عرفت البطولة الوطنية للعدو الريفي التي نظمت صباح اليوم الأحد بمدار طبيعي بمدينة ابن سليمان ارتباكا واضحا على مستوى التدبير التقني والإداري. من طرف الجامعة الملكية لألعاب القوى والعصبة الشاوية ورديغة لألعاب القوى. أدت إلى تدخل مصطفى المعزة عامل إقليم ابن سليمان وكاتبه العام وبعض موظفي العمالة والسلطة المحلية في أكثر من مناسبة من أجل إنقاذ الموقف. علما أن مسؤولي العصبة والجامعة حاولوا كعادتهم الاستفراد بالتنظيم وتدبير حاجيات السباق الذي حضرته بابن سليمان أزيد من 2500 عداء ومسير من مختلف المدن المغربية. لكنهم أخفقوا. فعلى مستوى التدبير التقني للسباقات، لم يكن المدار محروسا لمنع تلاعب العداءين وبعض الموالين لهم. إلى درجة أن هناك أشخاص كانوا يدخلون ويخرجون بكل حرية أثناء سير السباقات. يضاف إليها اللامبالاة لبعض الأطر التقنية المكلفين بمراقبة السباقات، مما تسبب في حرمان أربع عداءات كن على مشارف نهاية السباق الخاص بالشابات. حيث انحرفت العداءات عن مسارهن المحدد في آخر دورة لهن. وهو ما فسح المجال لعداءات أخريات بالتقدم عنهن. مراقبين أعادا ثلاثة عداءات إلى المساء الصحيح متأخرين، بطرق عنيفة زادا من إرهاقهن.. كما أن إحدى العداءات ضحية الانحراف في المسار، سقطت مغشية عليها من هول الواقعة قبالة المنصة الشرفية حيث الوفد الرسمي، بعدما اتضح لها أنها لن تتمكن من العودة لقيادة السباق في آخر دورة لهن. ويتعلق الأمر بفئة الشابات. هذه العداءة التي حاول مسؤول بالوقاية المدنية حملها لإسعافها. فقيل له إنها فقط متعبة. وبعد انسحابه، يعمد أحد الأشخاص لحملها فوق ذراعيه، متوجها بها إلى حيث سيارة الإسعاف، قبل أن يعترضه عناصر الوقاية المدنية ويحملونها فوق السرير الطبي. ليتم إسعافها محليا. علما أنها كانت مصابة فقط بالإحباط وخيبة الأمل التي نتجت عن سوء تدبير المدار من طرف المراقبين. وتعتبر ضحية وجب إنصافها. حادث آخر غريب، يتمثل في نوعية الهدية التي منحت لعداءة فائزة بأحد السباقات. حيث سلم لها حذاء رياضي. وكأن المسؤولين كانوا يعرفون مسبقا مقاس قدمي الفائزة بالسباق. أو أنها ستضطر لبيعه أو إهداءه لزميلة لها…
بطولة بالحجم الوطني تفتقد إلى مركز صحي (خيمة طبية)، والكل يعلم ما يمكن أن يحدث من إصابات، وعدد الإغماءات التي تقع وخصوصا في صفوف الإناث. كما وقع اليوم. وهي فئة ليست في حاجة إلى التنقل إلى المستشفى، وما قد تتعرض له ضياع للوقت، بقدر ما هي في حاجة إلى الراحة والاسترخاء. يضاف إليها ندرة مياه الشرب وانعدام مياه التنظيف. إلى درجة أن العدائين اضطروا اللجوء إلى البرك المائية المتعفنة والمملوءة بالميكروبات من أجل الاستحمام والغسل (كما يظهر في الصورة). وإذا كانت عمالة ابن سليمان ساهمت بجهد كبير من أجل تهيئة المدار وتحصينه. وتوفير ما تيسر من مرافق للنوم والتغذية بالنسبة للجمعيات والأندية الرياضية القادمة من مدن بعيدة. فإن العداءين ومرافقيهم قضوا يوما صعبا من أجل المشاركة، بسبب غياب أماكن لتغيير الملابس والمحافظة عليها. واضطروا إلى وضع ملابسهم وحقائبهم على شكل رزمات هنا وهناك فوق الأرض المبتلة بالمياه. كما عانوا من أجل توفير وجبات الغذاء . ومن العداءين من لم يجد حتى الوقت للاستراحة من أجل المشاركة في السباق. بعد أن وصلوا إلى مكان السباق صباح اليوم الأحد. هذا دون الحديث عن عدم اهتمام المسؤولين بممثلي وسائل الإعلام. وتوزيع (بادجات) الصحافة والملفات الصحافية على من ودب. بل إن طفلة صغيرة لا تتجاوز الثماني سنوات كانت تحمل (بادج)على صدرها. قبل أن تهرع إليها إحدى المنظمات. وتقوم بنزع (البادج) بسرعة وتبعدها عن المنصة الشرفية.