الرئيسية / نبض الشارع / مسلسل إتلاف معالم تاريخ المغرب وتراثه الذي انطلق من المحمدية يصل إلى جماعة المنصورية …. مدينتان في المزاد العلني وشباب يبكون ألما وحسرة في انتظار من ينصف الأرض والعباد

مسلسل إتلاف معالم تاريخ المغرب وتراثه الذي انطلق من المحمدية يصل إلى جماعة المنصورية …. مدينتان في المزاد العلني وشباب يبكون ألما وحسرة في انتظار من ينصف الأرض والعباد

يبدو أن مسلسل إتلاف معالم تاريخ المغرب وتراثه، انطلق بتراب عمالة المحمدية وإقليم ابن سليمان. فقد افتتحت بلدية وعمالة المحمدية قبل عدة أشهر، هذا المسلسل الإجرامي،باجتثاث أشجار النخيل التي تؤرخ لعدة عقود، وتبرز الطبيعة الحية والطاهرة التي كانت تمتاز بها مدينة الزهور والرياضات الأنيقة، قبل أن تلوث أيادي منتخبين ومسؤولين تلك الطبيعة، وتتلف ضيعاتها، ومياهها وأجواءها، وأن تلقي بأمجادها الرياضية والثقافية في قمامة شركة (سيطا) التي تغرف من مخازن بلدية المحمدية. هاهي جماعة أخرى زعم المسؤولين عليها أنها حضرية. إلا أنها حضارتها لا تظهر إلا في وثائقهم وملفاتهم. لكنها تبقى على الواقع، أقل بكثير من جماعة قروية، باستثناء بعض مناطقها الشاطئية التي تحولت على شبه مستعمرات، حيث يقضي أصحاب المال والجاه عطلات الصيف ونهايات الأسبوع داخلها، وحيث لا ينال سكانها إلا ما تفيض به مجاريهم وقمامتهم. إنها جماعة المنصورية. التي استفاق سكانها على وقع اقتلاع شجرة، كانت بمثابة الركيزة التاريخية، التي تحتفظ لهم بخيوط  الاتصال و التواصل مع التاريخ، وبوادر الأمل، التي قد تنعش شبابها، وتزيد من قواتهم من أجل محاربة الفساد والاستبداد. هل كان من الضروري اقتلاع تلك الشجرة، علما وكما تظهر الصورة، أن الطريق يمكن أن تتوسع عرضا في الاتجاه الآخر. أم أن القيمين والخبراء ومهندسي الطرق نسوا أن الواجب يملي عليهم أن يثمنوا أهمية تلك الشجرة، قبل اجتثاثها من جذورها. ومحو عقود من تاريخ السكان. وفضلوا التثمين المادي الزائف والزائل.

المنصورية التي  تم السطو على أراضيها. سواء منها التابعة للملك البحري التابعة لوزارة التجهيز، أو الأملاك المخزنية التابعة لوزارة السكنى والتعمير، أو الأراضي المسترجعة التي بعثرتها وزارة الفلاحة. والتي عوض أن تعود إلى أصحابها الأصليين الذين كانوا يمتلكونها قبل دخول الاستعمال الفرنسي، أو  تعود للدولة، من أجل إحداث مشاريع ذات نفع، تم تفويتها برخص التراب لمن لا يستحقها، لتصبح بين عشية وضحاها في أياد لوبي العقار والاستثمار بالمغرب.     

بكى صديقي وأخي عبد الكبير المامون لواقع المنصورية، وما تتعرض له من إهانة وتخريب. وإليكم رسالته القوية حول فاجعة المنصورية :  

إتلاف إحدى المعالم التاريخية الأساسية التي تؤرخ للجماعة الحضرية المنصورية بعد هدم المدرسة الابتدائية العتيقة للمنصورية بابن سليمان التي تابعت فيها العديد من الاطر الوطنية من أبناء المنطقة من دافيد/ الصنوبر الى بني مكراز مرورا ببني راشد دراستها من طرف الجهة التي تقيم حاليا بالقصبة التاريخية المنصورية، دكت جرافات احدى الشركات صبيحة يوم الجمعة 09 اكتوبر الجاري، أحد اكبر المعالم التاريخية التي تؤرخ للجماعة الحضرية للمنصورية، ويتعلق الامر بالشجرة المباركة التي كانت تتخذها ساكنة المنصورية والرحل خلال تنقلاتهم للاستراحة في ظلها، والصيادون لبيع الاسماك، والتلاميذ للاستراحة ومكان للمواعيد بين الساكنة وغيرهم. الشجرة المباركة التي توجد جانب الطريق الساحلية رقم 322 الرابط بين بوزنيقة والمحمدية حيث كان خط السكك الحديدية الاول في تاريخ المغرب بمحاداة مغلمة اثرية اخرى هي (chey mimi)، والتي يعود تاريخ زرعها حسب رواية الاباء والاجداد الى عهد السلطان سيدي محمد ابن عبدالله، لم تمت في يوم من الايام رغم الجفاف حيث كانت دائما اوراقها واغصانها خضراء، ينتظر ان تنظم ساكنة المنصورية وقفة احتجاجية للتنديد باقتلاعها ودكها دون احترام مشاعر الساكنة، حسب مجموعة التصريحات لمواطنين وفاعلين اتصلوا بالجريدة للتنديد بالحدث الذي ألمهم كثيرا ومنهم من كان يتحدث للجريدة وهو يبكي حرقة على هذه الشجرة المباركة. التساؤلات المطروحة لدى الساكنة الغاضبة الان، من بينها أين دور مندوبية المياه والغابات بابن سليمان الموكول لها حماية الأشجار، وأين هو دور السلطة المحلية، وأين هو دور المجلس البلدي في حماية مآثر الجماعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *