بقلم : بوشعيب حمراوي
حسنا فعل المغرب باللجوء إلى القضاء من أجل إجهاض مخططات خصوم الوطن الرامية إلى ضرب سمعة وأمن واستقرار المغرب. حسنا فعل عندما قرر كشف حقيقة الأقلام والألسنة والمنظمات الدولية المأجورة التي تقتات من التجسس والتملق. والرد على كل من حاول الإساءة إلى رموز الوطن ومؤسساته بنشر الإشاعات والتفاهات.
كل المغاربة الآن واثقين من أنه تم تسخير منظمة العفو الدولية (أمنيستي) ومنظمة (فوربيدن) وغيرها لاستهداف المغرب والمغاربة. خدمة لمن باتوا يهابون (المغرب الجديد المرعب). من يرفضون أن تتحول (مستعمرة سابقة) إلى بلد راق ومنافس شرس ومفاوض غير قابل للخضوع والخنوع. بادروا إلى تجنيد (أمنستي) ودعمها إعلاميا بقناة حمالة الحطب ( فرانس 24 ) ومنابر إعلامية دولية، يعلم الكل أنها زاغت عن كل الأجناس الصحافية وألقت بالأخلاق المهنية والحياد المفروض في حاويات القمامة. وتقمصت دور الشركات التي تلهف وتلهت وراء المال والجاه.
كلنا نتذكر التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية 21/2020 حول حالة حقوق الإنسان في العالم، وكيف أن التقرير ظل وفيا لنفس النهج العدواني الذي تسلكه المنظمة اتجاه المغرب. اعتادت طبخ أدلة وقرائن لا وجود لها في أرض الواقع، واعتماد مصادر معادية للمغرب في محاولات يائسة لتسويق محتوى وهمي. متجاهلة ما تصدره مؤسسات دولية (مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان…). نتذكر كيف تحدثت عن ملفات قضائية لازالت لم تحسم بعد. وعن فترة الحجر الصحي، التي يحكمها القانون المتعلق بحالة الطوارئ الصحية، والتي تعيشها أعرق الديمقراطيات في العالم. وهو القانون الذي مكن المغرب من التميز والرقي إلى حد الآن في طرق الوقاية من فيروس كوفيد 19 وباقي متحوريه.
للأسف فقد اعتدنا أن نثق في تقارير وبلاغات وبيانات المنظمات الدولية أكثر من ثقتنا في حكوماتنا بكل أجنحتها السياسية والتكنقراطية. اعتدنا أن نركب موجة الغضب والنقد والتهجم على المسؤولين ببلدنا، كلما صدر تقرير دولي لأية منظمة. دون أن نغوص ولو لحظات في البحث عن هوية وماهية وأهداف تلك المنظمة. بسبب ما ترسخ وتراكم لدينا من يأس وإحباط من سلوكات وتجاوزات بعض من يقودون قطارات التنمية ببلادنا، وعدم الثقة في كل ما يدبرونه. لكن ما اتضح جليا أن كل قصف خارجي يرسل فقط رسائل ابتزاز وتضييق لوقف مسار التنمية الوطنية.
حقيقة يذهل المتصفح لموقع منظمة العفو الدولية، عندما يعلم أن هذه الحركة العالمية، التي تضم حسب موقعها الرقمي، ما يربو على 7 مليون شخص، تناضل من أجل إنصاف الإنسانية وتمتعها بجميع حقوقها. ويزداد ذهولا عندما يقرأ شعارها (أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام). شتان بين ما تنفثه أبواقها وبين ما نراه ونلمسه على أرض الواقع من استهداف وابتزاز للأنظمة والشعوب. واقع يؤكد أنها لا تعير اهتماما لهموم ومشاغل الإنسانية. ولم تكن يوما تسعى إلى إيقاد الشموع ونشر الضياء. بل كانت ولازالت تتاجر في مآسي الشعوب، وتختلق القضايا وتساوم بشأنها. منظمة لا تدرك قيمة الشموع ومعاني الضياء بها. لأنها تدار بأجهزة تحكم عن بعد، هدفها إشعال فتيل ملفات وهمية، لزعزعة أمن واستقرار الشعوب، وشغلها عن قضاياها الحقيقة.
من أنتم يا سيدات ويا سادة.. وما هي الجهات التي تمولكم وتبرمج خطاكم وخطاياكم، وتحرر بلاغاتكم وتقاريركم ونداءاتكم ؟ .. فنحن كمغاربة لن نصدق حيادكم، ما دمتم تؤكدون رسميا أنكم تديرون منظمة دولية بالاعتماد على المساهمات المالية الشخصية والتبرعات. فحبذا لو نشرتم سنويا تقاريركم المالية مرفوقة بفواتير مداخيلها ومصارفها، لنحصي معكم ونجزي هؤلاء المحسنين الحقوقيين الذين يتبرعون لكم بالأموال. ونجعل منهم قدوات تقتدي بها باقي البشرية. فلا أظن أن ما تتوصلون به من أموال يدخل في إطار الإحسان والصدقة، التي قد تدفع صاحبها إلى اعتماد الكتمان والسرية. ولا أظن أن المنظمة ستجد حرجا أو تصاب بالخجل في الإعلان عن لائحة من يدعمونها، لأنها تعلن باستمرار تلقيها لتلك الأموال مجهولة المصادر.
لم نتساءل من قبل عن هويات الترسانة البشرية لمنظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أو عن فئات بشرية. وعن سبب عدم تغيير مجموعة من زعمائها الخالدين، سواء على مستوى المركزيات أو الفروع. ونهجها لأساليب ديكتاتورية في التعيينات (بدل الانتخابات)، والإغداق ماليا على العاملين معها. علما أنها منظمات (لا تلهت وراء الربح المالي)، وليس لها مصادر أموال رسمية.
أتعجب لكون أنها لا تتحدث عما يقترفه قيادة البوليساريو في حق المغاربة الصحراويين المحتجزين. حيث التعذيب والتجويع. كيف أنها ترحل أطفالهم بالقوة إلى دول معادية للمغرب من أجل تجنيدهم وفرض صمت الأسر . وكيف أنها تختطف أسر المغاربة الصحراويين المقيمين بأوربا. وتفرض عليهم إرسال الأموال ودعم وهم قضيتهم. وكيف أنها توزع بينها أموال الدعم الخارجية. أتعجب كيف أنها لا تتحدث عما يقترفه زعماء الدول المتحكمة في دواليب الاقتصاد العالمي. من ظلم واستبداد وابتزاز في حق الشعوب والأنظمة المستضعفة والصحافيين، وحتى شعوبهم.
متى ندرك أن معظم المنظمات الدولية ليست سوى منصات مأجورة مهمتها خدمة أجندات خفية. وأنه علينا نحن المغاربة أن نصد قصفهم للمغرب. ونخبرهم أننا تجاوزنا مرحلة الإضاءة بالشموع والغاز، وانتقلنا إلى مرحلة الاستفادة من الطاقات المتجددة وحتى تصديرها. ولن نحتاج لأمنستي ولا ل فوربيدن من أجل ضمان الرؤية والوضوح. كما علينا أن نلعن الظلام الذي مهد لبعض الخونة والجواسيس التدخل في أمورنا والحجر على أفكارنا. حان الوقت الإعلان عن استقلالنا الفكري ورفع شعار: (أن توقد فكرك خير من أن ترهنه للظلام والظلاميين).