الرئيسية / عالم الفيسبوك / محمد الفزازي: هذا ردي على فتوى الزمزمي بخصوص تأخير صلاة العشاء عن وقتها من أجل مشاهدة مباراة في كرة القدم

محمد الفزازي: هذا ردي على فتوى الزمزمي بخصوص تأخير صلاة العشاء عن وقتها من أجل مشاهدة مباراة في كرة القدم

إن ما بنى الزمزمي عليه فتواه تلك مذكور فيما يلي كما هو منقول على موقع [فبراير.كوم]
يقول: [قياسا على ما قاله الرسول : "إذا حضر العشاء فابدأوا به ولا تعجلوا به" مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة أن يفرغ الإنسان نفسه من الشوائب] انتهى.
وقد ساءتني هذه الفتوى كما ساءت جماهير المسلمين الذين بلغتهم. وذلك لفساد القياس الذي بُنيت عليه من عدة أوجه وليس من وجه واحد، من جهة، ومن جهة أخرى لأن الرجل ما فتئ يحشر نفسه ويقحمها فيما لا يحسن، وقد صدّق نفسه أنه مفتٍ في النوازل… دون علماء الأمة، فراح يهذي ويهرف بمختلف الفتاوى التي يستحيي منها إبليس، حتى أصبح مجرد اسم الرجل "الزمزمي" مرادفا للفاحش من القول ولكل ما يخدش الحياء
لا أريد تتبع ذلك، ولا مصلحة لأحد في أن يلطخ سمعه بما تعافه النفوس النظيفة من عبارات تبعث على الغثيان والقيء… في حين يسميها صاحبها "فتاوى شرعية". [مضاجعة الزوجة الميتة] نموذجا.
دعونا مع "فتواه" الجديدة: تأخير صلاة العشاء بسبب اللعب. نعم اللعب.
ولنذكر الحديث كما هو في كتب الحديث لا كما رواه الزمزمي: 
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: 
] متفق عليه:[إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَابْدَؤوا بِالْعَشَاءِ وَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ 
ولمسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يقول: "لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان." يعني البول والغائط.
قال النووي: في هذه الأحاديث كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله، لما فيه من ذهاب كمال الخشوع، ويلتحق به ما في معناه مما يشغل القلب، وهذا إذا كان في الوقت سَعة، فإن ضاق صلى على حاله محافظة على حُرمة الوقت.
قال ابن الجوزي: ثم إن طعام القوم كان شيئا يسيرا لا يقطع عن لحاق الجماعة غالبا.

رأينا رواية الزمزمي، ورأينا الروايات الصحيحة كما هي في كتب الحديث، وللقارئ أن يقارن.

ووقفنا على بعض شروحات أهل العلم لذك، منهم الإمام النووي الذي قال: [وهذا إذا كان في الوقت سَعة، فإن ضاق صلى على حاله محافظة على حُرمة الوقت.] وكذا ابن الجوزي رحمة الله على الجميع.

فأين حُرمة الوقت في فتوى الزمزمي؟ مباراة كرة القدم 45 د زائد 45 د دون احتساب الوقت الضائع، وقد يلحقها شوطان إضافيان 30 دقيقة في الشوطين… وربما ضربات ترجيحية… أبهذا يقارن الزمزمي وجبة عشاء لبضع دقائق؟

وماذا لو بدأت مباراة أخرى…؟ فنحن أمام كأس العالم، والمباريات متتابعة.

ونزولا عند العلة نفسها التي بنى عليها الزمزمي "إفراغ النفس من الشوائب" هل الجزائريون الذين عملوا بفتوى "زمزمي الجزائر" وشاهدوا مباراة فريقهم مع الفريق الألماني، وانتهت بالهزيمة للأسف… هل قاموا إلى الصلاة مطمئنين خاشعين بعد كل تلك الحسرة والخيبة….؟ أم قاموا وفي أنفسهم شيء؟ بل أشياء…. ونفس الشيء لو فاز الفريق الجزائري… هل ستكون الأنفس فعلا مع الصلاة؟ ألا يشغل ذلك النصر المبين أنفس المصلين؟؟؟
ثم ما قول فقيه النوازل في المولعين بمتابعة مباريات كأس العالم كل يوم طيلة أيام، إن لم أقل أسابيع؟ أيؤخرون الصلوات غصبا عن قول رب العالمين {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}؟
مع مباريات كرة القدم، لا يبقى هناك وقت ضروري ولا اختياري يامفتي الزلازل عفوا النوازل….

ونزولا عند العلة نفسها، ماذا على المتتبع لسلسلة أفلام معينة، أو برامج محددة، هل يؤخر الصلوات ليتفرغ لمشاهدة شريطه المفضل؟ أو سهرته المفضلة؟ أفتنا ياصاحب فقه "الزلازل"

مسألة أخرى، فتوى الزمزمي مبنية على القياس فيما يزعم، وأصغر طلبة العلوم الشرعية يعلمون أنه لا قياس مع الفارق. والزمزمي اعتبر مجرد إفراغ القلب من الشوائب – على حد تعبيره – كافيا ليكون صالحا للقياس. في حين الأمر ليس كذلك. فالطعام ضرورة حياتية، وليست مباراة كرة القدم كذلك. ووقت العشاء قصير جدا بالنسبة لوقت مباراة في كرة القدم، والمباراة يمكن تسجيلها وليست الصلاة. والأكل جِدّ في حين المباراة لعب… والأكل فيه نص ولا نص في اللعب. وهكذا 

وأخيرا أرجو ألا يضطرني هذا "المفتي" لتشريح فضيحته الأخيرة مع الصحفية بوشرى الضو من راديو بلوس وتعريته على رؤوس الأشهاد، فيكفي ما في الفضيحة من "جلاجل" حتى الآن، اللهم إلا إذا كان للزمزمي رأي آخر، فإن هناك الكثير ممن ينتظرون "الفرجة" …. واأسفاه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *