من أنت ؟؟ قل لي …
من أنت ومن تكون…؟؟
غير ذاك البئيس المسكون
الذي يحمل كل هموم الكون
ولا يرضى بإنزال وزرها الملعون
من فوق الأكتاف
أو من عمق العيون
عجيب أمرك
وكأنك تعشق العذاب!
وتهوى اللعب
بلهيب النار كالمجنون
من أنت ؟
قل لي ومن تكون…
غير ذاك عابر السبيل
…أو من تكون؟
لن تخلد في هذه الحياة الدنيا
إلا لحظات عابرات
عابرات مهما تطول
فقط لتراها تمر
كلمع ومض البرق
حين يلمح بعيدا في الأفق
فلا يغرنك شيء
مصيره أن يتلاشى
في لحظة لا محالة
ليت هذا الشيء
كان يدوم ويدوم
لكنت صنعت له تاجا
من الماس المكنون
تستغيظ من سحره
…امرأة أبي لهب
من أنت إذا؟ ومن تكون ؟
فلن تكون سوى نكرة مضمرة
في الخيال التائه
لتنتهي بعد حين
وذكرى تؤول
حتما إلى الزوال
تتيه وتتيه وتتيه …
في أعماق الحلكة السحيقة
بلا بوصلة توجهك
أو حتى قبضة مجداف
تهيم تحت أسدية الظلام الكفيف
وسماء بلا شمس ولا لجين
ونجوم كما لو أطفأتها الرياح
ورمت بها في وادي السراب
لتتركك تصارع التيه والعذاب
من أنت؟ نعم من أنت يا هذا…؟؟؟
وكأني ألمح في جوابك الشجون …!!!
خذ الحياة ولا تدعها تأخذك
نحو التيار الجارف فتقاسي.
هي لحظة يستلها منك الدهر
استلال الشعر من بياض العجين
وتبقى نفحتك في المكان والزمان
كذاك الطيف الخفيف والسراب الهجين
من أنت؟ قل لي
من أنت ومن تكون …؟
فلن تكون إلا أنت … ياهذا…
نعم ، لم تكن …
ولن تكون …إلا أنت
مهما حاولت وحاولت وحاولت…
لن تكون ولن تكون إلا أنت.
فلن تكون ، ولن تكون سواك
أبدا لن تكون
هو حال الدنيا هذه
نعم هو حالها
مسطرة قيد أنملة
أو أقل ما يكون.
هذا مصير لا بد منه
شئت أم أبيت.
هذا حالك أنت في الدنيا
وكذلك حالي أنا
وحال ذاك وتلك …
فهلم لنتعايش
ودعنا نستقبل ونعانق
اللحظات المسلوبة منا
ونستلها بلا هموم
من ابتسامة الزهرات
قبل أن نولول ونندم
ونردد هيهات ثم هيهات…
همسات د. عبد اللطيف سيفيا