابل كفالة مالية حددت في 2000 درهم. ووجه المحامي محمد كفيل في نفس اليوم رسالة إلى رئيس المحكمة يلتمس منه استدعاء مجموعة من الشهود، في مقدمتهم وزير التجهيز والنقل، ورئيس مصلحة تدبير الملك العمومي والبحري بوزارة التجهيز، والمدير العام للوقاية المدنية ومدير عمليات الإنقاذ والتخطيط والتنسيق والدراسات، ورئيس المجلس الجماعي لبلدية الصخيرات، والذين يعتبرهم مسؤولين عن فاجعة شاطئ الشراط. وتميزت الجلسة الثانية لمحاكمة البطل المغربي في رياضة التيكواندو، بتنسيقية دفاع قوي ومتنوع ، متشكل من 105محاميا ومحامية، حضر منهم الجلسة 70 عضوا. يمثلون هيئات (الدار البيضاء، طنجة، مكناس، الرباط، مراكش،وجدة،العيون…). بالإضافة غلى محامين تابعين لرابطة محامي حزب الاستقلال، ولنهضة والفضيلة وجمعية كرامة والاتحاد الاشتراكي… وكان بعضهم على وشك أن يدخلوا في صراعات بعيدة عن قضية البطل. بعدما رأى محامون أن زملاء لهم يسعون إلى الركوب على القضية سياسيا. ويتعلق الأمر بمحامي العدالة والتنمية وحزب الاستقلال. كما اكتظت جنبات المحكمة وبابها الرئيسي بمئات المتضامنين والمتضامنات مع البطل المعتقل. الذين نظموا وقفة حاشدة، عرفت ترديد شعارات مطالبة بإطلاق سراحه، ومتابعة المسؤولين الحقيقية على الفاجعة. قبل أن تنقسم كوكبة المحتجين إلى مجموعتين، فصل بينهما باب المحكمة الضيق. ونظما وقفتين منفصلتين بشعارات مختلفة، تصب كلها حول براءة العمراني.. ويتعلق الأمر بمجموعة الشبيبتين الاستقلالية والمدرسية. ومجموعة التنسيقية التضامنية مع شهداء وضحايا الفاجعة. فقد تدفق منذ الساعات الأولى من صباح الخميس المئات ممثلي الجمعيات والأندية الرياضية وهيئات ومنظمات وفعاليات محلية ووطنية. كما حضر أقارب الشهداء من أجل دعم المدرب، والمطالبة بالإفراج عنه. خصوصا بعدما وقع أولياء أمور عشرة شهداء على التنازل عن متابعة المدرب. فيما لازالت أم البطلة فدوى الوردي ترفض التوقيع، علما أنها سبق وتنازلت في محضر رسمي لدى درك الصخيرات. 

 

السياسة تفسد ود أصحاب البلدة السوداء

انتقل فيروس الصراع الذي قطع حبل الوقفة التضامنية، وحولها إلى وقفتين إحداهما بغطاء حزبي والثانية باسم المجتمع المدني، من أمام محكمة تمارة إلى داخل قاعة جلسة المحاكمة، مباشرة بعد تقاطر المحامين. حيث اكتشف بعضهم أنه تم إقصائه من لائحة تنسيقية المحامين. وتأكد تواجد محامين (متحزبين) وبرلمانيين، غير مرغوب فيه من طرف محامين آخرين . وقد اتضح ذلك جليا بعد أن تدخل محامي حزب العدالة والتنمية عبد الصمد الإدريسي، من أجل تمتيع العمراني بالسراح المؤقت. حيث اقترح المحامي على القاضي رئيس الجلسة، أن يتضامن مع عبد الله البقالي ، رئيس مجلس النواب. كما أكد أن هنا محامين آخرين مستعدين لأي نشاط صحي خيري. كما أن المحامي الإسلامي أغضب عشرات الصحافيين المرابطين داخل قاعة الجلسة، بعد أن أشار إلى البقالي بصفته كرئيس النقابة الوطنية للصحافة. واعتبروها حملة للترويج لنقابة البقالي، علما أن هناك هيئات أخرى نقابية، أبرزها نقابة الصحافيين المغاربة التي ينتمون إليها. والتي قال كاتبها الوطني أنس مريد الكاتب الوطني إن حزب العدالة والتنمية يقوم بحملة مجانية للنقابة. مشيرا إلى وزير الاتصال الذي سبق وقدمها في لقاء تواصلي مع ممثلي الجرائد الالكترونية كنقابة وحيدة للقطاع. كما دخل أحمد لحمامي محامي متمرن بهية الدار البيضاء في مواجهة عنيفة مع شخصية سياسية، لم يستسغ ماصرح به المحامي الشاب. حين قال إن (لا للإيديولوجية السياسية في التوجهات الدفاعية على العمراني في إطار طلب السراح المؤقت)، حيث رد عليه بالقول (كون ما السياسة ما تلبسوش البدلة). وهو ما اعتبره إهانة ليدخلا في عراك انتهى بتدخل زملائهم.

