وأنتم تبحثون عن أغطية وأفرشة وألبسة لأفراد أسركم تقيهم قساوة هذا الطقس البارد والصقيع الذي يضرب بلدنا هذه الأيام.. وأنتم تقلبون صفحات الكتب والمواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أجل البحث عن التغذية المناسبة لهذا الطقس، والأدوية… وأنتم تتزاحمون خلف أجهزة التدفئة، وتتابعون بسعادة وانشراح تلك الثلوج التي غطت قمم جبلية… لا تنسوا أن هناك أخوات وإخوان مغاربة وأفارقة يعانون من هذا الطقس. وأن بعضهم ينامون على الأرصفة ومحيط المحلات التجارية والخدماتية. يتفرشون (الكارتون)، ويتغطون بالبلاستيك وبعد الأغطية البالية والخفيفة.. حفاة عراة.. لا تنسوا أن لديكم بدواليبكم وداخل بعض غرفكم المنسية، أغطية وأفرشة وألبسة استغنيتم عنها. وهي كفيلة بسد الخصاص لدى هؤلاء… لا تنسوا أنه بإمكانكم الاكتتاب والتعاون من أجل توفير مراقد لهم. لا تنسوا أنه بإطعامهم وتدفئتهم ستنالون أنتم حسنات ورضى الله. وأنهم سيكونون هم السبب في صلاح دنياكم. وسبيل لنيل رضى الله.. وهذا يعني أنهم سيكونون أكثر فضلا عليكم… لا تنسوا أن تلك الثلوج قد عزلت دواوير سكنية، وأن هناك أطفال يئنون تحت وقع الصقيع، يبحثون عن خشب للتدفئة دون جدوى.. ويبحثون عن طعام ساخن دون جدوى.. ويبحثون عن غطاء أو سقف أو فراش أو .. دون جدوى..
لا تنسوا وأنتم تستمعون أن تمتعوا وتحسنوا للفقراء والمشردين، ليكتمل الاستمتاع، ويشمل الكل فقيرا كان أو غنيا .. لا تفرقوا بينكم في الحياة… لا تفرقوا بينكم في الغطاء والفراش والغذاء والابتسامة.. لأن الله وحد بينكم في الممات.. قبر واحد .. عرضه شبر واحد .. لكل كفن.. فراش من تراب وغطاء من كومة تراب وخشب.. في انتظار السراط.. وبعدها الحياة الأبدية .. حيث العذاب والسعادة والغذاء والشقاء والابتسامة…