منذ سنوات طويلة عرفت مدينة بوزنيقة كمشتل لبروز مجموعة من الطاقات الرياضية المتميزة وذلك في مختلف الأصناف الرياضية سواء على مستوى الرياضات الفردية أو الجماعية (ككرة القدم و كرة اليد والشطرنج والكرة الحديدية ورياضة فنون الحرب…) وهذا ماساهم بشكل كبير في تطوير الحقل الرياضي بالمدينة لكن سرعان ما خفت إشعاع هذا التألق وذلك بفعل مجموعة من الأسباب والمحددات .
المحدد الأول مرتبط بعلاقة المجلس الجماعي بالجمعيات التي تشرف على التأطير الرياضي
المحدد الثاني يتجسد في شخصنة الممارسة التدبيرية وتغييب الفعل المؤسساتي.
المحدد الثالث غياب الدعم من طرف المؤسسات الساهرة على الحقل الرياضي.
سوف نتطرق لملف كرة القدم كنموذج يمكن معه تفسير هذه المحددات فبمدينة بوزنيقة الكل يعلم العوامل التي ساهمت في إقبار نادي عريق كوفاق بوزنيقة، الذي يعتبر الهوية الكروية للمدينة وذلك عبر سنوات طويلة من الممارسة ضمن أقسام الهواة ، فالسنوات الأخيرة للممارسة الكروية للنادي شهدت علاقة أثارت الجدل بين رئاسة النادي وبين رئيس المجلس الجماعي للمدينة، الذي كان لا يتوانى في ضخ أموال مهمة في خزينة النادي، تقدر بمئات الملايين قد يقول قائل على أن هذا شيء إيجابي وفي مصلحة النادي والجمهور الرياضي بالمدينة. لكن لم يكلف الأمر سوى لحظات زمنية و أيام قليلة قبل بروز مجموعة من المعطيات والتي بينت على أن أموال النادي كانت تخدم أهداف أخرى.لا أحد من المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة ينسى الإتهامات المتبادلة بين أمين مال النادي ورئيسه والتي وصلت إلى القضاء. تلك الإتهامات التي تفرض طرح موضوع تواجد إختلاسات في مالية النادي. وللأسف طرحت أكثر من علامة استفهام بحكم أن القضاء لم يحسم في الملف وفي ذلك كلام آخر ، على العموم لم تمر بعد ذلك سوى شهور قليلة قبل سماع خبر إقبار النادي وبذلك إقبار ذاكرة كروية، إمتدت لسنوات طويلة من الممارسة . اليوم ونحن نعيش لحظة رياضية جديدة تتميز بوجود مجموعة من التنظيمات الرياضية سواء على مستوى القاعدة كوجود مجموعة من المدارس الكروية والتي تسهر على تلقين الناشئة المبادئ الأساسية لكرة القدم والتي تعمل كذلك على تاهيلهم وتكوينهم او على مستوى النوادي المتنافسة ضمن اقسام عصبة الغرب لكرة القدم ، كنادي نجم الساحل الممارس ضمن قسم الممتاز ونادي اتليتيكو بوزنيقة الممارس ضمن القسم الثاني فبالرغم من الإنجازين الذي حققهما الناديين السنة الفارطة بتحقيقهم للصعود لم نجد أي دعم او إشادة بالانجاز المحقق كما لو ان هذين الناديين يمثلون مدينة اخرى غير التي يلعبون بإسمها هذا من جانب اما من جانب آخر فالسنة الجارية2017 لم تشهد اي دعم مالي من طرف المجلس ونحن نعلم جيدا حجم المصاريف في تدبير فريق مشارك في منافسات العصبة. تبقى فقط بعض الإجتهادات الذاتية لأعضاء المكتب. لكن هو وضع يندر بالخطر ويؤشر معه على دخول الرياضة بالمدينة إلى نفق آخر مظلم، سيصعب مجاراته بإمكانيات جد محدودة . وهذا الواقع كذلك يكشف عن تناقض بين الخطاب والممارسة خصوصا إذا أخدنا بعين الإعتبار المراجع والوثائق التي تتحدث عن دور المجالس الجماعية والمؤسسات العمومية في دعم وتاهيل الرياضة لكن للواقع حديث آخر فهذه المؤسسات تتعامل بأسلوب التجاهل والتماطل إتجاه كل الجمعيات الرياضية الجادة والتي تشتغل في الميدان ونحن نعلم جيدا الدور الذي تلعبه الرياضة داخل المجتمع كأداة للتربية وتنمية الفرد والمجتمع. فالرياضة بمدينة بوزنيقة هي السبيل الوحيد لتثبيت عملية اندماج الأفراد بالمجتمع خصوصا وان المدينة تعيش نوع من الجمود وذلك بحكم انتشار ظاهرة البطالة في أوساط الشباب، بالرغم من أن المدينة تتوفر على حي صناعي ناهيك عن هشاشة البنيات المؤسساتية في باقي القطاعات الأساسية ، وذلك بالرغم من كون أن مدينة بوزنيقة تحظى بموقع وإمكانيات جد محترمة يمكن معها خلق دينامية منفردة ومتميزة في شتى المجالات وحتى الرياضية منها فقط يلزم نوع من التدبير السليم والمضبوط من طرف القائمين على تدبير الشأن المحلي بالمدينة ، ومن هنا يمكن التأكيد على ضرورة خلق مبادرة محلية للترافع حول الملف الرياضي بالمدينة وذلك بعيدا عن كل المزايدات السياسية لتحميل الجهات الوصية المسؤولية في الوضع الرياضي الحالي ودعوتها كذلك لدعم الرياضة والرياضيين بالمدينة أما الاكتفاء بدور المترقب والمتفرج فلن يقدم أي حل للوضع الحالي ، ويبقى الهاجس الوحيد لدى كل الرياضيين هو مدينة جديرة بأطفالها وشبابها.