 

سعيد علوش يفك اعتصامه للتضامن مع العمراني

فك سعيد علوش،  اعتصامه من أمام شاطئ الشراط حيث كان ينتظر أن يلفظ البحر جثمان ابنه مصطفى العالق منذ الأحد ما قبل الماضي. وانتقل إلى مدينة تمارة لمؤازرة المدرب المعتقل. ورفض الأب المكلوم الرحيل من المحكمة قبل معرفة مصير مدرب ابنه الشهيد. حيث فضل الجلوس في فناء المحكمة لعدة ساعات، على أمل أن ينال المدرب السراح المؤقت. وضل يهاتف أشخاص بمتواجدين بالشاطئ، أملا في أن يتلقى مكالمة تنهي معاناته. قبل أن يطير فرحا وهو يسمع خبر تمتيع المدرب بالسراح المؤقت. وتأجيل محاكمته لأسبوعين.

ممثل النيابة العامة يجلد القطاع الجمعوي

قال ممثل النيابة العامة ردا على  طلب الدفاع  تمتيع العمراني بالسراح المؤقت، إنه ليس ضد المعتقل، ولكنه ضد الجمعيات التي لا تقوم بواجبها، وأضاف في نبرة أغضبت الحضور والمحامين (تبا للعمل التطوعي إن كان سيزهق الأرواح أو سيلحق الكوارث). كما اعترض عن حديث المحامين باسم الشعب، مؤكدا أنهم لا يمثلون الشعب. واعتبر متابعة العمراني قانونية، وأن المعتقل مسؤول عن قتل 11 طفل برئ. وهو ما جعل المحامي والأستاذ محمد كفيل ينتفض ضده ويؤكد أن ثمان محامين برلمانيين يمثلون الشعب، وأن رئيس الحكومة دافع عن براءة العمراني، كما تم طرح سؤال شفوي في البرلمان لنفس الغرض. وأضاف أن وكيل الملك يمثل الملك، وأن الملك يمثل الأمة والشعب الذي خرج كله لبرئ العمراني. مشيرا إلى أن الدولة عاجزة عن تدبير أمورها بعيدة عن العمل التطوعي والجمعوي. واعتبر تدخل النيابة العامة به ضرب من اللامسؤولية  واللامبالاة. وأن الاعتقال هو مخالف للسياسة الجنائية عامة  وأن (الفصل 432 يهدد أمننا وهناك أزمة نص قانوني).

