لا شيء يطمئن داخل مكتب حفظ الصحة بابن سليمان ولا داخل مستودع الأموات بمستشفى المدينة، بعد وفاة الراحل الدكتور الخبير في التشريح الفسريري، أحد أهم وأبرز وأطهر طبيب عرفته المدينة. فالمكتب معلق، وقد تطوع أحد الأطباء العموميين للإشراف عنه مؤقتا. ومستودع الأموات يشرف عليه الموظف الوحيد المصنف في السلم السادس محمد العسراوي، والذي سيتقاعد نهاية 2015، أي بعد حوالي شهر ونصف. ولا أحد بعد تقاعده قادر على مزاولة عمله في غسل الجثث والتشريح و….. فهو الوحيد المكلف حاليا بمستودع الأموات التابع لبلدية ابن سليمان، وليس لإدارة المستشفى كما يدعي البعض…مما يستوجب إعادة التعاقد مع الموظف التابع لبلدية ابن سليمان، وتمكينه من راتب قار إضافي مقابل خدماته المستقبلية. علما أن المهام التي يزاولها هذا الموظف وهو متزوج وأب لخمسة أطفال، تتطلب من الجهات المسؤولة صرف تعويضات إضافية مهمة له، بالنظر إلى المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها. وبالنظر إلى عمله الدؤوب والمتواصل، إذ أن هذا الموظف الذي يتلقى حوالي 3000 درهم شهرا، لم يستفد من عطلته السنوية (الكونجي)، منذ أزيد من 23 سنة. فخدمته التي تتمثل في استقبال جثث القتلى وضحايا حوادث السير وغيرها من الحوادث الطبيعية والبشرية، والحفاظ عليها داخل مستودع الأموات الوحيد بإقليم ابن سليمان، حيث تعيش أزيد من 220 ألف نسمة، قبل أن يعاد نقلها إلى مستشفى الرحمة بالدار بالبيضاء من أجل التشريح، وإعادتها إلى المستودع وتسليمها للأقارب. لأنه ببساطة لا يوجد لدى المدينة والإقليم طبيب شرعي متخصص. والموظف حتى وإن طلب منه الاستمرار في عمله مقابل أجر تعاقدي، فإنه من الواجب تعيين موظف آخر يساعده، ومن الواجب الإسراع بتعيين طبيب شرعي متخصص، أو انتقاء طبيب وإخضاعه للتكوين المستمر من أجل استيعاب طرق التشريح وما يوازيها من عمل طبي وإداري. بل إن إدارة مستشفى الرحمة التابع لجهة الدار البيضاء/ سطات، والتي أصبح تراب الإقليم تابعا لها، ترفض استقبال جثث (xبنx). مما جعل تلك الجثث تبقى مركونة داخل ثلاجة مستودع الأموات بمستشفى ابن سليمان، لأزيد من سنتين. علما أن ثلاجة المستشفى لا تتسع إلا لستة جثث، وهي الآن تأوي خمس جثث متعفنة، تعود لخمسة ذكور مجهولين، أحدهما رضيع، وجثة فتاة مجهولة الهوية. تم العثور عليها بعدة مناطق بالإقليم (بوزنيقة، سيدي بطاش، المنصورية، ضواحي ابن سليمان). فهل تتحرك قاطرة المجلس البلدي من أجل إعادة تهيئة وهيكلة مكتب حفظ الصحة والاهتمام بموظفيه، وتعيين رئيس رسمي. والبحث عن سبل من أجل إتمام ما ينقص مستودع الأموات الكبير، الذي يعود الفضل في إحداثه للطبيب الطيب الراحل الفسريري. والذي هو مستودع جهوي به ثلاجات تستوعب أزيد من 34 جثة. بالإضافة إلى جثث النصارى والمسيحيين… هذا المستودع الذي عرف عدة تجاوزات على مستوى البناء وصرف الأرصدة المخصصة له …لازال مغلق حتى إشعار آخر