 

تفاصيل جلسة كادت أن تنتهي بتدخل المتهم

كان المحاميين عبد المالك زعزع ومحمد كفيل أول المتدخلين، اللذان أكدا توفر المتهم على كل الضمانات لمتابعته في حالة سراح، وسار على نفس النهج باقي المحامين المتدخلين. وأعابوا على النيابة العامة متابعته في حالة اعتقال. كما تم تقديم تنازلين لوليي أمر ضحيتين، أضيفا إلى تنازلات لأقارب ثمان ضحايا. فيما لازالت أم البطلة فدوى الوردي تتردد في التوقيع، علما أنها تنازلت بشكل رسمي من خلال محضر الدرك الملكي بالصخيرات. قبل أن يتم الحديث عن ضمانات أخرى شخصية للمحامين المترافعين، أو ضمانات رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب. وهي القطرة التي أفاضت كأس بعض المحامين الذين رأوا أن تم إقصائهم لأسباب سياسية.

 قناني الإطفاء بمحكمة تمارة (بيريمي)

 

وحدها الصدفة كانت وراء اكتشاف أن قناني الإطفاء (طفايات العافية) انتهت مدة صلاحيتها منذ شهر يوليوز من سنة 2014. وهو ما يعني أنه مرت حوالي سنة على تاريخ صلاحيتها، وأنها لم تعد صالحة للاستماع. أربع قناني للإطفاء موزعة  على أربع أركان داخل فناء المحكمة. فيما لم تستبعد مصادرنا أن تتوفر بناية المحكمة على مجموعة أخرى من تلك القناني التي تحولت إلى أجهزة استعراضية ليس إلا. لا تستعمل في الحياة العامة للأشخاص.

 

العمراني يحكي عن رحلة الموت التي انتهت بفاجعة شاطئ الشراط

حاوره بوشعيب حمراوي

تحدث لنا عن رحلة الموت إلى شاطئ الشراط؟

حصلت البطلتين آسية فهمي وأمينة المزروعي على الميداليتين الذهبيتين في وزني أقل 29 و44 كلغ على التوالي. فقررت أن اهديهم بعتاد التيكواندو ونظمت حفلا صغيرا، دعونا إليه كل المسؤولين بالمدينة، ولم يحضروا. بعدها طلب مني الأطفال أن ننظم خرجة للشاطئ. كنا قبل أسبوع قد مررنا بالشاطئ الذي كان به مصطافين، واتفقنا على أن نجعله قبلتنا من أجل الاستجمام. كان عدد الراغبين في الترفيه والتدريب بالشاطئ كبير، مما جعلني أضطر إلى نقلهم في رحلتين ابتداء من الساعة التاسعة صباحا. كنت ضمن الفوج الأول الذي كان يضم الأطفال دون سن ال12. فيما تركت باقي الرياضيين والمؤطرين حتى الرحلة الثانية. الكل كان يسبح في ما يشبه بركة مائية، حيث الماء لا يتعدى ركب الأطفال. لكن وفي تطور مفاجئ، ثارت أمواج البحر في وجه الأطفال. أؤكد لكم أن ما وقع غريب، وكأن وحش كبير ابتلع الأطفال. قمت بمحاولات كبيرة من أجل الإنقاذ، ولا أحد ساعدني في عملية إنقاذ الأطفال. أنقذت أربعة أطفال، فيما لم أوفق في إنقاذ الباقين الذين اختفوا في لحظات, بعدها بدقائق لفظ البحر بعضهم. صرخت اطلب النجدة، وصرخت كثيرا باسم فدوى ابنتي .. وكأن قنبلة انفجرت داخل البحر.  

كيف تم إيقافك من طرف درك الصخيرات ؟

بعد أن بدأ أقارب الضحايا في التوافد على الشاطئ، وتحول الشاطئ إلى مندبة. كان لابد من اختفائي. عناصر الدرك الملكي اقترحت علي اصطحابي على مركز الدرك من أجل حمايتي من اعتداءات مفترضة. الكل كان يؤكد لي أنه سيفرج علي بعد ساعات، إلا أنه عند المساء في حدود الساعة السابعة أخبرت بأنني قيد الاعتقال الاحتياطي بتعليمات من النيابة. بعدما أحلت على وكيل الملك لدى ابتدائية تمارة شخصيا.  الذي قدم لي التعازي في وفاة أطفالي، وأكد لي أن قضيتي عادية وأن كل الأقارب تنازلوا عن متابعتي. لكن بعد انتهاء التحقيق فوجئت بمتابعتي  من أجل القتل الخطأ بسبب الإهمال. عندها لم أشعر بنفسي إلا وأنا داخل المستشفى بتمارة. بعد أن سقطت مغشيا علي. مكثت ساعة بقسم المستعجلات تلقيت إثرها الإسعافات الأولية. قبل أن يتم إحالتي على سجن الزاكي. حيث صدمت بالطريقة التي يتم بها تسجيل النزلاء. وخصوصا عملية تصويرهم وهم يحملون لوحات بها أرقام خاصة بكل سجين. أحسسن بنفسي وكأنني مجرم.

  هل تم فعلا سجنك إلى جانب المعتقلين الداعشيين؟ 

قضيت اليوم الأول داخل السجن، وكأنني في جحيم، وتخيلت أن حياتي دمرت، وأنني لن أوفق في الخروج من السجن. لكن تم فيما بعد نقلي إلى الجناح (ميم)، الذي به سجناء مختلفين. وخصوصا المعتقلين التابعين لتنظيم داعش. وجدتهم ساخطين على الوضع والدولة. لكنهم كانوا قادرين على الحصول على بطاقات التعبئة والهواتف، في غياب المراقبين.

 

 ماذا عن جمعية النور للتيكواندو؟

كانت بمثابة الحلم الذي تحقق بدعم من بعض الأصدقاء. بعد أن كنت في السابق منخرطا في جمعية التضامن. وتمكنت من خلالها من إنقاذ عشرات الأطفال، ومنحهم فرص التألق والنجومية، ومئات الأطفال الذين جنبتهم الانحراف والإدمان. فمن ضمن أقارب الضحايا، هناك خمس نساء. كنت  بمثابة الأب لأبنائهم وبناتهم. لم أكن أتلقى أي مقابل من أجل تدريبهم أو نقلهم للمشاركة في المنافسات الوطنية والجهوية. بل إننا داخل الجمعية، قررنا تدريب أبناء وبنات الأرامل بالمجان. وتمكينهم الاستفادة من الرحلات الإستكشافية والرياضية. 

وماذا عن البحر والاصطياف؟

شخصيا كنت أعشق البحر، وباعتباري سباحا ماهرا، كنت دائما أحب أن ينشأ أطفالي على حب السباحة. لكن ما حدث لأطفالي، جعلني أغير نظرتي تماما. ولا أظنني قادر على مصاحبة الأطفال إلى البحر. فأنا لم أعد أثق في البحر الذي ابتلع أطفالي في دقائق. 

ما رأيك في  أم فدوى التي رفضت التوقيع على التنازل ؟

لقد علمت أن أقارب الضحايا العشرة وقعوا تنازلاتهم على متابعة المدرب، وأن أم فدوى رفضت التوقيع، علما أنها سبق ووقعت في محضر رسمي على التنازل. شخصيا لم يعد يهمني نوعية العذاب الذي سأعيشه. ولا متطلبات أقارب الضحايا. وأنا مستعد لأي عقاب. أعذرهم. لكن على الكل أن يعلم أنني أعاني في صمتن وقد سبق أن تأثرت كثيرا إلى درجة أنني لم اعد قادرا على الأكل والشرب لعدة أيام. ولا يمكنني العيش إلا بعد أن ترضى علي أقارب كل الأسر.لا ألوم الأم التي رفضت أن توقع على التنازل   فأنا أتفهما وأنا مستعد لأي قصاص تريد. هي تعرف أن فدوى ابنتي ولا يمكن لأب أن يقتل ابنته. بكيت وصرخت يوم تقديمي أمام وكيل الملك، لأنه في نفس اليوم تم انتشال جثمان ابنتي فدوى. واستعطفت وكيل الملك من اجل إطلاق سراحي ولو لفترة قصيرة لألقي النظرة الأخيرة على جثمانها الطاهر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *